علي الكلثمي منتج فيلم “الخلاط+”: أغرقنا في المحلية لنصل بالسعودية إلى كل العالم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قبل أسابيع قليلة، وبالمصادفة البحتة، وبينما كنت أقلب بين مقاطع موقع يوتيوب، استوقفني فيديو لشركة “تلفاز 11” السعودية، لإحدى حلقات مسلسل “الخلاط”. وجدت الكثير من تلك الحلقات، تابعت بعضها، وأعجبتني الفكرة بصورة عامة. لذلك، لعلي من أكثر المتشوقين لمشاهدة فيلم “الخلاط+”، الذي أصبح الآن متاحًا عبر منصة نتفليكس، وهو تعاون بين المنصة والشركة السعودية.

استوقفني الاسم.. “الخلاط”، فكان سؤالي الأول لصانع العمل علي الكلثمي، عن أسباب هذا الاختيار، فأجاب علي: “قبل 3 سنوات، بدأنا هذه التجربة عبر الإنترنت، وكانت مساحة للتجريب وجمع القصص بمختلف أنواعها وأشكالها، فشعرنا أن المسمى الأفضل هو الخلاط كونها قصص مختلطة ببعضها البعض، وتجمع مشاعر وتفاصيل مختلفة”.

ويضيف علي: “الآن انتقلنا إلى مرحلة جديدة، واخترنا أن يكون هناك فيلم يجمع خلاصة التجربة بثيمة واحدة هي الاحتيال الاجتماعي.”، ولمن لا زال يستعد لمشاهدة هذا الفيلم، ومن دون أي حرق للأحداث، يقدم العمل خلال ساعتين أربع حكايات مبنية على مبدأ الحيلة. ويستعمل الفيلم في مقطع منه مثلًا عربيًا قديمًا هو “من كان لديه حيلة فليحتال”، فيقدم قصصا مختلفة بنيت على الحيلة، ولكن دعوني أقول لكم، إنها حيل نتعاطف مع أصحابها.

يقول علي: “تخيلوا معي السيناريو التالي، في غرفة الكتابة، مجموعة من الكتاب الأذكياء دراسيًا تجتمع مع أشخاص من أصحاب التجربة في الحياة والأذكياء اجتماعيًا. هذه المعادلة في غرفة الكتابة تجعل النصوص أكثر رزانةً وتنوعًا … حرصنا في الخلاط ألا يكون موجهًا لجمهور معين. لهذا، ستجدون أن أحد الأبطال في الخلاط هي طباخة في مطعم، وننتقل إلى شباب يحاولون إنقاذ صديقهم في حفل زفاف، وزوجان في منتصف العمر يمران بأزمة، وعائلة تسافر من بلد إلى آخر”. ويضيف: “نحن في غرفة الكتابة نأتي من خلفيات متنوعة، ومن شتى أطياف المجتمع، ونتقبل الاختلافات فيما بيننا، وهذا ينعكس في أعمالنا”.

ويتابع: “تخيلوا معي السيناريو التالي، في غرفة الكتابة، مجموعة من الكتاب الأذكياء دراسيًا تجتمع مع مجموعة من أصحاب التجربة في الحياة والأذكياء اجتماعيًا. هذه المعادلة في غرفة الكتابة تجعل النصوص أكثر رزانةً وتنوعًا… حرصنا في الخلاط ألا يكون موجهًا لجمهور معين. لهذا، ستجدون أن أحد الأبطال في الخلاط هي طباخة في مطعم، وننتقل إلى شباب يحاولون إنقاذ صديقهم في حفل زفاف، وزوجان في منتصف العمر يمران بأزمة، وعائلة تسافر من بلد إلى آخر”. ويضيف: “نحن في غرفة الكتابة نأتي من خلفيات متنوعة، ومن شتى أطياف المجتمع، ونتقبل الاختلافات فيما بيننا، وهذا ينعكس في أعمالنا”.

ولعل أكثر ما يجعل هذا الفيلم مختلفا عن بعض الأعمال العربية التي أنتجت سابقا عبر نتفليكس هو الخصوصية الاجتماعية التي تظهر جلية فيه، فالتعبيرات المستخدمة، والتفاصيل الاجتماعية، والمظهر الخارجي، وأصالة الشخصيات بطابعها المحلي جدًا، جعلت من فيلم “الخلاط+” عملت سعوديًا خالصًا بلا شك.

هذا الأمر يركز عليه علي الكلثمي وفريقه في جميع أعمالهم، لإيمانهم بأن “الإغراق في المحلية” هو السبيل الأوحد أمام الوصول للعالمية. ويضيف: “أنا أؤمن أننا نعيش في عصر أصبح السائد هو المتشابه، فلا خصوصية في المحتوى، لدرجة أنه أصبح يحمل صبغة واحدة، والأعمال متكررة ومنسوخة من بعضها البعض. لكن اليوم، أنا أؤمن أننا مقبلون على عصر ستبرز فيه العناصر المحلية، فكلما صار العمل مغرقًا في المحلية، ويعي السير في خط العالمية، سيصبح أكثر قبولًا للناس الباحثين عن الجديد”.

ويقول علي: “السعودية الآن تشهد حراكًا اقتصاديًا وثقافيًا وفنيًا، وهذه فرصة للعالم أن يتعرف عن قرب على هذا المجتمع، من وجهة نظر عمل درامي مثل الخلاط. حاولنا في الخلاط أن نكون محليين، وأثبتنا أننا عندما نقدم المحلية نصل بمحتوى أكثر صدقًا للعالم كله”.

قد يكون مسلسل “الخلاط” قد جذب مليارات المشاهدات عبر يوتيوب، ولكن وجوده كفيلم على منصة مثل نتفليكس كفيل بأن يحول هذه الأرقام إلى أضعافٍ مضاعفة، ويحملها إلى جماهير جديدة مهتمة بالتعرف إلى خصوصية هذا المجتمع ومزاياه.