جمهور تونس يصنع أجواء الفرحة في باريس رغم خسارة “نسور قرطاج” أمام البرازيل 1-5
نشرت في: 27/09/2022 – 22:55
صنعت الجماهير التونسية، والتي احتشدت في مدرجات ملعب “بارك دي برانس” في باريس مساء الثلاثاء، أجواء رياضية كبيرة بمناسبة المواجهة الودية التي خاضتها “نسور قرطاج” أمام البرازيل استعدادا لمونديال قطر 2022 لكرة القدم، وذلك رغم خسارة زملاء يوسف مساكني بنتيجة قاسية 1-5.
كانت مجرد مباراة في كرة القدم، جمعت تونس بالبرازيل في إطار استعدادات المنتخبين لمونديال قطر 2022. لكنها أمست أكثر من ذلك، فتحولت إلى عرس رياضي بهيج، مناسبة احتفالية جميلة، في حديقة خضراء يرتادها “الأمراء”، تزينت بألوان الأبيض والأحمر التونسية، امتلأت مدرجاتها بالأنصار والمشجعين الذين تقاطروا من كافة أنحاء فرنسا، ليضربوا موعدا جماهيريا رائعا في عاصمة الأضواء باريس.
وبدأت الحشود تتجمع قرب ملعب “بارك دي برنس” ثلاث ساعات قبل انطلاق المواجهة الودية بين “نسور قرطاج” وسحرة البرازيل المرعبين، راقصي “السامبا” المذهلين، فانتظرت (الحشود) بفارغ الصبر فتح الأبواب تحت حراسة أمنية متواضعة، وسط أجواء مرحة.
وفيما كانت السماء تهدد بأولى أمطار الخريف الباردة، تعالت صيحات المناصرين من مختلف أطراف الملعب وبدأ شعار “تونيزي، تونيزي” يملأ المكان، منذرا بحماس وإثارة من صنع تونسي خالص.
“لا تواجه البرازيل كل يوم، ولا تواجه نيمار كل يوم”
توقع نسيم، الذي جاء صباحا من مدينة ليون (500 كلم جنوب باريس)، أن تكون الإثارة على أشدها في المدرجات، مشيرا أنها “لحظات تاريخية” بالنسبة إليه. وقال مبتسما: “نادرا ما تلعب تونس في فرنسا، وبالتالي لم أتردد في شراء التذكرة والتنقل إلى باريس لمؤازرة الفريق”، موضحا أنه اقتنى التذكرة فور طرحها في السوق مطلع سبتمبر/أيلول.
وبدأ يتجول من مدخل لآخر ملتقطا صورا في كل وضع، سيحتفظ بها ما دام حيا. وقال إن “هذه مباراة ودية لكن طعمها كطعم كأس العالم، إنه شيء عظيم، حتى أصدقائي في تونس اتصلوا بي وطلبوا مني أن أرسل لهم صورا عن المباراة. فأنت لا تواجه البرازيل كل يوم، ولا تواجه نيمار كل يوم”.
ومن منطقة بيلفور الواقعة 500 كلم شرقي باريس، جاء الحشاني برفقة ولديه جاسم وكريم. وسافروا ليلا على متن حافلة صوب العاصمة الفرنسية لحضور المباراة. وقال الرجل الخمسيني إنها “مباراة تاريخية أمام البرازيل”، مضيفا: “أنا سعيد لولدي اللذين يكتشفان ملعب بارك دي برنس بالمناسبة”.
تحقق الحلم.. وتفجر الملعب
ضحك جاسم، مقرا بأنه مارس ضغطا رهيبا على والده لأجل حجز تذاكر السفر والمباراة، وقال إن حلمه بمشاهدة منتخب بلده “قد تحقق”.
ولم يخف شقيقه ياسين فرحته الشديدة لحضور المواجهة قائلا إنها لحظة لن ينساها، خاصة أن “نسور قرطاج” تخوض “مباراة تاريخية أمام أبطال مثل نيمار”، مشيرا أنه من عشاق يوسف مساكني وزميله وهبي الخزري.
سارع التونسيون، وقليل من جمهور البرازيل، لقصد أماكنهم فور افتتاح أبواب الملعب قبل ساعة ونصف الساعة من بداية المواجهة. ودخل لاعبو الفريقين لإحماء العضلات وسط التصفيقات والهتافات قبل العودة لغرفة الملابس، ثم دخلوا أرض “بارك دي برانس” مجددا واصطفوا أمام الحضور ليتفجر الملعب لدى عزف النشيد الوطني التونسي، فاهتز الشباب وتفاعل مع عهد الأبطال “نموت نموت، ويحيا الوطن”، لتنطلق المواجهة بين الفريق الأحمر (تونس) والفريق الأزرق (البرازيل) وسط تشجيعات “الشعب” التونسي.
الفرحة تتحول إلى كابوس
وتفجر الملعب فرحة مرة أخرى، وبالتحديد في الدقيقة 16 عندما أسكن المدافع منتصر الطالبي الكرة في شباك الحارس أليسون برأسية رائعة إثر تمريرة من أنيس بن سليمان، ليمنح فريقه التعادل 1-1 بعد أن كانت “السليساو” متفوقة منذ الدقيقة 11 بهدف من رافينيا. فاشتعلت الشماريخ في سماء باريس وغنت الجماهير “تونس، تونس” الجريئة التي وقفت في وجه البرازيل بطل العالم خمس مرات.
لكن فرحة التونسيين لكم تدم سوى ثلاث دقائق، إذ تمكن ريشاليسون من تسجيل الهدف الثاني بتمريرة من رافينيا قبل أن يعمق نيمار الفارق في الدقيقة 29 بركلة جزاء أعلنها الحكم الفرنسي رودي بوكي بعد خطأ ارتكبه عيسى العيدوني على نجم باريس سان جرمان.
وازدادت محنة “النسور” في الدقيقة 40 عندما سدد رافينيا بقوة في شباك الحارس أيمن دحمان، لتصبح النتيجة 4-1. وتأزم في ظرف دقيقتين بعدما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه المدافع ديلان براون إثر خطأ متعمد على نيمار، ليترك زملائه بعشرة مقابل 11 للبرازيليين.
استمر حلم الجمهور التونسي في الشوط الثاني بمشاهدة نيمار وفينيسيوس وغيرهم من نجوم البرازيل، لكن الكابوس استمر أيضا على أرض الملعب مع معاناة “النسور” رغم دخول وهبي الخزري في مكان غيلان الشعلاني. وتلقى دحمان هدفا خامسا في الدقيقة 74 من تسجيل اللاعب البديل بيدرو. وبات واضحا للجميع أن النتيجة ستكون قاسية بالنسبة للاعبي المدرب جلال القادري رغم حضور الجمهور الشجاع الذي قدم الدعم والسند لغاية آخر لحظة من المباراة.
كانت المناسبة عرسا كرويا صنعته الجماهير التونسية في العاصمة الفرنسية، وكانت الفرصة سانحة للكثيرين للتمتع بمباراة لمنتخب بلادهم والتمتع بفنيات راقصي “السامبا” البرازيليين.
أما بالنسبة لمدرب “نسور قرطاج”، فقد اتضحت الرؤية وظهرت العيوب وبات العمل الشاق أمرا حتميا قبل السفر إلى قطر وخوض كأس العالم للمرة السادسة في مجموعة تضم فرنسا حاملة اللقب والدانمارك وأستراليا.
علاوة مزياني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook