آخر الأخبارأخبار محلية

لبنان يتلقى الدفعة الأولى من لقاحات الكوليرا.. الابيض: نحن في مرحلة إستباقية لإمكان التفشي الواسع

 أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض عن تسلم 13440 جرعة لقاح مضاد للكوليرا مقدمة هبة من شركة Sanofi عبر مؤسسة Fondation S بدعم من فرنسا، وهي الدفعة الأولى من اللقاح علما، أن لبنان يترقب تسلم اللقاحات التي كان قد طلبها من الجمعية الدولية لتنسيق اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية في خلال عشرة أيام بمعدل ستمائة ألف جرعة”. 

 
وجاء ذلك في مؤتمر صحافي حضرته السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبي بكر، نائبة ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان يولي كيماسي، نائبة ممثل منظمة اليونيسف في لبنان أتي هيجنز، نائبة مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في لبنان هيلينا جارسيا، ممثلة الصليب الأحمر الدولي الدكتور سايمون كازابيانكا، المدير الطبي في الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوني نصر، مدير شركة سانوفي في لبنان ورئيس قسم اللقاحات في الشرق الأدنى مروان شريف، مديرة الشؤون العامة في شركة سانوفي للشرق الأدنى الدكتورة ماري تريز صوايا وعدد من المعنيين.

 

وإستهل الوزير الأبيض اللقاء بالإعلان “أن هبة اللقاحات جزء من دعم تواصل فرنسا تقديمه للنظام الصحي في لبنان على مدى السنوات الماضية وفي خلال المحن المتعددة التي يمر بها سواء من خلال مشاريع إنسانية لتقديم الدواء واللقاح والمستلزمات الطبية أم من خلال مشاريع إنمائية لدعم نظم صحية في الوزارة تتعلق بالدواء والإستشفاء و”بنك الدم” والمختبر المركزي كما دعم مستشفيات حكومية مثل مستشفى الكرنتينا ومستشفى رفيق الحريري الجامعي ومستشفى طرابلس الحكومي وغيرها ومشاريع أخرى كثيرة يطول زمان تعدادها. ولكن لا يمكننا إلا أن نغتنم هذه الفرصة لإبداء تقديرنا العميق كشعب ووزارة لكل هذا الدعم والتعاون الذي يثبت الود والتعاطف الكبيرين اللذين يحظى بهما الشعب اللبناني من الشعب الفرنسي والكم الهائل من علاقات الأخوة والصداقة بين لبنان وفرنسا”.

 
وأكد أن “انتشار وباء “الكوليرا” يشكل تحديا جديدا يضاف إلى التحديات التي يواجهها نظامنا الصحي، لكن هذا الوباء يفتح الباب أيضا للإضاءة على مكامن الخلل في البنى التحتية في بلدنا، والتي يؤثر سوء عملها على قدرتنا على مجابهة الأوبئة والأمراض. ولعل هذا الوباء يدق ناقوس الخطر للمسؤولين في قطاعات المياه والنفايات والصرف الصحي للعمل سريعا على سد الثغرات وإعادة العمل في محطات ضخ المياه وتكرير المياه المبتذلة لنتمكن من تجاوز هذا الوباء ووأده في مهده قبل أن يتوطّن في لبنان مما يشكل كارثة ليس فقط على القطاع الصحي بل على القطاع الزراعي والسياحي وبالتالي على الإقتصاد ككل”.

 
 
وشكر الابيض لـSanofi وFoundation S وهي مؤسسة إنسانية تابعة لـSanofi على “جهودهما بالتعاون مع السفارة الفرنسية لتأمين لقاح الكوليرا إلى لبنان وبالسرعة اللازمة على الرغم من النقص الحاصل في اللقاح في العالم علما بأن Sanofi من الشركات العالمية التي استمرت في تأمين كل أدويتها إلى لبنان بالرغم من الأزمة الإقتصادية”.

 
وختم الابيض مؤكدا “أن في كل أزمة هناك فرصة”، مضيفا:” أن وزارة الصحة العامة ستتعاون مع شركائها في المنظمات الدولية والأصدقاء لتجاوز هذه الأزمة بإذن الله”.

 
ثم تحدثت السفيرة غريو فأكدت “أن بلادها سارعت إلى التجاوب مع طلب لبنان للحصول سريعا على لقاح “الكوليرا”، مضيفة:” أن فرنسا تثبت مرة إضافية وجودها إلى جانب لبنان من خلال هبة اللقاحات هذه والتي تم تأمينها في وقت قياسي بفضل شركة Sanofi ومؤسسة Foundation S وجمعية Tulipe وبمساعدة وزارة الخارجية الفرنسية”.

 
وأضافت:” أن هذه الجرعات ستسمح بتحصين العاملين الصحيين في الصفوف الأمامية في لبنان تلبية لطلب وزير الصحة العامة”.

 
وإذ حيت جهود الذين يواجهون الكوليرا بعد مواجهتهم وباء كورونا، قالت:|إن تقديم الهبة يترافق مع دعم ميداني لإعادة تأهيل البنى التحتية المتعلقة بالمياه بتمويل فرنسي تم تقريره بشكل طارئ وسيتم تنفيذه من خلال المنظمة الفرنسية غير الحكومية Solidarite Internationale بتعاون وثيق مع الفرق التابعة لوزارة الصحة العامة”.

 
وتابعت السفيرة الفرنسية أنه “من خلال المشاريع التي تمولها فرنسا من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية وبمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتم مواكبة المصابين بالكوليرا في كل من مستشفى رفيق الحريري في بيروت ومستشفى طرابلس الحكومي، إضافة إلى تأمين فحوص للمياه في المدارس وحملات تحفيزية للوقاية إستنادا إلى توصيات السلطات الرسمية اللبنانية”.

 
وأكدت غريو “أن فرنسا ستدعم في خلال شهر تشرين الثاني جهود لبنان لدى منظمة الصحة العالمية من أجل الحصول على دفعة إضافية من لقاحات الكوليرا للمزيد من التحصين”، لافتة الى ان “وباء الكوليرا يشكل نتيجة لانهيار البنى التحتية للمياه في لبنان وصعوبة تأمين الفيول والتيار الكهربائي لتشغيل محطات المياه وتكرير المياه المبتذلة”. 

 

 وأشارت الى أن “الهبة الفرنسية هي مساعدة إنسانية عاجلة تلبية لطلب لبنان البلد الصديق، ولكن هذا لا يكفي. يجب علاج الأسباب التي أدت إلى الأزمة ما يشكل تحديا للصحة العامة ولكل اللبنانيين والمقيمين في هذا البلد لأم الوباء تجسيد مقلق لتدهور الخدمات العامة ولتراجع القدرة على الحصول على المياه النظيفة في لبنان”.

 
وذكرت “أن فرنسا التي تمول مشاريع مهمة في لبنان منذ عام ، ستعمل مع الإتحاد الأوروبي على تنفيذ مشروع على نطاق واسع يهدف إلى مساعدة مؤسسات المياه في لبنان على تأمين التغذية بالمياه النظيفة، ولكن ذلك يحتاج إلى تمويل وهو ليس مستحيلا ولكنه يتطلب إجراءات إصلاحية منتظرة من الوزارات المختلفة”.
  
وختمت غريو مؤكدة “أن فرنسا إلى جانب وزارة الصحة العامة ولبنان واللبنانيين والمقيمين هنا، لمواجهة هذا التحدي الجديد”، آملة أن تساعد الهبة المقدمة على احتواء الوباء”.

 
حوار مع الصحافيين

 

 

 وكان للوزير الأبيض حوار مع الصحافيين حول وباء كوليرا واللقاح، فأوضح “أن الهبة  الفرنسية الحالية من اللقاح ستخصص بشكل أساسي للعاملين الصحيين خصوصا في المناطق التي تشهد انتشارا للوباء”. 

 
واشار الى أن “اللقاحات التي طلبها لبنان والتي وافقت عليها الجمعية الدولية لتنسيق اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية وعددها ستمائة ألف جرعة ستصل إلى لبنان في خلال عشرة أيام بالتزامن مع حملة وطنية ستعلن  وزارة الصحة العامة عن تفاصيلها في خلال أسبوع”. 

 
وأوضح أن توزيع اللقاحات سيستند إلى معايير وبائية في الأماكن الأكثر إنتشارا للوباء، لأن الهدف الأساسي من إستخدام اللقاح هو الحد من انتشار الوباء.

 
وأكد أن العمل يصبح محدود الفعالية عند انتشار الوباء”، مشددا على “ضرورة تفعيل الأمور الإستباقية سواء ما يتعلق بالمياه النظيفة والتعقيم وضخ المياه النظيفة وتكرير مياه الصرف الصحي أو كان على صعيد نشر اللقاح والجهوزية”.

 
ونفى الوزير الأبيض الإعتقاد السائد أن “الشتاء يقلص من انتشار الكوليرا، مؤكدا العكس وأن “الفيضانات تزيد من مخاطر الكوليرا وهذا ما حصل في بنغلادش وأفريقيا”. 

 

وتابع:” أن توصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة باللقاح أقرت بإعطاء جرعة واحدة”.

 
وحول التعاون مع وزارة الطاقة والمياه، قال إنها:” تعد بكمية أكبر من الكهرباء على المحطات بعدما استلم لبنان الفيول العراقي ومن المفترض أن ترتفع التغذية هذا الأسبوع مع إعطاء الأولوية لمحطات ضخ المياه ومحطات تكرير مياه الصرف الصحي”. 

 
ولفت إلى “حصول تعاون مع البلديات والصليب الأحمر اللبناني لتنقية وتتبع المياه التي تنقلها الصهاريج، حيث يتم تقديم الكلورين لاستخدامه في تعقيم المياه وإجراء الـblue test لفحص المياه”. 

 

وأكد وزير الصحة العامة “تجهيز تسع مستشفيات حكومية وميدانية لاستقبال مصابين بالوباء، إضافة إلى تجهيز مستشفيات ومراكز صحية في مختلف المناطق وليس فقط تعاني من الوباء”.

 

 

كما لفت إلى “وجود ثماني مختبرات للمياه تم تجهيزها في مستشسفيات حكومية بمساعدة من منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين، وحصلت إعادة تأهيل لعدة مختبرات”، وقال ان “وزارة الصحة العامة وإضافة إلى الفحوصات التي تجريها وحدة الترصد الوبائي في الوزارة، عرضت تقديم فحوصات مجانية للمياه في المدارس والبلديات”.

 
وختم الابيض، مشددا على “أن الوقاية هي العامل الأساسي الذي يحمي من الإصابة بالكوليرا”، مجددا شكره لسرعة التجاوب مع لبنان في الحصول على اللقاح رغم تزايد الطلب عالميا مع وجود بؤر وبائية في هاييتي وبلاد أخرى أفريقية وآسيوية”، ملاحظا أن “بلادًا مجاورة طلبت اللقاح قبلنا ولم تحصل عليه حتى الساعة”. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى