آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الجعيد من داغستان: ما يحصل في أوكرانيا يشكل فرصة للمسلمين الروس لتحقيق مكاسب سياسية والمشاركة في صنع القرار

وطنية – شارك منسق عام “جبهة العمل الإسلامي” في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد في المؤتمر العلمي والتعليمي الدولي الثالث بعنوان “تراث علماء الدين المسلمين في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية، والهوية المدنية” الذي نظمته “جامعة العلوم الانسانية” في داغستان، في المتحف الوطني في العاصمة محج قلعة، بمساعدة الإدارة الدينية لمسلمي داغستان ووزارة شؤون القوميات والأديان والسياسة الوطنية، وبدعم من صندوق دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي الروسي، بمشاركة شخصيات علمائية وعلمية واكاديمية من عدة دول ومن مختلف دول الاتحاد الروسي.

وقال الجعيد في افتتاح المؤتمر: “يشهد العالم كله تغييرات على كافة الصعد غيرت في الكثير من المفاهيم والقيم والتقاليد، ولعب التطور التكنولوجي الدور الأكبر في هذا التحول، فصار الكون قرية صغيرة يتلاقى فيها الناس كافة، فلم يعد هناك أي عائق بينهم في التواصل بين جميع البشر من مختلف دول العالم ومهما تعددت لغاتهم”.

أضاف: “هذا الأمر يجب أن يكون فرصة لنا كمسلمين للدعوة إلى الله وإيصال الإسلام الحقيقي والسمح إلى كل البشر من خلال تقديم النموذج الطيب والصالح عن المسلمين. ولكن نتيجة لغياب المشروع الإسلامي العالمي الدعوي المتفق عليه بين المسلمين، ونتيجة للتفرق والشقاق والنزاع الذي يحكم عالمنا الإسلامي، فإن هناك خطراً كبيراً على منظومة القيم والأخلاق العالمية وليس الإسلامية فقط، فبتنا نرى تسارعاً في الانهيار الأخلاقي والروحي لدى أغلب الناس والمجتمعات، وابتعاداً عن الدين وتعاليمه والعادات الحميدة والتقاليد القيِّمة والتربية الصالحة، حتى وصل الأمر إلى الدعوة إلى الإلحاد وتبني الإباحية والتفكك الأسري والمجتمعي، مما يشكل الخطر الأكبر على أبنائنا وأجيالنا الصاعدة إن لم نستطع تحصينهم من هذه الهجمة المدمرة لكافة المجتمعات، مما يوجب على الجميع وليس المسلمين وحدهم مواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تفتك بالجميع. لهذا فإن على الجميع من المسلمين والمسيحيين وخاصة رجال الدين، التعاون لمواجهة هذه الآفة الخطيرة جدا على الجميع”.

وتابع: “من المخاطر الكبرى، سهولة نشر الأفكار المتطرفة والحض على الإرهاب واستغلال ضحالة العلم وعدم الفهم لدى غالبية الشباب الذي ابتعد عن التحصيل الشرعي الصحيح، وعن التحصين الروحي المثالي، من خلال تعلم الدين الإسلامي الحق الذي هو دعوة للرحمة. لهذا فإنه من الواجب اليوم أمام العلماء المسلمين الدفاع عن هذا الدين الحنيف بمحاربة التطرف والغلو ومواجهته بكل ما أوتوا من قوة”.

وقال: “عندكم هنا في روسيا من المهم بذل الجهد من قبل كل العلماء وعلى رأسهم مجلس المفتين الروس، لتحصين الساحة الإسلامية الروسية من تسلل أصحاب الأفكار المشوهة والدعوات المشبوهة التي تحمل في ظاهرها الإسلام ولكنها بالحقيقة لا تجلب إلا الخراب والدمار من خلال نشر الفكر المتطرف والإرهابي وتعاليمه واستغلال حب الشباب المسلم الروس لدينهم واقبالهم المتزايد عليه”.

أضاف: “إن دعوات الانفصال المشبوهة من حركات ومنظمات تدَّعِي زوراً وبهتاناً الانتماء للإسلام، ما هو إلا نتاج عمل مخابراتي غربي استطاعت من خلاله الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا من تمزيق العالم الإسلامي وجر الويلات والحروب والدمار والقتل والحرق والتهجير والفقر إليه، وها هي التجربة ماثلة أمامنا في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وغيرها التي ضربها هذا الارهاب ودمرها”.

وتابع: “إن وضع المسلمين اليوم في روسيا يشهد تطوراً علمياً وسياسياً لافتاً من خلال سياسة اليد الممدودة والانفتاح وإعطاء الحرية الممنوحة من قبل إدارة الرئيس بوتين، مما يوجب على القادة السياسيين والعلماء والمفتين التعاطي بإيجابية ومحبة ودعوة المسلمين إلى الانصهار ضمن المجتمع الروسي المتعدد الاثنيات والطوائف والمذاهب بروحية التعاون والبناء والدفاع عن بلدهم ومصالحه أمام التهديدات الخارجية والداخلية”.

وشدد على ضرورة “تبني كل المسلمين الروس موقف الدولة الرسمي ومساندته بكافة الأشكال المتاحة والتواصل مع المرجعيات الإسلامية والدينية في العالم لشرح وجهة نظر الدولة الروسية في ما يحصل في أوكرانيا والذي يشكل فرصة للمسلمين الروس لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية والمشاركة في صنع القرار مما يجعلهم عوناً وسنداً لإخوانهم المسلمين في العالم من خلال المساعدة في تبني الحكومة الروسية لقضايا المسلمين المظلومين في العالم وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني”.

                                  =========


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى