طالبات إيرانيات يلتحقن بالصفوف الأولى للاحتجاجات على وفاة مهسا أميني
نشرت في: 06/10/2022 – 12:31
أظهرت عدة مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبات إيرانيات قد خلعن الحجاب وانضممن للصفوف الأولى من الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في إيران، إثر مقتل الشابة مهسا أميني. بالتزامن مع ذلك، نفت السلطات القضائية الإيرانية الأربعاء أي صلة بين وفاة مراهِقة، والاحتجاجات. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد أفادت في خضم الاحتجاجات بأن فتاة تدعى نيكا شاكرامي (17 عاما) لقيَت مصرعها على يد قوات الأمن خلال المظاهرات.
تواصل الإيرانيات تحدي الحملة الدامية التي تشنها قوات الأمن، حيث قامت طالبات بخلع حجابهن والالتحاق بالصفوف الأولى من الاحتجاجات التي تشهدها مختلف أنحاء البلاد، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني.
يذكر أن مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاما، توفيت بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي. وأشعلت وفاتها موجة احتجاجات في إيران ومسيرات تضامن مع النساء الإيرانيات في مختلف أنحاء العالم. وتواصلت الاحتجاجات رغم الحملة الأمنية التي تنفذها الشرطة الإيرانية والتي قتل فيها العشرات واعتقل المئات.
وأسفر قمع قوات الأمن للاحتجاجات عن مقتل 92 شخصا على الأقل عبر مختلف الولايات الإيرانية منذ 16 أيلول/سبتمبر، حسبما أعلنت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” التي تتخذ من أوسلو مقرا لها. فيما أكدت منظمة العفو الدولية مقتل 53 شخصا، بينما أفادت وكالة فارس للأنباء عن مقتل “حوالى 60 شخصاً”، وأفادت تقارير بمقتل 12 عنصرا من القوات الأمنية.
من جهتها، ذكرت السلطات الإيرانية أن أكثر من ألف شخص اعتقلوا، وأُفرج عن أكثر من 620 في محافظة طهران وحدها.
وتظاهر طلاب ليل الأحد الإثنين في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، التي تعد أهم جامعة علمية في إيران، قبل أن تلاحقهم الشرطة وهم يركضون في موقف سيارات تحت الأرض. وتوالت تظاهرات الطالبات في أنحاء البلاد، فخلعن حجابهن وأطلقن هتافات مناهضة للنظام وقمن بتشويه صور القادة الدينيين.
“ضحايا” شبكات التواصل الاجتماعي
وأظهر مقطع مصور مجموعة من الشابات اللواتي خلعن الحجاب وسمع هتافهن “الموت للديكتاتور” في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بينما قمن بدفع مسؤول، ذكرت تقارير إنه المدير، خارج مدرسة في كرج غرب طهران الاثنين. في حين تُسمع مجموعة أخرى من النساء يهتفن “إمرأة حياة حرية” لدى نزولهن إلى شارح في حي جوهشردشت في كرج.
وكتب اسفنديار باتمانغليدج من موقع “بورصة وبازار” (Bourse & Bazaar) للأنباء والتحليلات في تغريدة “إنها مشاهد استثنائية حقا، وإذا كانت هذه الاحتجاجات ستحقق أي شيء، فسيعود ذلك إلى الطالبات”.
وفي مقاطع مصورة أخرى نشرت على الإنترنت تبدو طالبات وهن يخرجن من صفوفهن ليظهرن في مظاهرات خاطفة لتفادي اعتقالهن.
واعترف النائب العام الإيراني محمد جعفر منتظري الأربعاء بمشاركة شبان في الاحتجاجات، مستنكراً تأثير شبكات التواصل الاجتماعي. ونقلت وكالة “إيسنا” عنه قوله “حقيقة وجود شباب بعمر السادسة عشرة في هذه الأحداث سببها شبكات التواصل الاجتماعي، لقد أوقع بهم”. كذلك، نقلت وكالة “إرنا” عن وزير التعليم يوسف نوري قوله إنّ “هجمات العدو تستهدف الجامعات وعالم العلم والتعليم”.
مقتل مراهقة
وبينما تواصلت التظاهرات للأسبوع الرابع، وسعت إيران حملتها الأمنية فاعتقلت مؤيدين بارزين للحركة الاحتجاجية وفرضت قيودا على الإنترنت للحد من الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء إنها تحققت من 16 مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها تُظهر “الشرطة وقوات الأمن الأخرى تستخدم القوة المفرطة والقاتلة ضد المتظاهرين” في طهران ومدن أخرى.
وتضمن بيان المنظمة في أن هذه الصور تظهر قوات إنفاذ القانون “تستخدم أسلحة نارية مثل المسدسات أو بنادق هجومية من طراز كلاشنيكوف”. ونقل البيان عن الباحثة من المنظمة تارا سيهري فر قولها إن حملة القمع هذه “تشهد على عمل منسّق من قبل الحكومة لسحق المعارضة، في تجاهل قاسٍ للحياة”.
في هذه الأثناء، نفت السلطات القضائية الإيرانية أي صلة بين وفاة مراهِقة، والاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد أفادت خلال النهار بأن الفتاة نيكا شاكرامي لقيَت مصرعها على يد قوات الأمن خلال التظاهرات، لكن القضاء رفض هذه الرواية.
وفقدت نيكا شاكرمي في العشرين من أيلول/سبتمبر بعدما توجهت للمشاركة في تظاهرة بطهران، وفق ما أوردت عمتها عطاش شاكرمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يسمح للعائلة برؤية جثتها سوى في الأول من تشرين الأول/أكتوبر لمواراتها في مدينتها خرم أباد (غرب) في عيد ميلادها السابع عشر، وفق عمتها.
لكن البي بي سي ووسيلة “إيران واير” الإعلامية ذكرتا أن السلطات دفنت الجثة سرا الاثنين في قرية أخرى، لتفادي أن يثير تشييعها مزيدا من التظاهرات.
وقتل 63 شخصا الأسبوع الماضي عندما نفذت قوات الأمن الإيرانية “قمعا داميا” لتظاهرة في زاهدان بجنوب شرق إيران، حسبما أعلنت منظمة ” حقوق الإنسان في إيران” من أوسلو الثلاثاء.
فيما خرجت مظاهرة في زاهدان عقب صلاة الجمعة إثر اتهامات بأن قائد شرطة في المنطقة اغتصب شابة من البلوش عمرها 15 عاما.
وعلى المستوى الدولي أثار قمع التظاهرات تنديدا واسعا. كما نُظمت تجمّعات دعما للنساء الإيرانيات في العديد من الدول حول العالم.
وانضم الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إلى الولايات المتحدة وكندا في الاعلان عن نيّته معاقبة إيران بـ”إجراءات تقييدية” احتجاجاً على “الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن الإيرانية مع التظاهرات”.
لكن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان حذر الاتحاد الأوروبي من أنه يمكن أن يتوقع “إجراءً مماثلا”.
وتتهم إيران باستمرار قوى خارجية بتأجيج التظاهرات، وأعلنت الأسبوع الماضي توقيف تسعة أجانب من بينهم رعايا من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا.
والأربعاء استدعت طهران السفير البريطاني سايمون شيرليف للاحتجاج على تدخل بلاده في ما يتصل بالاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook