آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 30 تشرين الأول 2022

*مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان

على وقع اشتباك دستوري وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقبل يوم من انتهاء ولايته الرئاسية مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعد تلميح على مدى الايام الماضية، وهو امر اعلن عنه في مستهل خطاب الوداع من قصر بعبدا امام جمهور التيار الوطني الحر، مشيرا الى ان الرئيس المكلف يرفض تأليف حكومة جديدة بقرار سياسي منه ويؤبد حالة التصريف ويفاقم الفراغ فراغا ويسطو على رئاسة الجمهورية.

وقبل وصول الرئيس عون الى دارته في الرابية جاءت رسالة الرئيس نجيب ميقاتي التي احتكم فيها لى نصوص الدستور مؤكدا فيها ان الحكومة ستتابع القيام بواجباتها الدستورية كافة، ومن بينها تصريف الاعمال وفق نصوص الدستور والانظمة التي ترعى عملها وان المرسوم الذي قبل استقالة الحكومة، المستقيلة اصلا بمقتضى احكام الدستور، يفتقر الى اي قيمة دستورية.

ومع تسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالتي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، سؤال بديهي يطرح نفسه: الى اين تذهب البلاد؟ وماذا عن الفترة المقبلة؟ اسئلة ايضا طرحها كل من البطريرك الماروني في عظة الاحد باشارته الى ان المسؤولين في لبنان أوقعوا رئاسة الجمهورية بالفراغ إما عمدا وإما غباوة وإما أنانية والمطران الياس عودة بقوله ألا تشكل الجلسات الفولكلورية إساءة لصورة المجلس  النيابي ودليلا على تهاوي الممارسة السياسية؟

إذا، في الخطاب الاخير من القصر الجمهوري الرئيس عون دعا الحشود للاستعداد لمرحلة جديدة من النضال وتحدث عن البلد المسروق داعيا الى إعادة القضاء الى نزاهته لمحاكمة الفاسدين.

 

*************

 

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

استثنائيةً كلُّ محطاتِ حياتِه.. منذُ حضورِه في الشأنِ العام، كما في آخرِ أيامِ ولايتِه..

هو الرئيسُ العماد ميشال عون الذي اَنهى عهدَه الرئاسي، ولن ينتهيَ عهدُه الوطنيُ كما قالت جموعُ المحتشدينَ على طرقاتِ بعبدا، التي اَوصلتهُ رئيساً الى القصرِ قبلَ ستِ سنوات، ورافقتهُ اليومَ في طريقِ العودةِ الى الرابية قائداً لهم على الدوام..

بينَ المراسمِ الرسميةِ المختصرة، والشعبيةِ الواسعة، تَركَ الرئيسُ العماد ميشال عون قصرَ بعبدا، وعندَ آخرِ امتارِ القصرِ كانت المواقفُ اللافتة.

وقَّعَ رئيسُ الجمهوريةِ مرسومَ استقالةِ الحكومة، واَوْدَعها المجلسَ النيابيَ عبرَ رئيسِه نبيه بري . اعلنَ انتهاءَ مرحلةٍ وبدءَ مرحلةٍ جديدة، تحدثَ عن دولةِ “الخرفيش” المهترئة، من قضائها الى ماليتِها وحاكمِ مصرفِها المركزي، الى افلاسِها الاداري والمالي وودائعِ مواطنيها المسروقةِ بقرار..

قال الرئيسُ كلمتَه ومشى الى النضالِ كما قال، فيما البلادُ ماشيةٌ الى اشتباكاتٍ دستوريةٍ وسياسية، في بحرِ الفراغِ الكبير.. وقبلَ أن يُفرغَ الرئيسُ كلَّ ما في جَعبتِه، كانَ الردُّ من رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمال نجيب ميقاتي بانَ الحكومةَ ستتابعُ القيامَ بواجباتِها الدستوريةِ كافةً وفقَ نصوصِ الدستور، ومن بينِها تصريفُ الاعمال، وانَ المرسومَ الذي قَبِلَ استقالةَ الحكومة – المستقيلةِ اصلاً بمقتضى احكامِ الدستور – يفتقرُ الى ايِّ قيمةٍ دستورية، بحسَبِ الرئيسِ ميقاتي..

اما بحسَبِ المكتبِ الاعلامي لعينِ التينة، فانَ الرئيسَ نبيه بري تسلمَ رسالةَ رئيسِ الجمهورية، وكذلكَ رسالةَ رئيسِ الحكومة ِليُبنى على الشيءِ مقتضاه..

بمقتضى الصورةِ المرسومةِ اليومَ فاننا الى الفراغِ الصاخبِ دُر، وبحسَبِ اللبنانيين فانَ الاولويةَ للقمةِ العيشِ المغمَّسةِ بالويلات، التي لم يَرْعَ حرمتَها الكثيرُ من المعنيينَ بواقعِ البلاد..

اما الوقائعُ الجديدةُ التي من المفترضِ أن تُريحَ اللبنانيينَ وتزرعَ الاملَ بغدِهم، فقد قاربَها الامينُ العامُّ لحزبِ الله باللغةِ الوطنيةِ الجامعة، وبميزانِ العدلِ والوفاءِ لكلِّ شريكٍ في هذا النصرِ التاريخي، وبالاصبعِ الذي رسَّمَ اجملَ المعادلاتِ حدَّدَ سماحةُ السيد حسن نصر الله الخطوطَ البحريةَ الممدودةَ بقوةِ الموقفِ الوطني، التي اعادت للبلدِ خيراتِه، والمحمية ولا تزالُ بالمعادلةِ التي تقول: لن يستطيعَ احدٌ الاستمرارَ باستخراجِ النفطِ والغازِ اذا مُنِعَ لبنانُ من استخراجِ نفطِه وغازِه. ففي زمنِ السيد نصر الله، باتت الصواريخُ تُطعمُ خبزاً..

 

**************

 

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

للمرة الثانية يغادر ميشال عون قصر بعبدا. الأولى كانت في 13 تشرين الأول 1990، والثانية اليوم في 30 تشرين الاول 2022. إثنان وثلاثون عاماً وثمانيةَ عشر يوماً تفصل بين المغادرةِ الأولى والمغادرةِ الثانية … فماذا تغيّر؟ عون طبعة 1990 غادر على عجل، هرباً من القصف الجوي السوري، ولجأ إلى السفارة الفرنسية. أما اليوم فإن عون غادر بأُبّهة وفخفخةٍ وبمراسمَ تشبهُ مراسمَ التنصيب في بداية الولاية، لا مراسمَ الوداعِ في نهايتها ! لكنْ في الحالين، عون سلّم البلد إلى المجهول والفوضى والخراب . في العام 1990 سلّم قصرَ بعبدا إلى الجيش السوري ، تماماً كما سلّم وزارةَ الدفاعِ في اليرزة، فسقط أكبرُ وأهمُ وأبرزُ معقلين للشرعيّة اللبنانيّة. واليوم سلّم البلدَ إلى الفراغ القاتل. مع ذلك نقطةٌ إيجابيةٌ وحيدة تُسجّل لعون ال 1990. ففي بيتِ الشعب، كما أسماه آنذاك، لم تكن ترتفع سوى الأعلامِ اللبنانيّة وأعلام الجيش اللبناني. أما اليوم فإنَّ أعلامَ التيارِ الوطنيّ الحرّ كانت الطاغية، مع أعلام قليلة من حزب الله، باعتبار أنَّ الحزب أمّن له الدعمَ الشعبي من الضاحية، وذلك لضرورات اكتمالِ الحشدِ في ساحة بعبدا ! والأعلام الحزبيّةُ الفئوية تؤكّد مرّة جديدة أنَّ عون لم يكن رئيساً لجميع اللبنانيّين. إنه رئيسٌ لفئة واحدة هي التيارُ ومناصروه و لحزب الله لا أكثرَ ولا أقل. وبالتالي فإنَّ عبارة “بي الكل” غير دقيقة، لأنه لم يكن طيلةَ ستِّ سنوات أباً إلا لحزبه و”نصفَ أب” لحزب الله! في العمق والجوهر، الامور ادهى واخطر. ففي خطبة الوداع لم يكن خطاب ميشال عون لا على مستوى الحدث ولا على مستوى المرحلة. هو تكلم كرئيس فصيل معارض لا كرئيس للجمهورية اقسم على احترام الدستور وحكم البلاد ست سنوات كاملة. رئيس الجمهورية الذي ادعى مناصروه في بداية عهده انه “الرئيس القوي”، قال حرفيا إن البلد مسروق والدولة مهترئة، إن الحكم ثأري ولا ثقة بمؤسسات الدولة، وإن القضاء اما خائف او مرتش. فاذا كان كل ما يقوله رئيس الجمهورية صحيحا ، فيجب ان يحاكم على ما فعله وعلى ما لم يفعله طوال ست سنوات، لا ان يخرج من قصر بعبدا خروج الابطال المنتصرين! أكثر من ذلك، عون لم يأت في خطابه على ذكر الفراغ الذي خلّفه في السلطة، فكأن الامر لا يعنيه، او كأنه ليس من مسؤوليته ان يؤمّن انتقالا هادئا للحكم ، ما يثبت مرة جديدة ان عون وتيارَه يريدان الفراغ ويسعيان اليه. فالفراغ يولد الفوضى، والفوضى يمكن ان تخلق واقعا جديدا وظروفا اخرى، قد توصل جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية!

اكثر من ذلك: عون وقع اليوم مرسوم استقالة الحكومة ويضغط على وزرائه ووزراء التيار لكي يعتكفوا عن اي نشاط وزاري. من جديد , انه يمارس سياسة النكد والتدمير الممنهج وصولا الى الخراب الكبير . لكن فات عون ان البلد ابتداء من الغد سيفتح صفحة جديدة , مؤشراتها الأولى ستبرز في الإقتصاد وفي سعر صرف الليرة .

لكن الفضيحة الكبرى في خطاب عون تكمن في حديثه المجتزأ عن جريمة المرفأ. فهو لم يحترم ذكرى الضحايا الذين سقطوا، ولا اوجاع الجرحى والمعوقين الذين اصيبوا، كما لم تَعن له شيئا البيوت التي تهدمت والشوارع والاحياء التي تدمرت ! فقط تذكر الموقوفين الذين اعتبرهم ضحايا! فما هذه النظرة المجتزأة الى اكبر جريمة في تاريخ لبنان؟؟ وكيف يسمح رئيس جمهورية لنفسه ان يتجاوز آلام شعبه وهدم مدينته؟ في النهاية، يقول عون في خطابه : لقد عدنا من الحجر الى البشر. فيا حضرة الرئيس، نطمئنك. فالبشر عملوا بنصيحتك وهربوا من جهنم عهدك الى بلاد الله الواسعة، اما الحجر فسقط واندثر، لأن عهدك الميمون والمزدهر لم يترك حجرا على حجر!

 

***************

 

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “او تي في

بتاريخ الجمهورية اللبنانية، من إيام الانتداب لليوم، 19 رئيسا توالوا على رأس الدولة اللبنانية. وإذا كان الرئيس ال13 من تاريخ إعلان الدستور والجمهورية ب23 ايار 1926 هوي بشير الجميل، فالرئيس ال13 من تاريخ اعلان الاستقلال هوي العماد ميشال عون. رئيس الاستقلال بشاره الخوري، منع من إكمال ولايتو التانية بعد التجديد، بفعل ثورة 1952، واضطر يغادر الحكم ويسلم السلطة لحكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب.

الرئيس كميل شمعون، فتى العروبة الأغر، يللي ارتبطت بإسمو معالم إزدهار لبنانية كتيرة، إنمائيا وفنيا ورياضيا، أكمل ولايتو حتى اليوم الأخير، لكنو سلم الحكم للخلف على وقع ثورة 1958، يللي اعتبرت ميني حرب، ونوع من بروفا أو مقدمة لحرب ال1975. الرئيس فؤاد شهاب، الرمز الإصلاحي الكبير، يللي وضع أسس دولة المؤسسات، غادر السلطة تحت وطأة اتهامات بقمع الحريات العامة من خلال ما عرف بالمكتب الثاني. اما امتدادو السياسي، أي الرئيس شارل حلو، فأنهى ولايتو تحت ازيز رصاص ودوي قنابل الاعتداءات الاسرائيلية يللي كان ابرزها حرق الطائرات اللبنانية بالمطار، والانتهاكات الفلسطينية لسيادة لبنان، يللي كرسها وشرعها اتفاق القاهرة ب3 تشرين الثاني 1969.

أما الرئيس سليمان فرنجية، رئيس ال”وطني دائما على حق”، يللي ارسل الطائرات الحربية لدرك المسلحين بالمخيمات الفلسطينية، فانتهى عهدو ببداية حرب 13 نيسان 1975، وانتخاب رئيس جديد قبل أشهر من نهاية الولاية بفعل مشروع الحل السوري يللي أعد بوقتها للبنان.

وإذا كان الرئيس الياس سركيس بدأ عهدو على وقع الاجتياح السوري، فنهايتو اتت بظل اجتياح اسرائيلي واغتيال الرئيس بشير الجميل، وانتخاب شقيقو امين، يللي انطلق من 17 أيار، لينتقل للخيار السوري، ويغادر لبنان بعد اجتياح ميليشيا القوات اللبنانية لمعاقل الميليشيا التابعة إلو بالمتن الشمالي، وتسليم حكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون.

أما بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض، فاختارت الوصاية السورية الياس الهراوي، يللي ترك قصر بعبدا بعد تمديد ولايتو تلات سنوات، على وقع دولة فاقدة للحرية والسيادة والاستقلال، ليسلم الرئيس اميل لحود، يللي تحقق تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي على عهدو، لكنو ترك قصر بعبدا بعد التمديد، تحت صدمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تلاها من ازمة سياسية بالبلاد، تاركا قصر بعبدا للفراغ، ثم للرئيس ميشال سليمان، يللي اختير اثر اتفاق الدوحة، لكنو غادر فيما لبنان مهدد بالارهاب، والنزوح السوري يهدد ديموغرافيا البلد واقتصادو الضعيف، يللي بدأت علامات انهيارو بالظهور.

لكن، من بين جميع رؤساء لبنان، في رئيس واحد دخل بعبدا محاطا بالشعب، ليخرج منو بدعم شعبي اكبر. أما السبب فبسيط، وما بيقتصر على الانجازات الخمسة الاساسية يللي حققها بعهدو: بدءا بتحرير الجرود والعسكريين من قبضة الارهاب، مرورا بتصحيح التمثيل الميثاقي حكوميا واداريا، وعبر قانون انتخاب نسبي منح المنتشرين للمرة الاولى بتاريخ لبنان حق الاقتراع، ووصولا الى اقرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وخلخلة منظومة الفساد وتطويقها بالتحقيقات القضائية والتدقيق الجنائي، فضلا عن رفض صفقة القرن والتوطين ودمج النازحين.

فالعماد ميشال عون خرج من بعبدا اليوم بفخر، وعاد للرابية بفرح بعد نهاية مهمة، ومش مسيرة. أما الدعم الشعبي يللي ما تغير، لا بل زاد، فتفسيرو الوحيد انو اللبنانيين بيعرفو انو ميشال عون صادق، وانو محاولة رمي المسؤوليات بكل الكوارث يللي ضربتنا عليه، امر ظالم ومجافي للحقيقة، وما بيمر.

وبالنهاية، اثبت ميشال عون اليوم مجددا، ومتل كل يوم من مسيرتو الطويلة، بدءا بالجيش، مرورا برئاسة الحكومة والمنفى والنضال السياسي والنيابي وليس انتهاء برئاسة الجمهورية، انو رصيدو الاول والاخير هوي محبة الناس، وانو الحالة اللبنانية يللي بمثلها، كانت وبعدها ورح تبقى موجودة وفاعلة، فنحن اقوياء، ونحن من سيكتب التاريخ.

 

*************

 

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

لوحة الجلاء رفعت معنويا فوق بعبدا, والقصر المهجور ينام الليلة متحررا من ثقل أعوام ستة غادرته الفخامة.. فشعر بالفخامة ومضى إلى الشغور بلا تردد.. كأن رئيسا لم يكن وبمراسم وداعية من سلالة مناصرين ومحبين للرئيس، نظمت عملية خروج آمن سهلت العبور من بعبدا إلى الرابية حيث مرابض الثورة في المرحلة المقبلة و”الرئيس الراحل” إلى مسقط رأسه السياسي، أجرى عملية إخلاء سبيل للقصر الجمهوري جاءت على قدر طموحات تياره الذي زف النهايات كما لو أنها بدايات ومزهوا بجمهور وفي، تقدم ميشال عون بكلمته الأخيرة والتي جاءت على صورة رئيس يتلو خطاب القسم.. ويحلف بالله العظيم أن يسهر على دستور البلاد توجه عون إلى الجماهير.. لكنه كان يخطب محاضرا في نجيب ميقاتي ونبيه بري وسهيل عبود ورياض سلامة، وتقريبا كل الجمهورية المعادية لعهده.. وينتهي إلى مواقف جاءت مضرجة بدماء حكومية والرئيس السابق بعد غد.. رفع أمر حكومة ميقاتي إلى قاضي الشرع النيابي نبيه بري، وطلب إلى مجلس النواب إحضار رئيس تيار العزم مخفورا، واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقه بتهم تتراوح بين رفض التأليف وتأبيد حالة التصريف ومفاقمة الفراغ فراغا.. والكذب تحت القسم الحكومي، والسطو على رئاسة الجمهورية وفي كتاب عون إلى رئاسة المجلس طلبات من نوع الاعتذار عن التكليف أو نزعه أو تكليف سواه فورا، وإصدار مراسيم التشكيل، ونشهد أنا بلغنا هي رسالة من عون إلى بري.. حيث وصلت إلى “صاحب الأمانة” وسيتدبر أمرها بالطريقة المناسبة وبمطرقة تفرم الرسائل عن بكرة مرسليها تبلغ رئيس المجلس وأخذ علما في يوم عطلة أسبوعية، تليها عطلة جميع القديسين.. وبحسب المتوقع فإنه سيدعو إلى جلسة استماع وتلاوة الرسالة يوم الخميس المقبل وإلى حينه فإن الرئيس ميقاتي واثق التصريف يمشي إلى الجزائر مع الملوك غدا وهو أعد رسالة الدفوع الشكلية، معتبرا مقال عون بمثابة مرسوم بطابع إعلاني، ومستمرون في واجباتنا الدستورية ومن بينها تصريف الأعمال وفي اتصال بالجديد كشف ميقاتي أنه يصطحب معه إلى القمة العربية غدا وزير الطاقة وليد فياض.. وهو في عداد الوزراء الذين كانوا قد اجتمعوا في ميرنا الشالوحي مع جبران باسيل وقرروا مقاطعة جلسات مجلس الوزراء متى عقدت لكن ميقاتي الذي يتأبط فياض التيار، شرح للجديد أن عنوان المرحلة هو عدم التصادم مع أحد.. والمستقبل هو من يرسم لنا خطواتنا فإذا كان هناك من مصلحة لاجتماع وزاري سوف يعقد أما عن الوزراء الخمسة المقاطعين فقال ميقاتي: يستطيعون أن يطلبوا إعفاءهم من مهامهم، فإما نعين مكانهم وإما يتصرف في وزاراتهم الوزراء بالوكالة لكن ميقاتي حلل بأن هؤلاء لن يفعلوا.. حيث لا مقاطعة ولا تعيين بديل, لاسيما أن اجتماعهم برئيس التيار جاء قبل أيام من نهاية العهد.. ولننتظر حتى الثلاثاء.. وبعد غد لناظره الوزاري قريب هذا الإصرار من ميقاتي على الحكم بكامل الصلاحيات يجول فيه بين الجزائر ومصر مشاركا في قمة المناخ.. تاركا في بيروت احتباسا حراريا من نوع التهديد بفوضى دستورية وربما أكثر، كما يتوقعها عون والرئيس الذي غادر في أحد الانتقال إلى الرابية لم يكشف عن مضمون سلاحه الحربي بعد.. لكنه فوض رئيس التيار جبران باسيل استعراض منصات الجبهة، فجال تعلوه ملامح “جبران كيم جونغ أون” المشرف على المرابض المدفعية السياسية أما مراسم وداع عون فقد أخطأت طلقاتها وشعلتها.. فبموجب الدستور وجبت إقامة المراسم لجبران باسيل الرئيس الفعلي الذي حكم بعبدا ست سنوات.. فعاين الحكومات وعطل منها تشكيل اثنتين لسعد الحريري 
ونجيب ميقاتي واحتجز مراسيم وتشكيلات.. وصولا إلى احتجاز قرارات الرئيس نفسه.. فعزله عن الإدارة المباشرة وأصبح ميشال عون رئيسا متقاعدا لصالح رئيس أمسك بالجمهورية انتهى عصر ميشال عون, أزيلت حقبة من التاريخ والتي انقلب فيها رئيس جمهورية على عهده.. فحاكم الجميع والمنظومة، لكأنه كان رئيسا لمجموعة “فرسان مالطا” أو يدير منظمات أهلية. الأحد في الثلاثين من تشرين الأول كان يوما أقفلت فيه أبواب جهنم.. 

 

**************

 

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

اليوم تجزى كل نفس بما كسبت… ويجزى كل عهد بما أنجز

عهد مفلس يأفل… ولا يملك في رصيده سوى الكذب على الناس… وزجلية “ما خلونا” تشهد معطوفة على نغمة جديدة إسمها النضال لإصلاح ما خربه العهد نفسه عهد ما زال ولّاد أزمات حتى آخر دقيقة في بعبدا ووهم مرسوم استقالة الحكومة الفاقد للقيمة الدستورية يؤكِّد، عهد لا يريد للناس حتى بعد إنتهاء صلاحيته ان تتنفس… أن ترى ضوء الشمس… أو بصيص أمل الا من خلال خُرمِ إبرة تنفيذ الأجندات الخاصة لصغير الورثة في العائلة وكبير الكسَبة في الصفقات.

المفارقة اليوم أن هناك إجماعاً وطنياً على الفرح بإنتهاء عهد الذل… هناك من أضاء شمعة… من صلى ركعتي شكر… من كسر جرة… من وزع الحلوى…. فيما العهد والحاشية يحتفلان… في محاولة لإستعادة شعبية مفقودة ولو على حساب إستنزاف موقع الرئاسة حتى “الريق الأخير يلي نشف.

الرئيس الذي سيصبح سابقاً بعد ساعات ختم عهده ببدعة همايونية فيها الكثير من سوء النية فوقع مرسوم استقالة الحكومة الحالية وعززه برسالة الى مجلس النواب عبر الرئيس نبيه بري الذي تبلغ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار حكومته في أداء واجباتها الدستورية وتصريف الأعمال من ضمنها.

وللتاريخ نقول لفخامة الرئيس… للأسف معك حق :ليتك ورثت بستان جدك و”ما عملت رئيس جمهورية”…. لأنك حولت الجمهورية الى مزرعة… والأنكى أنك تريد توريثها على خرابها.

 

*****************

 

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي”

نادرا ما يغادر رئيس جمهورية قصر بعبدا في ختام عهده, محاطا بجمهوره, الذي ينتظر رفع لقب فخامة الرئيس عنه,ليعود اليه الجنرال عون  ويطلق نضالا قديما جديدا لمحاربة الفساد .

هذه هي اولى ملاحظات اليوم الاخير ما قبل نهاية ولاية عون الرئاسية، التي اختتمها الرئيس باعلان توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة.

الملاحظة الثانية, تمثلت بوضع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف,الاشكال الدستوري الكبير حول تسلم حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئيس الجمهورية,في عهدة الرئيس نبيه بري .

فرئيس الجمهورية وجه رسالة الى مجلس النواب عبر رئيسه,يطالبه فيها باتخاذ موقف او اجراء او قرار في شأن ما اسماه رفض الرئيس ميقاتي تأليف حكومة,ومحاولته السطو على رئاسة الجمهورية حسب نص الرسالة.

فيما وجه ميقاتي رسالة بدوره الى المجلس وعبر رئيسه,يعلن فيها افتقار مرسوم قبول الاستقالة الى القيمة الدستورية,ويؤكد ان حكومة تصريف الاعمال ستتابع القيام بواجباتها الدستورية ما لم يكن للمجلس رأي مخالف .

فما الذي يمكن ان يفعله بري؟ وهو اليوم استكمل هجومه على رئيس الجمهورية عبر قناة ال nbn التي كتبت: ختم عون عهده ببدعة همايونية. فوقع مرسوم استقالة الحكومة، وعززه برسالة الى المجلس عبر الرئيس بري .وختمت القناة: حولت الجمهورية الى مزرعة… والانكى انك تريد توريثها على خرابها .

بري دستوريا، ملزم بتلاوة رسالة رئيس الجمهورية، في اول جلسة لمجلس النواب,كما سبق وفعل في اكثر من رسالة وجهها رئيس الجمهورية الى المجلس، لتقف الامور عند هذا الحد، فلا يضطر النواب الى اتخاذ اي قرار، لا سيما ان اي تفسير للدستور، قد ينطوي ولو في شكل غير مباشر على تعديل يستلزم ثلثي مجلس النواب، ولا احد من الاطراف يملك وحده الثلثين .

وهنا يتساءل مراقبون: هل يتلو رئيس المجلس رسالة رئيس الحكومة المكلف ايضا ؟ 
ونحن نقترب من الساعات الاخيرة من السنوات الست لرئاسة الجمهورية، تكاد حظوظ تأليف حكومة تنتفي، وهذه الملاحظة الثالثة .

ففريق رئيس الجمهورية يقول انه لم يشك يوما بأن ثنائي بري ميقاتي لا يرغب في حكومة متوازنة، ولا يقدر مخاطر تراكم الشغور الرئاسي والشغور الحكومي، وهو يدعو الرئيس ميقاتي للمبادرة فورا الى تأليف حكومة اصيلة كاملة الصلاحيات، والا، فميقاتي متآمر على الرىاسة والجمهورية واللبنانيين .

مصادر حكومية متابعة، تقول من جهتها ان ما حصل قد حصل,وان المرحلة المقبلة لن تكون مرحلة تحد,انما استمرار لعمل اللجان الوزارية حول القضايا المتعلقة بأولويات الناس، مؤكدة ان اي مشروع للدعوة لعقد مجلس وزراء غير مطروح من اساسه في الوقت الحاضر .
على خط تراكم الشغور، دخل البطريرك الراعي، ليؤكد ان رئيس الجهورية فوق كل رئاسة، وان اي محاولة للعودة الى الترويكا ولت.

وهذه الملاحظة الرابعة والاخيرة، التي تضمنت اشارة بطريركية من العيار الثقيل، اذ قال الراعي: يغادرعون رئاسة الجمهورية اليوم من دون ان يسلمها لخلف، ولا لحكومة اصيلة كاملة الصلاحيات.

ساعات قليلة ويدخل لبنان مجددا في اشتباك دستوري، محاط بشغور رئاسي وحكومي وحتى قضائي، وسط انهيار مالي. فهل سيؤدي كل ذلك الى جعل انتخاب رئيس جمهورية اولوية الاولويات؟

 

======================


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى