انطلاق محاكمة المتهمين باعتداءات 2016 في بروكسل
نشرت في: 30/11/2022 – 19:27
انطلقت الأربعاء أولى جلسات محاكمة المتهمين في اعتداءات بروكسل التي أدت في آذار/مارس 2016 إلى مقتل 32 شخصا ودمرت حياة كثيرين آخرين. ومن بين المتهمين، صلاح عبد السلام الذي حكم عليه في حزيران/يونيو في فرنسا بالسجن مدى الحياة لمشاركته في التحضير لهجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015. وفي مارس 2016، نفذت الخلية الجهادية نفسها التي انتقلت إلى بلجيكا هجمات انتحارية في بروكسل تبناها أيضا تنظيم “الدولة الإسلامية”.
بدأت الأربعاء محاكمة المتهمين في اعتداءات بروكسل بمن فيهم صلاح عبد السلام، التي أدت في آذار/مارس 2016 إلى مقتل 32 شخصا، أمام محكمة الجنايات في بروكسل.
واكتفى صلاح عبد السلام الذي أطلق لحيته بتأكيد اسمه بناء على طلب رئيسة محكمة الجنايات عندما افتتحت الجلسة بعيد الساعة 09,45 (08,45 ت غ).
ورفض متهم واحد هو السوري السويدي الأصل أسامة كريم، الوقوف لدى ذكر اسمه أو التوجه إلى المحكمة. وحضر تسعة رجال بينهم صلاح عبد السلام وصديق طفولته من مولينبيك محمد عبريني، في قفص الاتهام. أما المتهم العاشر أسامة عطار زعيم الخلية، فسيحاكم غيابيا إذ يعتقد أنه قتل في سوريا.
وقبالة المتهمين، جلس الضحايا، إذ بحسب النيابة العامة الفدرالية، انضم أكثر من ألف شخص إلى الدعوى كأطراف مدنية للحصول على تعويض عن الأضرار. وهذا ما يجعل هذه المحاكمة المقررة أن تستمر حتى حزيران/يونيو 2023 في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) السابق في بروكسل، الأكبر على الإطلاق أمام محكمة جنايات في بلجيكا.
وخلافا لفرنسا حيث يخضعون لمحكمة جنايات خاصة المؤلفة من قضاة فقط، لا تزال المحاكمات للجرائم “الإرهابية” في بلجيكا تجري أمام 12 مواطنا يتم اختيارهم بالقرعة لمساعدة ثلاثة قضاة محترفين.
وبالإضافة إلى 12 محلفا عضوا في هذه الهيئة سيساندهم ثلاثة قضاة، سيكون هناك 24 محلفا بديلا طوال المحاكمة لضمان الحفاظ على هذا العدد عند إجراء المداولات للتوصل إلى الحكم.
وأدت الهجمات الانتحارية في بروكسل التي نفذتها الخلية الجهادية التي كانت وراء هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس (130 قتيلا)، 32 قتيلا ومئات الجرحى في 22 آذار/مارس 2016 في المطار ومترو بروكسل.
“لايف فور بروكسل”
بعد ست سنوات ونصف على أسوأ هجمات شهدتها بلجيكا في أوقات السلم، يتوقع أن تكون هذه أكبر محاكمة تنظم أمام محكمة جنايات في بلجيكا.
في صباح 22 آذار/مارس 2016، فجر شخصان نفسيهما في مطار زافينتيم في بروكسل وآخر بعد ساعة في محطة مترو في العاصمة البلجيكية. وكانت الحصيلة: 32 قتيلا ومئات الجرحى.
تأتي الهجمات التي تبناها تنظيم “الدولة الإسلامية” الجهادي، بعد أربعة أيام على اعتقال صلاح عبد السلام في مولينبيك، العنصر الوحيد الباقي على قيد الحياة في مجموعة الكومندوس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
وسرعان ما لاحظ المحققون أنها نفذت من قبل الخلية نفسها التي كانت وراء حمام الدم في العاصمة الفرنسية (130 قتيلا في باريس وسان دوني في 13 تشرين الثاني/نوفمبر).
في ذلك الوقت، كان لدى هؤلاء الجهاديين مخططات أخرى، من بينها استهداف بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016 التي نظمت في فرنسا. لكنهم تحركوا على عجل بعد أيام قليلة من القبض على عبد السلام في بروكسل في 18 آذار/مارس.
ومن المتوقع حضور تسعة رجال بينهم صلاح عبد السلام وصديق طفولته من مولينبيك محمد عبريني، في قفص الاتهام. أما المتهم العاشر أسامة عطار زعيم الخلية، فسيحاكم غيابيا إذ يعتقد أنه قتل في سوريا.
في المجموع، أدين ستة من هؤلاء المتهمين العشرة في المحاكمة الطويلة التي جرت على خلفية هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر، من أيلول/سبتمبر 2021 إلى حزيران/يونيو 2022 في باريس.
وبين هؤلاء اسامة كريم الذي رافق مهاجم مترو بروكسل قبل أن يعود أدراجه ويتخلص من متفجراته.
وفي المحاكمة الباريسية لزم الجهادي السويدي الذي وصف بأنه “مقاتل محترف”، الصمت حول دوره في هذه الخلية.
وقالت ساندرين كوتورييه وهي من الأطراف المدنيين وتعتزم المجيء لمواجهة المتهمين لوكالة الأنباء الفرنسية “لا أتوقع الحصول على الكثير من الإجابات. لكنني أريد أن أقف على ما يمكن للبشر ارتكابه، على أن أتقبل أن الناس ليسوا جميعا صالحين”.
وما زالت مديرة الجمعية هذه التي كانت موجودة على رصيف مترو مالبيك عندما فجر الانتحاري متفجراته في مقصورة ركاب، تعاني إجهاد ما بعد الصدمة بعد ست سنوات ونصف.
وقالت إن “فقدانا في الذاكرة” و”مشكلات في التركيز” تعاود الظهور مع اقتراب المحاكمة.
وما زالت نوبات القلق وحتى الاكتئاب، تتكرر لدى الناجين والشهود الذين تمكنت وكالة الأنباء الفرنسية من مقابلتهم.
وصف العديد منهم معاناتهم الطويلة للحصول على تأمين يغطي الرعاية الطبية التي يحتاجون اليها.
وذكرت مجموعة تمثل قرابة 300 طرف مدني أن “الدولة البلجيكية تركت الضحايا لمصيرهم”.
وكانت هذه المجموعة “لايف فور بروكسل” (Life4Brussels) أعربت عن غضبها نهاية ايلول/سبتمبر لإعلان تأجيل المحاكمة باعتبار أن قفص المتهمين الذي كان مخططا له في البداية والمقسم إلى زنزانات فردية، مخالف للقانون الأوروبي.
وكان هذا القفص الزجاجي أثار انتقادات شديدة من فريق الدفاع. كان لا بد من تفكيكه واستبداله مما تسبب في تأخير لمدة شهرين تقريبا.
ويعد تعيين 36 محلفا أمرا غير مسبوق في بلجيكا. والهدف منه هو الاحترام المطلق للعدد البالغ 12 مواطنا لمساعدة القضاة الثلاثة عند المداولات لإصدار الحكم، تحت طائلة الاضطرار إلى إبطال الإجراء برمته.
كإجراء احترازي، في مواجهة خطر عدد كبير من الاعفاءات (“339” قبل المحاكمة) تم استدعاء حوالي 600 مواطن الأربعاء لعملية قرعة وفقًا لمحكمة الاستئناف.
بعد تشكيل هيئة المحلفين المقرر ليوم واحد، ستبدأ المداولات الإثنين.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook