آخر الأخبارأخبار محلية

ماذا يريد حزب الله؟

يذهب كثيرون للمقارنة بين أداء “حزب الله” في الاستحقاق الرئاسي الحالي وبين الأداء الذي انتهجه بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان.
وفي معرض المقارنة، يظهر الحزب في المرحلة السابقة أكثر وضوحا وأكثر صلابة وتمسكا بمرشح من صلب صفوفه، وهذا ما ادى الى انتظار البلاد لفترة طويلة قبل تمكّن العماد ميشال عون من الوصول الى بعبدا بمساعدة “قواتية” من العيار الثقيل.

اما اليوم، فيبدو ان “الحزب” لا يريد ان يعلن مباشرة عن هوية مرشحه الرئاسي معتمدا سياسية الانتظار والمرونة في الوقت نفسه.
وما بين الصلابة والوضوح والمرونة والانتظار، يظهر رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه كمرشح طبيعي تدور في فلكه مجموعة عقبات شبيهة بتلك التي منعته في الـ2005 من الوصول الى بعبدا وايضا بتلك التي جعلت من ميشال عون المرشح الممانع الأكثر حظا على الرغم من ان ممانعته حديثة ولا تدخل في صلب المحور الذي يدور “حزب الله” في فلكه.

هذا في الشكل طبعا، اما في المضمون فقد تكون المقاربة مختلفة ولها مجموعة من المعطيات المغايرة، اذ ان “الحزب” يعلم جيدا ان المرحلة الحالية لا تشبه مرحلة العام 2016، وهناك مجموعة متغيرات جديدة دخلت الى حلبة اللعبة السياسية في لبنان والى حلبة اللعبتين الاقليمية والدولية، وبالتالي لا بد من أسلوب جديد وطريقة مختلفة لطرح المقاربات والتصوّرات.
وفي هذا الاطار يؤكد مرجع مطلع لـ ” لبنان 24″ ان ” خيارات الحزب الرئاسية على الرغم من عدم إعلانها مباشرة الا انها واضحة وغير مبطّنة، لذلك وفي المرحلة المقبلة سنشهد دعما صريحا من الحزب لسليمان فرنجيه، ونقول دعما وليس ترشيحا، اذ ان لفرنجيه حيثيته الخاصة وامتداده العربي والدولي الخاص، ما يؤهله بشكل مباشر لاعلان ترشيحه، الذي من المتوقع ان يتم تبنيه او دعمه من مجموعة أفرقاء في لبنان لا ينتمون الى المحور نفسه”.
ويضيف ” ياخذ البعض على فرنجيه عدم تمكنه من ايصال كتلة نيابية وازنة تمثله في الندوة البرلمانية، لكن فرنجيه لا يجد نفسه محرجا في هذا المجال، لا امام خصومه ولا امام حلفائه لا سيما (حزب الله)، فرئيس (المرده)، ومن خلفه تياره السياسي لهم وجود في الحياة السياسية اللبنانية وامتداد في العمق العربي منذ بداية تأسيس الكيان اللبناني.

وهذا ما يدركه تماما (حزب الله)، اذا انه يعلم ان وجود (المرده) في الحياة العامة في لبنان لا يرتبط بظرف او مرحلة او أرقام تتزايد وتتناقص وفقا لأهواء القوانين الانتخابية.
كما يعلم (الحزب)، ان مع فرنجيه لا امكانية للمناورة وللاتفاقيات الثنائية التي تزيد من منسوب التقوقع في لبنان ولا امكانية ايضا لعدم الانفتاح على المحيط العربي، كما انه لا امكانية لعدم الحوار الداخلي بمختلف المواضيع من دون اي استثناء”.
امام هذا الواقع ووفقا للمعلومات، يتجه “الحزب” خلال الفترة المقبلة وبشكل سريع جدا الى فتح حوار جديّ بين “التيار الوطنيّ الحرّ” و”تيار المرده”، وتحديدا بين جبران باسيل وفرنجيه، في مسعى منه الى محاولة طمأنة باسيل والى اقناعه بأهمية وصول فرنجيه الى بعبدا.
وفي هذا السياق، وعلى الرغم من اعلان باسيل في اكثر من مناسبة انه لا يجد مبررا لانتخاب فرنجيه، الا ان ابوابه لم توصد بشكل كامل بوجه بنشعي وإمكانية التوافق ممكنة على الرغم من انها صعبة ومعقدة.
وفي عالم التوافق، قد يؤدي رئيس المجلس النيابي نبيه بري مهمة خطيرة  ودقيقة في المرحلة المقبلة، فالزيارة العونية الأخيرة الى عين التينة التي جاءت تحت مظلة “الورقة الرئاسية”، لم تخل من الكلام والاستفهام ومحاولة جس النبض.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى