هكذا تمكّنت الشركات الخاصة من الصمود وسط الأزمات!
وتبيّن من البحث أن أبرز أسباب صمود ونجاح الشركات اللبنانية تتلخص بثلاث نقاط:
1- الشركات التي تعنى بالصناعات الغذائية والمطاعم، كانت بين أكثر المتأثرين بالأزمة. رغم ذلك، تمكنت من التعافي جزئياً من خلال تدابير فورية بسيطة غير استراتيجية، تمثّلت بالحصول على التمويل المناسب من المساهمين والمساندة المالية من الأقارب والأصدقاء، إضافة إلى ولاء الموظفين الذين شاركوا بتحمّل الأعباء وتقدير الظروف التي تمر بها الشركة. فهذه «النخوة» اللبنانية هبت في النفوس مشكّلة فرادة يجدر التوقف عندها. كما أن المعنويات والتحفيز من قبل إدارة هذه الشركات شكّلا نقطة تحوّل وعامل صمود فريد، ناهيك عن تقليص النفقات بشكل فوري ومناسب.
2- أما الشركات التي تنضوي تحت التصميم والصناعات المختلفة، كانت آثار الأزمة على مواردها الاقتصادية وعملياتها محدودة إلى حد بعيد. فاستوعبت تداعيات الأزمة عبر تطوير الإمكانيات الموجودة لديها من خلال توسيع شبكة علاقاتها والتصدير، وزيادة الفعالية في التصنيع والانتاج، ناهيك عن تخفيض الكلفة بمؤازرة ودعم الموظفين.
3- الشركات التي تعنى بالتكنولوجيا، الترويج والإعلان كما إدارة المهرجانات والتسلية. فأبرز ما قامت به هو تطوير وتغيير جذري لنموذج عملها (Business Model) وإعادة الهيكلة. كما أنها لجأت إلى التحالف الإستراتيجي مع شركات أخرى، وتوسيع نطاق أعمالها في أسواق جديدة إضافة إلى تطوير الخدمات لديها. فبرهنت عن مرونة عالية باستيعاب الأزمة وانتقالها إلى وضعية أفضل مما كانت عليه سابقاً. وجاء نطاق هذا البحث تحت عنوان Exploring entrepreneurship resilience capabilities during Armageddon: a qualitative study ونشرته المجلة العلمية العالمية International Journal of Entrepreneurial Behavior & Research وهي من أبرز خمس مجلات عالمية محكمة في ريادة الأعمال مما ساهم برفع اسم لبنان عالياً، على الرغم من الظروف الحالية وغياب الموارد والإحاطة اللازمة لإنتاج مثل تلك الأبحاث.إذاً، تعدّدت أسباب الأزمات وتنوّعت، لكن المثابرة على أداء عمل المؤسسات بهدف الاستمرار ولو في الأمد المنظور، شكّل بارقة أمل في زمن الإنهيار.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook