قضايا العولمة والتغير المناخي والحرب في أوكرانيا في صلب اهتمامات منتدى دافوس
نشرت في: 16/01/2023 – 14:43
يبدأ الإثنين منتدى دافوس الاقتصادي الذي يجمع نخب العالم الاقتصادية والسياسية في سياق دولي متأزم تغذيه أزمات عالمية قوية من أبرزها قضايا الحرب في أوكرانيا والتغير المناخي والعولمة. وكان رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغه بريندي قد أوضح أن المنتدى يأتي “في ظل وضع جيوسياسي وجيواقتصادي هو الأكثر تعقيدا منذ عقود”. وطالبت منظمة أوكسفام في هذا المنتدى خفض عدد الأثرياء إلى النصف بحلول عام 2030 بفضل فرض الضرائب، أملا في “إلغاء الثروات المتراكمة” على المدى الطويل.
تلتقي النخب السياسية والاقتصادية العالمية الإثنين في دافوس طامحة إلى “التعاون في عالم مشرذم” ما بين الحرب في أوكرانيا والتغير المناخي والعولمة التي تواجه أزمة وجودية.
وكان رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغه بريندي قد أعلن خلال إحاطة صحافية أن القمة التي تجري في منتجع الألب السويسرية تنعقد هذه السنة “في ظل وضع جيوسياسي وجيواقتصادي هو الأكثر تعقيدا منذ عقود”.
وساهم تفشي وباء كوفيد-19 والخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهجوم الروسي على أوكرانيا في السنوات الأخيرة في تزايد الشقاقات الجيوسياسية وتصاعد السياسات الحمائية.
ورأى مؤسس المنتدى كلاوس شفاب أن “أحد الأسباب الرئيسية لهذه الشرذمة هو نقص في التعاون” ما يؤدي إلى اعتماد “سياسات قصيرة الأمد وأنانية” منددا بـ”حلقة مفرغة”.
وحمل هذا الوضع البعض على التساؤل حول مستقبل العولمة التي تشكل منذ نصف قرن محور فلسفة دافوس.
وقالت كارين هاريس الشريكة والخبيرة الاقتصادية في مكتب الاستشارات باين أند كومباني إنه كان هناك في وقت ما “الأمل بالعودة إلى الوضع الاعتيادي السابق، وضع عالم معولم إلى حدّ ما” مضيفة: “أعتقد أن ثمة إقرار اليوم بأن هذه الحقبة في طور الانتهاء” حتى لو أنه سيبقى منها نقاط تعاون “حول مجموعة أكثر انحسارا من المسائل”.
ورأت أنه “حتى مسألة المناخ تتحول إلى معركة أكثر انعزالية”، مشيرة بهذا الصدد إلى “قانون الحد من التضخم” الذي ينص على مساعدات كبرى للشركات المتمركزة في الولايات المتحدة في قطاع السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة، وضرائب الكربون على الحدود التي يجري اعتمادها في أوروبا.
منظمة أوكسفام تدعو إلى خفض “الثروات المتراكمة” للأثرياء
اعتبرت منظمة أوكسفام غير الحكومية في تقرير نُشر تزامنا مع افتتاح منتدى دافوس الاقتصادي الإثنين أن كل ملياردير يمثل فشلا للسياسات العامة، داعية إلى خفض عددهم إلى النصف بحلول عام 2030 بفضل فرض الضرائب ، تمهيدا “لإلغاء الثروات المتراكمة” على المدى الطويل.
وكشفت المنظمة في تقريرها السنوي حول انعدام المساواة مع انطلاق المنتدى الذي يجمع النخب الاقتصادية والسياسية في منتجع دافوس السويسري لمدة اسبوع “أن أغنى 1 بالمئة من البشر قد استحوذوا على ما يقارب ثلثي جميع الثروات الجديدة التي تبلغ قيمتها 42 تريليون دولار التي جُمعت منذ عام 2020، أي ضعف الأموال التي كسبها 7 مليارات شخص يشكلون 99% من سكان العالم”.
وبسبب الارتفاع في الأسعار في البورصات، زادت الثروات الضخمة بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية: فمن أصل كل 100 دولار جديد تم تحقيقه، ذهب 54,4 دولارا إلى جيوب أكبر الأغنياء الذين يمثلون 1% من البشر، بينما ذهب 70 سنتا فقط إلى الفئات الأفقر التي تشكل 50%، كما ذكرت المنظمة غير الحكومية.
وضاعف أصحاب المليارات ثرواتهم، مع ازدياد عددهم أيضا على ما أكدت منظمة أوكسفام التي تحضر مديرتها العامة غابرييلا بوشيه منتدى دافوس.
عام من الحرب
وبعد حوالي عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، من المتوقع أن يحتل النزاع وانعكاساته على السياسات العالمية في مجالي الطاقة والدفاع، حيزا كبيرا في مناقشات دافوس.
وإن كانت روسيا ستتغيب عن المنتدى للسنة الثانية على التوالي، فإن أوكرانيا سترسل وفدا، كما أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يعتزم إلقاء كلمة عبر الفيديو.
وسيشكل المنتدى مناسبة للمسؤولين الأوكرانيين للتوجه إلى مئات الشخصيات السياسية الكبرى مثل المستشار الألماني أولاف شولتز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إضافة إلى حوالي 600 رئيس شركة والعديد من وسائل الإعلام وممثلين عن المجتمع المدني من منظمات غير حكومية وباحثين وحتى نجوم بينهم الممثل إدريس إلبا ومغنية السوبرانو رينيه فليمينغ.
ومن المواضيع الأساسية المطروحة للبحث أيضا المناخ، إذ يسعى المنظمون لأن تساعد المباحثات في التمهيد للمفاوضات العالمية المقبلة في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب28) المقرر عقده في نهاية السنة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
في المقابل يعتزم ناشطون اغتنام الاجتماع لتذكير الدول الغنية ومجموعات الطاقة بضرورة تمويل انتقال الدول النامية في مجال الطاقة وتسديد التعويضات عن الكوارث الطبيعية المواكبة لتغير المناخ.
ودعت “الشبيبة الاشتراكية السويسرية” إلى التظاهر في دافوس للمطالبة بفرض “ضريبة تستهدف الأثرياء من أجل البيئة وشطب ديون” دول الجنوب.
إلا أن أبرز النشاطات في دافوس ستجري كما في كل سنة في الكواليس، إذ يغتنم رؤساء الشركات والمستثمرون والسياسيون وجودهم في المكان ذاته لإجراء مشاورات على هامش المؤتمر الرسمي.
فرانس 24 / أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook