آخر الأخبارأخبار دولية

القادة الأوروبيون يجتمعون ببروكسل للبحث عن حل مشترك لمجابهة أزمة الطاقة


نشرت في: 20/10/2022 – 16:43

يبحث قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماعات الخميس والجمعة ببروكسل سبل تجاوز انقساماتهم والتوصل إلى حل مشترك لمواجهة الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة، وذلك وسط توتر فرنسي ألماني بشأن الموضوع. وتوقع دبلوماسيون أن تكون المناقشات طويلة بين قادة الدول والحكومات بسبب المصالح المتعارضة أحيانا للدول الأعضاء.

يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي الخميس والجمعة في بروكسل في محاولة لتجاوز انقساماتهم والتوصل إلى استراتيجية مشتركة لمجابهة الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة.

وتسببت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا بصدمة على صعيد أسعار النفط والغاز والكهرباء. لكن أوروبا تتحرك ببطء منذ شباط/فبراير بسبب المصالح المتعارضة أحيانا للدول الأعضاء. إلا أن الوضع يتطلب تحركا سريعا.

 وأكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو خلال الأسبوع الجاري أن هذه القمة هي “الأهم منذ فترة طويلة”. وقال إنه إذا لم يؤد ذلك إلى “إشارة سياسية واضحة بأن لدينا الإرادة للتوقف عن تحمل أسعار الغاز المرتفعة”، فسيشكل “فشل أوروبا”.

وشارك آلاف الأشخاص في مظاهرات بألمانيا وفرنسا احتجاجا على غلاء المعيشة.

خلاف فرنسي ألماني

وسيعقد لقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز بعيد ظهر الخميس لمحاولة تسوية خلافاتهما قبل بدء الاجتماع مباشرة.

وقال ماكرون عند وصوله إلى بروكسل: “أتمنى دائما الحفاظ على الوحدة الأوروبية وعلى الصداقة والتحالف بين ألمانيا وفرنسا أيضا”، مؤكدا أنه “لدينا الكثير من العمل أمامنا”.

 وأضاف أن “كلا منا يعمل على المستوى الوطني وأعتقد أنه من الأفضل دائما التشاور والتنسيق”. وتابع الرئيس الفرنسي “لطالما اعتبرت أن واجبي هو أن أفعل كل شيء حتى نجد مسارات اتفاق بين ألمانيا وفرنسا ما يجعل من الممكن بعد ذلك بناء اتفاقات أوروبية”. 

وتوقع دبلوماسيون عدة أن تكون المناقشات طويلة بين قادة الدول والحكومات.

من جهتها، انتقدت وزيرة الانتقال البيئي في إسبانيا تيريسا ريبيرا صراحة عمل المفوضية الأوروبية. وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الاقتراحات لا تزال خجولة بعض الشيء ولا نزال نفتقر إلى إجراءات ملموسة لغالبية المسائل”. 

وأضافت أن “جهدا فعليا بذل منذ سنة (…) لكن من المؤسف جدا أن نرى إلى أي درجة استجابة أوروبا للتحدي الذي نواجهه، بطيئة”.

وخلال قمة براغ الأخيرة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وجه قادة عدة اللوم لرئيسة المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

واتهمها رئيس الحكومة البولندي ماتيوش كورافيتشي خصوصا بتمثيل المصالح الألمانية.

وقال الإيطالي ماريو دراغي وفق تصريحات نقلت إلى وكالة الأنباء الفرنسية إن “سبعة أشهر من التأخر تسبب لنا ركودا”.

 حل سريع

وتواجه رئيسة المفوضية الأوروبية انقسامات بين الدول السبع والعشرين التي تعتمد مزيجا مختلفا من مصادر الطاقة. فبعضها يعتمد على النووي وأخرى على الغاز أو حتى الفحم لإنتاج الكهرباء.

وتنقسم هذه الدول أيضا حول مسألة تحديد سقف لسعر الغاز المستخدم لإنتاج الكهرباء. وتطبق آلية كهذه في إسبانيا والبرتغال حيث سمحت بتراجع الأسعار.

وتطالب دول عدة مثل فرنسا بتوسيع هذه الآلية “الأيبيرية” لتصبح على مستوى الاتحاد الأوروبي.

 إلا أن ألمانيا تعارض ذلك فضلا عن دول شمالية عدة من بينها الدنمارك وهولندا المتحفظة على تدخل السلطات بالأسواق. وترى برلين أن تخفيض الأسعار اصطناعيا يضر بهدف الاقتصاد في استخدام الطاقة ويدفع إلى مزيد من الاستهلاك.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز الخميس إن وضع سقف لأسعار الغاز لا يمكن أن ينجح إلا من خلال تعاون وثيق مع شركاء من خارج الاتحاد الأوروبي مثل كوريا الجنوبية واليابان.

وأضاف في حديث أمام النواب قبل بدء قمة الاتحاد الأوروبي إن وضع سقف الأسعار “يحمل مخاطر قيام المنتجين ببيع غازهم في مكان آخر، وسينتهي بنا الأمر نحن الأوروبيين مع كمية أقل من الغاز بدلا من المزيد منها”.

وتطالب مسودة نتائج القمة المفوضية بإعداد اقتراح حول هذه الآلية.

وفضلت فون دير لاين خلال الأسبوع الحالي اقتراحات أخرى من بينها تنظيم شراء الغاز بشكل مشترك وقواعد جديدة في محاولة لفرض تقاسم الغاز في أوروبا لمساعدة الدول التي تواجه صعوبات أو إصلاح مؤشر السوق الغازية (بورصة الغاز الأوروبية) التي تستخدم مرجعا في التعاملات.

وقال دبلوماسي أوروبي: “ثمة تقدم لكن من دون حصول اختراق كبير. الأولويات مختلفة. ألمانيا تفضل أمن الإمدادات لأنها قادرة على تحمل أسعار مرتفعة لكن الكثير من الدول لا يمكنها مواجهة الكلفة”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى