ما الذي نعرفه عن الصاروخ الذي ضرب بولندا وما ردود الفعل الأوكرانية والروسية والدولية؟
نشرت في: 16/11/2022 – 21:22
أثار سقوط صاروخ مساء الثلاثاء على قرية في شرق بولندا قرب الحدود الأوكرانية مخاوف من أن يُجرّ حلف شمال الأطلسي الذي انضمت إليه وارسو في 1999، إلى الحرب بين أوكرانيا وروسيا. لكن موقف بولندا وواشنطن والناتو ودعوتهم لتوخي الحذر قبل استخلاص النتائج، وأيضا ترجيحهم أن يكون الصاروخ أوكرانيا، خفف من إمكانية تصعيد هذا الحادث لمخاطر الصدام المباشر بين القوتين، فيما يحمّل الغرب موسكو، على أي حال، المسؤولية عنه.
سقط صاروخ مساء الثلاثاء على قرية بريفودوف بشرق بولندا والتي تبعد حوالي ستة كيلومترات تقريبا عن الحدود مع أوكرانيا ما أدى إلى مصرع شخصين، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية البولندية.
وقالت الوزارة إن الانفجار الصاروخي وقع الثلاثاء عند الساعة 14,40 بتوقيت غرينتش. وأوضح سكان بأن الانفجار أصاب منشأة محلية لتجفيف الحبوب بالقرب من مدرسة.
ووقع الحادث في وقت كانت روسيا تستهدف أوكرانيا بقصف كثيف على منشآت مدنية تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل. واستهدفت صواريخ روسية مدنا في أوكرانيا تشمل مدينة لفيف قرب حدود بولندا.
زيلينسكي يتهم روسيا
تم فورا اتهام روسيا التي بدأت غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط. إلا أن الرئيس البولندي أندريه دودا أعلن الأربعاء أنه “من المرجح جدا” أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ. فيما شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء على أن الصاروخ كان روسيا.
Had a call with 🇵🇱 President @AndrzejDuda. Expressed condolences over the death of Polish citizens from Russian missile terror. We exchanged available information and are clarifying all the facts. 🇺🇦, 🇵🇱, all of Europe and the world must be fully protected from terrorist Russia.
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) November 15, 2022
وقال زيلينسكي في تصريحات متلفزة: “لا شك لدي بأنه ليس صاروخنا.. أعتقد أنه كان صاروخا روسيا، بناء على تقاريرنا العسكرية”. وتتناقض تصريحات زيلينسكي مع تلك الصادرة عن بولندا وحلف شمال الأطلسي بأن الانفجار كان على الأرجح نتيجة إطلاق الدفاعات الجوية الأوكرانية صاروخا لاعتراض وابل الصواريخ الروسية.
وشدد زيلينسكي على أن كييف لم تتسلم أي أدلة على أن الصاروخ أوكراني وأكد على ضرورة إشراك أوكرانيا في التحقيقات. وطلبت كييف الأربعاء إعطاءها حق “الوصول الفوري” إلى الموقع الذي سقط فيه الصاروخ، فكتب سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أليكسي دانيلوف في تغريدة: “أوكرانيا تطلب الوصول الفوري إلى موقع الضربة” لافتا إلى أن كييف ترغب بإجراء “تقييم مشترك للحادثة”. وأشار إلى أن بلاده مستعدة لتسليم “أدلة” على اتهاماتها لروسيا بالمسؤولية.
مخاوف من جرّ الناتو للحرب
في نفس السياق، أوضح الخبير في الأسلحة الجوية بيار غراسيه، من مركز جامعة السوربون لدراسات الهويات والعلاقات الدولية وحضارات أوروبا، بأن الصاروخ من طراز “5ف55” 5V55 ويستخدمه الجيش الأوكراني. وأضاف بأن “الانفجار كان على الأرجح حادثا فيه صاروخ أرض جو أوكراني أخطأ في تصويب هدفه أو خرج عن السيطرة”. كما أشار إلى أن أنظمة حلف شمال الأطلسي كانت لترصد إطلاق مثل هذا الصاروخ لو أُطلق من بيلاروسيا المجاورة حليفة روسيا.
وأثار الانفجار مخاوف من أن يُجرّ الحلف الذي انضمت إليه بولندا في 1999، إلى الصراع بين أوكرانيا وروسيا. وتتمتع بولندا بالحماية من خلال التزام الناتو بالدفاع الجماعي المنصوص عليه في المادة 5 من ميثاقه.
#NATO ambassadors met to address yesterday’s deadly explosion in #Poland. Allies expressed strong solidarity with our valued Ally Poland, and made clear that we will continue to support #Ukraine’s right to self-defence. We remain vigilant, calm & closely coordinated. pic.twitter.com/7LWd73xu6i
— Jens Stoltenberg (@jensstoltenberg) November 16, 2022
وقال الرئيس البولندي إنه من “المرجح” أن يطلب مندوب بولندا لدى الحلف إجراء مشاورات عاجلة بموجب المادة 4 من ميثاق الحلف التي تنص على أنه يمكن الدعوة للتشاور عندما يشعر أي عضو في الحلف بأن “وحدة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه” معرض للخطر.
كما وضعت بولندا جيشها في حالة تأهب قصوى واستدعت السفير الروسي ليل الثلاثاء، لكنها حذرت من التوصل إلى أي استنتاجات متسرعة بشأن مصدر الصاروخ الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية.
في المقابل، اعتبرت موسكو بأن الاتهامات بإطلاق النار باتجاه الأراضي البولندية “استفزازات” وأن لا علاقة لها بالانفجار الصاروخي.
واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البولندي لدى موسكو الأربعاء في اليوم التالي لسقوط الصاروخ. وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تلغرام: “تم استدعاء السفير البولندي إلى وزارة الخارجية الروسية” بدون أن تذكر المزيد من التفاصيل.
ترجيح أن الصاروخ أوكراني
من جهتها، قالت الحكومة المجرية الأربعاء إن زيلينسكي أعطى “مثالا سيئا” بقوله إن الصاروخ روسي. وقال غيرجيلي غولياس رئيس مكتب رئيس الوزراء فيكتور أوربان للصحافيين: “في مثل هذا الموقف يتحدث زعماء العالم بمسؤولية” لكن “الرئيس الأوكراني، باتهامه الروس فورا، كان مخطئا. إنه مثال سي” مرحبا بالموقف الحذر لبولندا والولايات المتحدة.
وعقد القادة الغربيون اجتماعا طارئا على هامش قمة مجموعة العشرين الأربعاء، معبرين عن تضامنهم مع بولندا وداعين إلى توخي الحذر بشأن مصدر الصاروخ. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء إن “لا مؤشر” يسمح بالقول إن الانفجار ناجم عن “هجوم متعمّد”، معتبرا أن اللائمة تقع في جميع الأحوال على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
إلا أن الناتو ووارسو رجحا لاحقا أن تكون الدفاعات الجوية الأوكرانية أطلقت الصاروخ خلال موجة جديدة من القصف الروسي، لكنه ضرب بولندا عن طريق الخطأ.
بدورها، أيدت الولايات المتحدة الأربعاء فرضية بأن تكون القوات الأوكرانية هي من أطلقت الصاروخ، لكن واشنطن ألقت باللوم على موسكو في الحادث. وقال البيت الأبيض في بيان: “لم نر شيئا يتعارض مع فرضية الرئيس (أندريه) دودا بأن هذا الانفجار كان على الأرجح نتيجة صاروخ دفاع جوي أوكراني”. وأضاف: “من الواضح أن الجهة المسؤولة في نهاية المطاف عن هذا الحادث المأسوي هي روسيا التي أطلقت وابلا من الصواريخ على أوكرانيا”.
فرانس24/ أ ف ب
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook