من هو إبراهيم تراوري الرجل القوي الجديد الذي يريد إعادة النظر في الشراكة مع فرنسا؟
نشرت في: 04/10/2022 – 19:32
سطع فجأة نجم الكابتن إبراهيم تراوري، الذي نصب نفسه قائدا عسكريا لبوركينا فاسو إثر انقلاب أطاح بالكولونيل بول هنري داميبا رئيس المجلس العسكري الحاكم نهاية الأسبوع الماضي. فإضافة إلى رغبته في إعادة النظر بالشراكة التي تربط بلاده بفرنسا، فهو يريد أيضا رسم خريطة سياسية جديدة لإخراج البلاد من أزمتها الدستورية حسب رأيه. فمن هو هذا العسكري الجديد الذي يتمتع بصلاحيات واسعة؟
أعلنت مجموعة من العسكريين ليل الأحد الإثنين في بيان بثه التلفزيون الوطني في بوركينا فاسو تنحية الكولونيل بول هنري داميبا رئيس المجلس العسكري من منصبه كرئيس للفترة الانتقالية وتعيين الكابتن إبراهيم تراوري الذي كان قائدا لفيلق فوج مدفعية كايا في شمال بوركينا فاسو.
وقال البيان الذي وقعه الرجل القوي الجديد في البلاد إبراهيم تراوري: “نود إبلاغ السكان بأن الوضع تحت السيطرة وتمت استعادة النظام”، مضيفا: “تعود الأمور تدريجيا إلى طبيعتها، لذلك ندعوكم إلى ممارسة أشغالكم بحرية وتجنب أي أعمال عنف وتخريب ولا سيما تلك التي يمكن أن ترتكب ضد سفارة فرنسا أو القاعدة العسكرية الفرنسية” في العاصمة واغادوغو.
- فمن هو إبراهيم تراوري وما هي الخريطة السياسية التي يريد تطبيقها في الأيام أو الأشهر القليلة المقبلة في بوركينا فاسو؟
إبراهيم تراوري كان في السابق عسكريا مثل باقي العسكريين في بوركينا فاسو لكن فجأة لمع نجمه على ضوء الانقلاب العسكري الذي نفذته مجموعة من العسكريين ضد الكولونيل بول هنري داميبا، رئيس المجلس العسكري الحاكم. قبل وقوع الانقلاب كان قائدا لفيلق فوج مدفعية كايا في شمال بوركينا فاسو قبل أن يتولى منصب رئيس الحركة الوطنية من أجل الحفاظ على الجمهورية إثر سقوط الكولونيل بول هنري داميبا.
التحق إبراهيم تراوري بجامعة واغادوغو في العام 2006 ودرس الجيولوجيا قبل أن يحصل على شهادة بتقدير ممتاز. في 2010 قرر الالتحاق بالأكاديمية العسكرية التي تدعى جورج نامونو والمتخصصة في تدريب عسكريين من فئة الكومندوس.
- تراوري كان حاضرا خلال الانقلاب العسكري
وبعد سنتين من التكوين في الأكاديمية العسكرية، تم إرساله إلى فوج المدفعية المتواجدة في منطقة كايا شمال بوركينا فاسو في 2014، ليحصل هناك على رتبة ملازم ثم رتبة كابتن في 2020 قبل أن يتم تعيبنه في شهر مارس/آذار من نفس السنة قائدا للفوج العاشر للمدفعية العسكرية في منطقة كايا من قبل الكولونيل بول هنري داميبا الذي تمت تنحيته الأحد الماضي من رئاسة المجلس العسكري.
يبلغ إبراهيم تراوري من العمر 34 عاما. وهو يعتبر من بين الضباط الذين شاركوا في إزاحة رئيس بوركينا فاسو السابق روك مارك كرستيان كابوري من السلطة في يناير 2022. فيما تعهد أيضا بمحاربة الجماعات الإرهابية التي تنشط في البلاد وفي منطقة الساحل.
هذا، وفي تصريح مطول لإذاعة فرنسا الدولية الإثنين، أكد إبراهيم تراوري أن “الوضع الأمني مستتب في بوركينا فاسو ولايوجد أي شيء يبعث على القلق”، مضيفا أن “الكولونيل دامبيا في “مكان آمن ولقد تحدثت معه صباح اليوم (أمس الإثنين) ولا يوجد أي مشكل شخصي بيني وبينه”.
- “لا أريد البقاء في السلطة”
وتابع: “سنعمل بكل ما في وسعنا من أجل العودة إلى المسار الدستوري قبل شهر يوليو/حزيران 2024 وذلك وفق التعهدات التي اتخذتها بوركينا فاسو حيال المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا”. فيما أوضح أنه يقوم فقط بـ”تسيير المرحلة الانتقالية لغاية تنظيم ما يسمى باجتماع (القوات الحية) للبلاد والتي سيتم على إثرها اختيار رئيس لتسيير المرحلة الانتقالية المقبلة”.
ولم يوضح إبراهيم تراوري تاريخ تنظيم هذا المؤتمر لكنه “يأمل أن يكون قبل نهاية السنة الجارية”. وبخصوص مستقبله الخاص، صرح أنه لا “يود الاستمرار في السلطة”. وتساءل: “لماذا يجب أن أستمر في الحكم. لم نأت لغرض خاص. ما يهمنا هو وضع حد للإنفلات الأمني ووضع البلاد على سكة التنمية”.
كما تأسف إزاء الهجمات التي استهدفت بعض المصالح الفرنسية في بوركينا فاسو، موضحا أن ذلك كان “نتيجة الانحرافات والتجاوزات التي قام بها بعض المتظاهرين الذين تسببوا في أعمال تخريب بالعاصمة”.
- “يجب مراجعة عقد الشراكة مع فرنسا”
وبخصوص العلاقة بين فرنسا وبوركينا فاسو، قال: “بوركينا فاسو تتعامل مع فرنسا ومع شركاء آخرين. على غرار روسيا التي يربطنا معها عقد عسكري. نحن نستخدم كثيرا العتاد العسكري الروسي”.
وفي سؤال أخير، هل تنوون الحفاظ على الشراكة مع فرنسا، أجاب متحدثا: “بما أن هناك علما فرنسيا في بلادنا فهذا يعني بأننا تجمعنا علاقة شراكة معها. لكن في نفس الوقت يجب مراجعتها لأن هناك بعض الأشياء التي يجب تعزيزها وتحسينها وأخرى يجب ربما التخلي عنها”.
وأعلن عسكريون في بوركينا فاسو الجمعة الماضي في بيان قرأوه عبر التلفزيون الرسمي إقالة رئيس المجلس العسكري الحاكم، اللفتنانت كولونيل بول-هنري سانداوغو داميبا، الذي تولى السلطة إثر انقلاب في نهاية كانون الثاني/يناير2022. وقالوا إن القائد الجديد هو إبراهيم تراوري.
طاهر هاني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook