آخر الأخبارأخبار دولية

الجمهوريون يتعهدون بتوجيه “تنبيه” لبايدن في الانتخابات النصفية


 قبل يومين على الانتخابات النصفية الحاسمة في الولايات المتحدة، والتي ستحدد الحزب الذي سيسيطر على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، تعهد الجمهوريون الأحد توجيه “تنبيه” إلى الرئيس جو بايدن واستعادة الكونغرس، فيما أصر الديمقراطيون على أنهم ما زالوا في المعركة. وفيما يسعى الناخبون إلى التخلص من الإحباط بسبب التضخم الأكثر ارتفاعا منذ أربعة عقود والهجرة غير الشرعية المتزايدة، أظهرت استطلاعات الرأي أن الجمهوريين متقدمون في السباق  فيما وضعت الديمقراطيين في موقف دفاعي.

قال الجمهورين إنهم سيوجهون “تنبيها” إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن وسيستعيدون الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) فيما يؤكد الديمقراطيين قبل ساعات على الاستحقاق أنهم لا يزالون في المعركة وسيحققون فوزا في هذه الانتخابات.

ويؤدي بايدن وسلفه دونالد ترامب دورين رئيسيين لجذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات الثلاثاء التي يقول الرئيس الأمركي إنها تُمثل لحظة “حاسمة” للديمقراطية الأمريكية.

ويواصل قادة الحزب الديمقراطي زيارة عدد من الولايات خاصة المتأرجحة لمحاولة التأثيرعلى الناخبين، وبعد التجمعات التي نظمها الحزبان السبت في ولاية بنسلفانيا، زار بايدن نيويورك، فيما زار ترامب ميامي لحشد المناصرين.

وقال بايدن أمام جمهور ملتزم إلى حد كبير بقضيته، في جامعة سارة لورنس بشمال نيويورك “إذا ذهبتم جميعا للتصويت، ستُحفظ الديمقراطية. هذه ليست مزحة”.

وأضاف “حان الآن الوقت بالنسبة إلى جيلكم للدفاع عنها (الديمقراطية)، والحفاظ عليها، واختيارها”، مذكرا بهجوم 6 كانون الثاني/يناير 2021 الذي شنه أنصار لترامب على مبنى الكابيتول.

بدوره اختار ترامب أيضا الأحد ولاية فلوريدا المؤيدة للجمهوريين (جنوب) للتحدث أمام أنصار الحزب الجمهوري، وفي ميامي، واصل الرئيس السابق تغذية التوقعات بشأن إعلان وشيك عن ترشحه للرئاسة في العام 2024. 

وقال ترامب “ربما سيتعين علي القيام بذلك مرة أخرى”، فيما هتف أنصاره “سنوات أربع أخرى! سنوات أربع أخرى!”، في إشارة إلى مدة الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة.

وبحسب التقديرات فأن 40 مليون أمريكي صوتوا في وقت مبكر، وفق ما أوردت “إن بي سي نيوز” الأحد.

وبينما يتوقع الجانبان الفوز، وضعت استطلاعات الرأي الأخيرة الديمقراطيين في موقف دفاعي.

قبول الجمهوريين بالنتائج 

ومع تكثيف ترامب نظريات المؤامرة حول التصويت لانتخابات منتصف الولاية وإلقاء العديد من مرشحي حزبه بظلال من الشك على النتائج المقبلة، سعى قادة الحزب إلى طمأنة الناخبين بأن الجمهوريين سيقبلون بالنتيجة، حتى لو خسروا.

وأعلنت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال أن مرشحي حزبها لانتخابات التجديد النصفي المقبلة سيقبلون بالنتائج سواء فازوا أم لا.

وأعربت ماكدانيال عن اعتقادها بوجود “زخم جيد” لدى الجمهوريين يمكنهم من استعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات الثلاثاء، ما سيؤدي في حال حدوثه إلى إعاقة عمل بايدن خلال النصف الثاني من ولايته.

وقالت ماكدانيال في حديث لبرنامج “حالة الاتحاد” على شبكة “سي ان ان” عن العملية الانتخابية إن الجمهوريين “يريدون ضمان أن تجري بشكل نزيه وشفاف، وبعد ذلك نترك العملية تأخذ مجراها ونقبل بالنتائج”. 

وعندما سئلت بشكل مباشر إن كان جميع المرشحين الجمهوريين سيقبلون بالنتائج حتى في حال خسارتهم، أجابت “سيقبلون”.

من جهته لخص السناتور ريك سكوت، رئيس اللجنة الوطنية لمجلس الشيوخ الجمهوري، المزاج السائد بالقول إن حزبه يتوقع “ليلة عظيمة” في مجلسي النواب والشيوخ.

وقال زميله الجمهوري غلين يونغكين حاكم ولاية فرجينيا لبرنامج “ذيس ويك” الحواري الذي تبثه “إيه بي سي نيوز” إن معسكره هو الآن “من يقدم حلولا منطقية” لقضايا ملحة مثل التضخم المرتفع والجريمة. وأضاف “سيشكل الأمر تنبيها للرئيس بايدن”.

تبني نظريات المؤامرة 

وخلافا لتعليقات مكدانيال يتبنى مئات من الجمهوريين الذين يسعون للفوز الثلاثاء، مزاعم ترامب بحصول تزوير في انتخابات عام 2020، وهناك عدد منهم يلقي بظلال من الشك على نتائج انتخابات منتصف الولاية.

وعلى سبيل المثال، رفضت كاري ليك المرشحة اليمينية المتطرفة للحزب لمنصب حاكم ولاية أريزونا، قول ما إذا كانت ستحترم النتائج.

وعندما سألتها شبكة “سي إن إن” الشهر الماضي عما إذا كانت ستقبل بنتيجة التصويت ردت بالقول “سأفوز في الانتخابات، وسأقبل بهذه النتيجة”.

وذكرت وسائل إعلام محلية الأحد أن هذه الجمهورية المصنفة متطرفة تلقت مظروفين يحتويان على مسحوق أبيض “مريب” يحقق فيه مكتب التحقيقات الفدرالي.

“لوم غير عادل”

وعادة ما تُعتبر انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة استفتاء على رئيس البلاد الذي يميل حزبه إلى خسارة مقاعد في الكونغرس، خصوصا إذا كانت نسبة تأييده، كما هي الحال مع بايدن، أقل من 50 %.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الجمهوريين متقدمون في السباق على مجلس النواب، وأنهم يكتسبون زخما في المواجهات الرئيسية على مقاعد مجلس الشيوخ، فيما يسعى الناخبون إلى التخلص من الإحباط بسبب التضخم الأكثر ارتفاعا منذ أربعة عقود والهجرة غير الشرعية المتزايدة.

وحضر بايدن قداسا في وقت مبكر الأحد في ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، قبل أن يتوجه إلى نيويورك لحشد دعم للحاكمة كايثي هوشول التي تواجه تحديا جمهوريا قويا بشكل غير متوقع.

وكان بايدن انضم في اليوم السابق إلى باراك أوباما في ولاية بنسلفانيا الرئيسية المتأرجحة حيث دعم المرشح إلى مجلس الشيوخ جون فيترمان والمرشح إلى منصب حاكم الولاية جوش شابيرو.

وفي الخطاب الذي ألقاه أمام الآلاف في فيلادلفيا، ذكر بايدن بدعم مناصري ترامب المتزايد لنظريات المؤامرة.

وقال بايدن “هذه لحظة حاسمة للأمة”، وذلك سعيا إلى إعطاء حزبه دفعا في انطلاقه نحو خط النهاية.

من جهة ثانية، كان ترامب يحضر تجمعا منافسا لدعم خصم فيترمان، نجم التلفزيون الشهير محمد أوز، وخصم شابيرو اليميني المتطرف دوغ ماستريانو.

ودافع ترامب عن محاولاته لتغيير نتيجة انتخابات عام 2020 وحض الأمريكيين على “التصويت للجمهوريين الثلاثاء لإحداث موجة حمراء ضخمة”. وقال “بعد وقت قصير جدا جدا، ستكونون سعداء جدا جدا”. 

وأكد الملياردير في نهاية خطاب استمر أكثر من ساعتين “نحن أمام أهم انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة”، مضيفا “سنستعيد مجلس النواب ومجلس الشيوخ”. 

لكن الديمقراطيين رفضوا فرضية سيطرة لا مفر منها للجمهوريين على الكونغرس.

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي شون باتريك مالوني لشبكة “إن بي سي”، “سنحتفظ بهذه الغالبية”، مشيرا إلى أن بايدن تلقى اللوم بشكل غير عادل على التضخم فيما لم يحصل إلا على القليل من الفضل في نجاحات مثل نمو الوظائف.

لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الديمقراطيين عانوا لإقناع الناخبين بشأن الهموم اليومية التي تُعتبر محورية في انتخابات الثلاثاء، وليس هناك ما يدل على أن تحذيرات بايدن بشأن تهديد الديمقراطية قد قلبت الطاولة لصالحهم.

فرانس24/أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى