الوكالة الوطنية للإعلام – كاريتاس لبنان احتفلت بذكرى يوبيلها الذهبي في بلدية صيدا
وطنية – احتفلت “كاريتاس لبنان” بيوبيلها الذهبي لمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها انطلاقا من مدينة صيدا، حيث اقامت احتفالا حاشدا في البلدية بمشاركة نائبي المدينة الدكتورين اسامة سعد وعبد الرحمن البزري، النائبة السابقة بهية الحريري، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، راعي ابرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران مارون العمار، رئيس بلدية صيدا المهنس محمد السعودي، ممثل المطران الياس كفوري الاب ابراهيم سعد، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، ممثل محافظ الجنوب منصور ضو أمين سر المحافظة نقولا أبوضاهر، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، السفير عبد المولى الصلح، رئيس مؤسسة صاصي أنطوان صاصي، مديرة متحف الصابون في صيدا دانا موسى، ممثلة رئيسة مؤسسة عوده الثقافية كرستيان عودة، حسين السارجي ممثلا مسؤول “حزب الله” في منطقة صيدا زيد ضاهر، المونسنيور مارون كيوان، المونسنيور الياس الأسمر، الأب جهاد فرنسيس وجمع كبير من الشخصيات والآباء والكهنة . وكان في إستقبال الحضور الأب عبود ونائبه الدكتور نقولا الحجار ورئيس كاريتاس صيدا ياسر سميا.
بداية النشيد الوطني، ثم نشيد اليوبيل الذهبي لكاريتاس، فترحيب من عريف الحفل الزميل ماجد بوهدير ثم إبتهال ديني إسلامي قدمه الشيخ خالد يموت.
السعودي
وألقى رئيس بلدية صيدا كلمة قال فيها: “تتشرف بلدية صيدا بأن تستضيف اليوم حفل مرور 50 عاما على تأسيس كاريتاس لبنان في صيدا منذ العام 1972. لكن الحقيقة، هي أن عمر كاريتاس في صيدا، أكثر من 50 عاما، فعمرها يمتد الى 2000 عام مضت، يوم وطأت اقدام السيد المسيح عليه السلام صيدا كما ذكر في الإنجيل، حيث شفى المرأة الكنعانية في زاروب يعرف اليوم بحي الكنان. وبعدها، على طريق التبشير بالسيد المسيح من اورشليم الى انطاكية، مر القديسان بولس وبطرس ليكملا رسالة السيد المسيح، حيث يوجد في صيدا 4 كنائس يعود تاريخ بنائها الى أوائل ايام الرسالة المسيحية. واذا كان البابا يوحنا بولس الثاني قال عن لبنان انه بلد الرسالة، فصيدا هي مدينة الرسالة. في صيدا، لا أحياء مخصصة لطائفة معينة، فالكل فيها يتشارك الافراح والأتراح، لتجسد بذلك ليس فقط العيش المشترك، بل العيش الواحد. لأجل هذا، ليس مستغربا أن تنتج هذه المسيرة، حبة الحنطة المباركة التي هي كاريتاس، زرعت في صيدا وأخرجت ثمارا كثيرة على مستوى صيدا والوطن”.
أضاف: “منذ التأسيس، والعلاقة بين كاريتاس وصيدا هي علاقة احتضان وتكامل متبادل، حضنت صيدا وأهلها كاريتاس، فبادلتهم كاريتاس هذا بوقوفها الى جانبهم اجتماعيا وطبيا ومدرسيا ومهنيا ومن خلال مساعدات شتى، في كل ظروف الحرب، والاجتياح الاسرائيلي. وفي حرب تهجير المسيحيين عام 1985 كانت جزءا مما عرف يومها بالمجلس السياسي من خلال عضوية رئيس اقليم كاريتاس صيدا انذاك الخوراسقف يوحنا الحلو، ومن ثم في حرب تموز 2006 كانت كاريتاس اول من لبى نداء الاغاثة للمهجرين في دار البلدية. واليوم، كاريتاس هي ركن اساسي في تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا، والذي ساهم بتوزيع المساعدات البلدية بعد ثورة 17 تشرين، وحملات التوعية خلال جائحة كورونا، كما كانت كاريتاس في طليعة الفرق التي وصلت مع بلدية صيدا ليل انفجار مرفأ بيروت”.
وتابع: “المجتمعات لا تبنى يا سادة الا بتكافل ابنائها، والتعاون بين بلدية صيدا وكاريتاس مبني على هذا الاساس المتين من المحبة المتبادلة، وكما تحب الأم اطفالها أحبت صيدا كاريتاس، واطلقت شارعين باسم رئيسين سابقين لاقليم كاريتاس صيدا، والكلام عن المحبة يطول”.
وختم السعودي: “وفق الله هذه المؤسسة الى مزيد من التألق والعطاء، وسلاما الى روح كل من توالوا على رعايتها منذ التأسيس وعلى راسهم الاخ الياس المعماري ابن مجدليون، واطال الله بعمر القيمين الحاليين عليها، الى مزيد من اليوبيلات، “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” .
سوسان
من جهته، استهل المفتي سوسان كلمته مهنئا اللبنانيين بعامة والطوائف المسيحية بخاصة بعيد الميلاد وبكل الاعياد “التي تحمل معها قيم المودة والمحبة والسلام والخير للإنسان. فكل عام والجميع بخير، ونسأل الله ان تعود هذه الايام ولبناننا يخرج من أزماته والانسان فيه يخرج من عثراته”.
أضاف: “خمسون عاما من العطاء الانساني والتربوي والاجتماعي والصحي ومستمرة كاريتاس بالخير والفضل . ومن صيدا الى كل لبنان يكبر الحلم وتتحقق الامنية للوطن بدون تفريق او تمييز بين دين ودين ومذهب ومذهب ومنطقة واخرى ، العنوان هو الانسان والهدف هو العطاء من صيدا مدينة الوفاء الى كل لبنان .لم يخطىء العنوان لأن صيدا كانت وما زالت نموذجا للعطاء”.
العمار
أما المطران العمار فقال: “خلال المحن الكبيرة التي مر بها الجنوب ومنها الاجتياح الاسرائيلي والتهجير والقصف الاسرائيلي سنة 1996 وسنة 2006، والمحنة التي نمر بها منذ سنة 2019 كانت كاريتاس الحاضرة الدائمة لتلبي الحاجات قدر المستطاع وبدون تمييز. فهي دائما قرب الفقير والمهمش والمريض والمسجون والوحيد، ونجاحها في الظروف الخطرة المتعاقبة على لبنان جعل كاريتاس مضرب مثل في العطاء دون تمييز”.
وتابع: “أطلب من المركزية في كاريتاس ان تعير مجددا اهمية كبرى لنشاطات الشبيبة وتصرف عليها الاموال اللازمة لتعود وتحمل كاريتاس الى حيث يجب ان تكون. شبابنا مستقبلنا في الوطن والمجتمع والكنيسة، فلنساعدهم لكي ينموا في روحانية كاريتاس، روحانية التعاون والمشاركة والمواطنة والخدمة الاجتماعية دون مقابل . هذا هو الخير الذي أطلبه من كاريتاس اليوم وكم أود أن يعمم على ارض الوطن بكامله”.
عسيران
وكانت كلمة لعسيران قال فيها: “كاريتاس هذه الكلمة اللاتينية التي تعني المحبة والرحمة، ترجمها القيمون عليها بمد يد العون للمعوزين والمحتاجين من ابناء صيدا والجوار فتمكنت من بلسمة جراح من جارت عليهم الظروف وكثيرون هم في ايامنا الحاضرة. ان كاريتاس تتقدم باستمرار بخطى مباركة في سياسة التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية والمساعدات الانسانية. نبارك لمؤسسة كاريتاس يوبيلها الذهبي”.
الحجار
أما كلمة كاريتاس ألقاها الحجار فقال فيها: “اجل نحتفل اليوم باليوبيل الخمسين لهذا الحدث الذي يتسم بوجه نموذجي ذو وقفتين لتاريخية كاريتاس في وطنها الام ومسقط راسها مدينة صيدا . الوقفة الاولى لاهوتية تتجسد فيها علامات الصمود والعناد للتاريخ المسيحي المتجذر في ارض صيدا وفي ضمير ابنائها المرتكز على القيم الروحية والفضائل الاخلاقية في مسيرتهم نحو ملكوت الله. اليوم كما بالامس شعلة محبة كاريتاس الذراع الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية تنير العتمة والظلمة لمن التجأ اليها”.
واضاف: “استمرت على مر الزمن، العطاءات والمواقف الشجاعة لرجالات المدينة في الحياة السياسية والاجتماعية حتى الشهادة . كتبت صيدا تاريخ لبنان بدم بطل الاستقلال الرئيس رياض الصلح والزعيم معروف سعد حبيب الفقراء والمدافع عن حقوقهم والدكتور نزيه البزري طبيب الفقراء ودولة الرئيس رفيق الحريري رجل الاعمار والإمام موسى الصدر رجل العقل والإعتدال والوطنية بإمتياز، وسواهم كثر ممن تفانوا في خدمة المواطن والانسان تعزيزا لمعنى الوطنية”.
وختم الحجار: “نعم امتازت صيدا في العيش المشترك بين ابنائها وتميزت بتجاوز كنائسها وجوامعها حيث ترفع كل ديانة صلاتها الى الخالق بلغتها واسلوبها فتمتزج في اجواء المدينة اصوات أجراس كنائسها باصوات مؤذني جوامعها لتؤلف سمفونية واحدة متعددة النغمات تؤدي العبادة والتسبيح لله الواحد الاحد. كما توحدت صفوف الاساقفه والعلماء المسلمين ورجالاتها من اجل تحقيق الخدمات الاجتماعية والانمائية لشعبهم الصيداوي ومن دون تفرقة”.
تكريم سميا والداعمين
بعد ذلك، تم تكريم سميا وتسليمه درع الإحتفال وتسليم شهادات لأعضاء الرابطة وللداعمين .
وختاما كانت إبتهالات دينية مسيحية ألقاها جوزيف جبور، بعدما تخلل الإحتفال عرض فيديوهات وشهادات عن كاريتاس.
============ر.إ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook