يوحنا العاشر زار عوده: صلاتنا ودعاؤنا وصرختنا نرفعها الى المعنيين دعوا شعبنا يعيش وأنقذوا لبنان

استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده مع كهنة أبرشية بيروت بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي في دار المطرانية في الأشرفية. وبعد تداول الأمور التي تهم الكنيسة الأرثوذكسية ولبنان، قال البطريرك : «أخاطبكم اليوم جميعاً، أحبائي، من مطرانيتنا في بيروت. كالعادة التقينا اليوم مع سيدنا الياس، أخينا العزيز كما نلتقي من وقت إلى آخر، لنتبادل وجهات النظر ولنتباحث في أمورنا في بلدنا لبنان، والوضع العام عموما، وفي شؤوننا الكنسية”.

وأضاف: “نحن في لبنان الغالي على قلبنا وفي الظروف التي نمرّ بها خصوصا في الفترة التي نحن فيها، أمام منحى كبير ألا وهو انتخاب رئيس للجمهورية، ونحن نرفع الصوت ونضمّ صوتنا إلى أصوات كل الأحبة في هذا البلد الطيب على أهمية وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. الفراغ ليس لمصلحة أي أحد. نحض الجميع، المسؤولين والسياسيين وكل شعبنا الطيب، وإن شاء الله يُسمع كلامي، أن البلد في حاجة الى انتخاب رئيس جمهورية في التوقيت المطلوب.

بلدنا لبنان يعاني ونحن في مطرانيتنا في بيروت وتحديداً حيث نحن في الصالون بجانب الشرفة التي تطلّ على المرفأ، حيث نرى هذا المنظر المؤلم أمامنا والدمار الذي ما زال منذ أكثر من عامين ولا يزال كما هو، وقلبنا يعصر دماً وليس بكاءً على وضعنا وظروفنا، وإلى أين آلت الأمور. شعبنا اللبناني الطيب الذي يستحق كل خير، الشعب المتعلّم، المثقّف، الحضاري الذي صدّر الحضارة والعلم والثقافة والأدب والأخلاق وكل شيء جيد إلى كل أنحاء العالم، وضعه المعيشي والمالي والاقتصادي والاجتماعي صعبٌ جداً وهو يئنّ، شعبنا الطيب المحبّ يدفع فاتورة الفساد وفاتورة الظلم.

أين هي أموال الناس المودعة في البنوك؟ وماذا عن كل المواضيع التي يعانيها الشعب؟ نؤكد ونشدّد على أهمية أن يتعافى لبنان وأن يعمل الجميع وخصوصا المسؤولين فيه على إنقاذه، وليعطنا الرب أن نرى في هذا الشهر رئيساً للجمهورية جديداً يعمل من أجل مصلحة لبنان، من أجل مصلحة اللبنانيين لكي يعيش الإنسان اللبناني بكرامته كما شاء ربُّنا أن يكون الإنسان بالكرامة. آلام شعبنا وأوجاعه والضيقات التي نمرّ فيها، هذا الأمر نعيشه مع سيدنا الياس ليس كل يوم بل كل لحظة.

نحن نعيش مع شعبنا ونحن هكذا، الكنيسة هكذا تعاني ما يعانيه الجميع. مؤسساتنا، جامعاتنا، مستشفياتنا، مدارسنا، المآوي. كلها تواجه ما يواجهه أي إنسان. بالعكس نحن نحمل أعباء أثقل لأننا نحمل أوجاع الآخرين ونريد مساعدتهم بكل الإمكانات المتاحة لنا، والتي تمكّننا من الوقوف إلى جانب شعبنا. للأسف شعبنا الطيب يضطرّ إلى ترك البلد والذهاب إلى موطنٍ آخر نتيجة الظروف التي وصلنا إليها.

صلاتنا ودعاؤنا وصرختنا نرفعها اليوم سويةً من هذه الدار الكريمة مطرانية بيروت، مع سيدنا الياس، إلى كل المعنيين أن دعوا شعبنا يعيش وأنقذوا لبنان، أنقذوا لبنان، أنقذوا لبنان».