روسيا تستأنف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بعد تلقيها ضمانات أمنية من كييف
نشرت في: 02/11/2022 – 14:05
أعلنت روسيا الأربعاء استئناف مشاركتها فى الاتفاق المتعلق بتصدير الحبوب الأوكرانية، بعد تلقي “ضمانات” من أوكرانيا لحماية الأسطول الروسي في الممر البحري المخصص للصادرات. وكانت موسكو قد علقت مشاركتها السبت الماضي بعد هجوم استهدف أسطولها في شبه جزيرة القرم.
قالت وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام الأربعاء أن موسكو ستستأنف مشاركتها فى الاتفاق المتعلق بتصدير الحبوب الأوكرانية بعد تلقي “ضمانات خطية” من أوكرانيا حول نزع السلاح في الممر المستخدم لعبورها. وذكرت في رسالتها “تعتبر روسيا أن الضمانات التي تلقتها حتى الآن تبدو كافية وتستأنف تنفيذ الاتفاق”. وكانت روسيا قد علقت مشاركتها السبت الماضي بعد هجوم استهدف أسطولها في شبه جزيرة القرم.
وكانت سفن الشحن المحمّلة حبوبا أوكرانية بقيت عالقة في المرافئ الأربعاء بعدما طالبت موسكو بضمانات حماية للأسطول الروسي في الممر البحري المخصص للصادرات في خضم الحرب على أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء في كلمته اليومية التي تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي “ممر الحبوب بحاجة إلى حماية موثوقة على المدى الطويل”. وأضاف: “يجب أن تدرك روسيا بوضوح أنها ستلقى ردا عالميا قاسيا على كل تدبير يؤثر سلبا على صادرتنا الغذائية. إنها مسألة حيوية لعشرات ملايين الأشخاص”.
وجاء المطلب الروسي خلال محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رداً على هجمات بمسيرات بحرية، لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عنها، استهدفت سفنا للأسطول العسكري الروسي في خليج سيفاستوبول في القرم، وأصابت واحدة من سفنه على الأقل.
والإثنين وجّهت روسيا سلسلة ضربات بصواريخ كروز استهدفت كييف ومنشآت مدنية أوكرانية، وأعلنت السبت انسحابها من الاتفاق الذي يتيح تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عبر البوسفور.
وأُبرم الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا في تموز/يوليو برعاية تركيا والأمم المتحدة وينتهي مفعوله في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي تسبب بها النزاع ولاسيما في أفريقيا.
وسمح الاتفاق حتى الآن بتصدير أكثر من 9,5 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ منذ الغزو الروسي في أواخر شباط/فبراير.
وأعرب الرئيس التركي عن “ثقته في تعاون جميع الأطراف” للتوصل إلى حل، معولا على العلاقات التي حافظ عليها مع موسكو وكييف على حد سواء ليطرح نفسه ضامنا للاتفاق.
لكن الكرملين أصدر على إثر ذلك بيانا أشار فيه إلى أن تطبيق الاتفاق لن يتواصل إلا إذا قدمت كييف “ضمانات حقيقية (..) بأن الممر الإنساني لن يستخدم لأغراض عسكرية”.
وأعلن الثلاثاء مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف في إسطنبول على تطبيق الاتفاق أنه من غير المرتقب أن تعبر الممر الإنساني الأربعاء أي سفينة شحن.
وكانت روسيا حذرت الإثنين من “الخطر” الذي قد تواجهه سفن الشحن التي تواصل الإبحار من دون موافقتها في الممر المؤدي من الموانئ الأوكرانية إلى البوسفور وباتجاه البحر المتوسط.
وعلى تويتر شدد منسّق الأمم المتحدة أمير عبدالله على وجوب عدم تحويل أي سفينة شحن مدنية إلى “هدف عسكري أو اتّخاذها رهينة” مؤكداً أن “المواد الغذائية يجب أن تمر”.
هجوم أوكراني مضاد
على الأرض وفي حين تترقّب القوات الروسية منذ أسابيع هجوما مضادا أوكرانيا واسع النطاق، بدأت ترتسم ملامح هجوم من هذا القبيل على الجبهة الشرقية، وفق ما أفاد جنود في المنطقة وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء.
وقال عنصر في القوات الخاصة الأوكرانية في موقع في بلدة زارشين إن “المنحى جيد، عمليا من جهتنا تقدّم خط الجبهة سريعا وبشكل جيد”.
في كييف وبعد ضربات مدمرة الإثنين، قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو عبر تلغرام إن التغذية بالمياه والكهرباء “عادت بالكامل”، بعدما حُرم 80 % تقريبا من سكان المدينة من المياه وانقطعت الكهرباء عن 350 ألف منزل جراء الضربات.
وتكثف روسيا، منذ تشرين الأول/أكتوبر، ضرباتها بواسطة المسيرات والصواريخ مستهدفة شبكات المياه ومنشآت الطاقة في المدن الأوكرانية، مما دفع السلطات إلى فرض تقنين في بعض المناطق وأثار مخاوف من شتاء صعب أمام الأوكرانيين.
وأفاد الجيش الأوكراني أن روسيا أطلقت الاثنين 55 صاروخ كروز اس-300 ومسيرات قتالية في إطار سلسلة ضربات عبر البلاد استهدفت في غالب الأحيان منشآت للطاقة.
صواريخ إيرانية لروسيا
وفي حين تواصل موسكو وطهران نفي تزويد الجيش الروسي مسيّرات إيرانية، أعربت واشنطن الثلاثاء عن “قلقها” من عمليات تسليم صواريخ إيرانية للجيش الروسي.
وأعلنت السلطات الروسية في خيرسون بجنوب أوكرانيا، من جانبها، إجلاء جديدا لسكان هذه المدينة حيث تستعد قوات موسكو لهجوم أوكراني مرتقب.
وبعد إجلاء نحو 70 ألف شخص من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو الأسبوع الماضي، بدأ المسؤولون الموالون لروسيا الثلاثاء نقل آلاف السكان الإضافيين.
وقال الحاكم المعيَّن في خيرسون من قبل موسكو فلاديمير سالدو “سنقوم بنقل ما يصل إلى 70 ألف شخص” موجودين حالياً في قطاع بعمق 15 كيلومتراً إلى الشرق على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو. واستنكرت أوكرانيا عمليات نقل السكان معتبرة أنها “عمليات ترحيل”.
وعلى جبهة أخرى، تحدثت الرئاسة الأوكرانية عن هجمات بطائرات مسيرة روسية في منطقتي بولتافا ودنيبروبتروفسك في وسط البلاد، وبالصواريخ على عدة مواقع أخرى.
وفي بخموت إحدى النقاط الساخنة على جبهة شرق أوكرانيا رصد صحافيو وكالة الأنباء الفرنسية قصفا مدفعيا في حين أن المعارك للسيطرة على المدينة مستعرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
واستقبلت سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا بالتصفيق الحار في قمة الويب في لشبونة مساء الثلاثاء حيث اتهمت روسيا “بتسخير التكنولوجيا لخدمة الإرهاب”. وأكدت خلال الملتقى السنوي لأوساط التكنولوجيا في أوروبا: “أرى أن التكنولوجيا يجب أن تستخدم للابتكار، لإنقاذ الناس ومساعدتهم وليس لتدميرهم”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook