الجنرال بلا نجوم الجيش وبزَّة الرئاسة
Advertisement
يغادر الجنرال إلى منزله وسط ضجيح سيتكفّل به الأنجاس في لبنان. وسنرى الكثير من الهرج والمرج الذي سيحصل برعاية من قتل آلاف اللبنانيين على كل مساحة لبنان، وبرعاية من سرق البلاد والعباد وقهرهم على مدى عقود طويلة، وبرعاية من يحترف الانتحار جيلاً بعد جيل.لكنّ واقع الأمر يقول إن ما قاتل الجنرال لأجله لم يسقط بفعل خروجه من الحكم. وإذا كان هناك من يقول إن عون وحزبه ليسا على درجة من الأهلية تتيح تحقيق التغيير، فإن الواقعية والعلمية توجبان النظر إلى دور الجنرال من زاوية أنه لم يكن بمقدوره كسر قواعد اللعبة بسبب قوة خصومه. ولذلك، فإن على من يريد أن يخلفه في منصبه التثبّت من هذه الحقيقة قبل صعوده إلى القصر. أما أنصار الجنرال وتياره فليس أمامهم سوى التطلع إلى استراتيجية مختلفة جذرية، تقوم على فكرة أن ما يلبي مصالح قاعدتهم الاجتماعية لم يعد متاحاً في ظل هذا النظام الطائفي. بل يحتاج الأمر إلى نظرة مختلفة جذرية، تجعل من الممكن بناء تحالفات جديدة، توسع دائرة المشتركات بين أصحاب المصلحة في التغيير. أما الانتقال إلى صف المعارضة وفق قواعد اللعبة الحالية، فلن ينتج فعلاً يتجاوز ما قام به كل من عارض هذا النظام لتحسين سلوكه وليس لنسفه.وبرغم كل الحقد الظاهر في كلام خصوم الجنرال، عرف الرجل كيف يدير نفسه، ولم يقبع في زاوية أو توقفت ساعته عند تاريخ مغادرته بعبدا قبل ثلاثة عقود، بل تطوّر وتصرّف بما يوجب التفاعل مع الوقائع اللبنانية على حقيقتها. وسيظل لبنان يذكره رجلاً طيباً حاول ما استطاع إليه سبيلاً!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook