الضجيج القوي والتمديد 5 أيام
كتب وليد شقير في” نداء الوطن”: ها قد انتهى أمس أحد فصول الضجيج الإعلامي والسياسي الذي يفتعله الفريق الرئاسي السابق، على خيبة أخرى لهذا الفريق الذي يعتقد أنّ الإكثار من اصطناع الأزمات والمشاكل على شاكلة الرسالة التي وجهها الرئيس السابق العماد ميشال عون إلى البرلمان قبل 24 ساعة من مغادرته القصر يطالبه فيها بسحب التكليف من الرئيس نجيب ميقاتي. فالبرلمان طلب من حكومة تصريف الأعمال أن تواصل تصريف الأعمال، ووجّه صفعة جديدة لهذا الفريق الذي بلعها واهماً نفسه كالعادة بأنه أثبت أنه محقّ لأن النواب قالوا بأن تصرّف الحكومة الأعمال في النطاق الضيق. وهو ما كان رئيسها نجيب ميقاتي يقوله قبل الجلسة وقبل رسالة لزوم ما لا يلزم. اعتبر صاحب الضجيج أنه انتصر بالنتيجة، فيما هو كان يعتبر الحكومة مغتصبة للسلطة بتواطؤ مع رئيس المجلس نبيه بري، الذي أفتى بما انتهت إليه جلسة الأمس. فما هذا الانتصار الباهر الذي حققه فريق الضجيج القوي الذي لا يتقن سوى القرقعة بلا طحين؟ وهو اعتبر أنه لا يحق لهذه الحكومة أن تتسلم صلاحيات الرئاسة، فيما البرلمان أكد حقها في تسلم تلك الصلاحيات. طلبُ عون سحب التكليف من ميقاتي تحوّل إلى مهزلة نظراً إلى أنه لم يوجد من ينصح الرئيس السابق بأن يحجم عن المطالبة به، أولاً لأنه أمر غير دستوري ولا نص دستورياً يسمح بذلك، وثانياً لأنه حتى لو كان التكليف قد سقط بانتهاء الولاية الرئاسية فإنه يحول دون تأليف ميقاتي الحكومة لأنّ رئيس الجمهورية لم يعد موجوداً كي يوقّع مراسيمها معه. ثم إنّ انتخاب رئيس جديد سيتطلب إعادة تكليف من يؤلّف حكومة جديدة، سواء كان ميقاتي أو غيره.جلّ ما حصل أمس هو أنّ رسالة عون للبرلمان مددت، افتراضياً، أو في الخيال، استمرار صهره في موقع الرئاسة 4 أيام أخرى بعد 31 تشرين الأول، إذ تليت الرسالة على أنها مرسلة من رئيس الجمهورية، بعد أن غادر القصر الرئاسي بخمسة أيام. يعيش الفريق الرئاسي السابق ضجيج أوهام الاستمرار في السلطة، ويشحن نفسه بها لعلّه يتمكن من مبادلة ذلك الضجيج بمكاسب ما من الرئاسة المقبلة، يساعده «حزب الله» على تأمينها. فالنائب جبران باسيل ما زال يعتقد أن أختام الرئاسة ما زالت في يده وما زال بإمكانه أن يتحكم بتوقيعها، وأن تسليمها لخلف عمه له ثمن. ولذلك ينسب لنفسه الانتصارات والقدرة على فرض المشيئة الرئاسية رغم حصول العكس. ثمة من ينقل عن قيادة «حزب الله» أنها كانت تعتقد بأن مغادرة عون الرئاسة ستغيّر من لهجة باسيل ومن نهجه الواهم ويصبح واقعياً أكثر، لكن لقاءه الأخير قبل أيام مع الأمين العام السيد حسن نصر الله أثبت أنّ الأمر يحتاج إلى المزيد من أيام وربما أسابيع وأشهر النقاهة، من مرض هذا الوهم. واضطر «الحزب» أن يكظم خيبته مرّة جديدة بعدما استمع نصر الله إلى باسيل يرفض ترشيح الرجل المفضّل لدى «الحزب» سليمان فرنجية.إلى أن يأتي أوان انتخاب رئيس للجمهورية، لا يستبعد بعض النواب والسياسيين المخضرمين أن يفتعل الفريق الرئاسي السابق وباسيل ضجيجاً جديداً حول أمور أخرى، لإثبات الوجود.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook