آخر الأخبارأخبار محلية

بري يرفع السقف.. تراجع الايجابية!

في خطاب عالي السقف تحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري امس خلال احتفال اقامته حركة “أمل” في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في مدينة صور، فاتحا الباب امام امكانية تسلل السلبية في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة والتنقيب عن الغاز، ومعيدا الاشتباك السياسي مع “التيار الوطني الحر” الى سابق عهده.

 

وجه رئيس المجلس النيابي عدة رسائل حاسمة في موضوع ترسيم الحدود معطيا الغطاء الشيعي الكامل لـ”حزب الله” من خلال تأييده التهديدات العسكرية التي اطلقها امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، لكن الرسالة الاهم في هذا الشأن كانت للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الذي يدير المفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل.

 

دق بري ناقوس الخطر الذي تجنب “حزب الله” قرعه في الايام الماضية كي لا يتهم بعرقلة المفاوضات وضرب الاجواء الايجابية، فاعتبر ان هوكشتاين وعد بالرد على الاقتراح اللبناني خلال اسبوعين وها قد مرّ اكثر من شهر. كلام بري تجاه هوكشتاين كان واضحا متطابقا مع معادلة “حزب الله” القائمة على عدم الانتظار الى الابد وهذا ما ذكره بري حرفيا.

 

سقف الخطاب الذي رسمه رئيس المجلس النيابي،جاء في لحظة سياسية بالغة الاهمية مع نهاية شهر آب وبداية شهر ايلول الحاسم، ما يؤشر الى ان الحزب بدوره غير راضٍ عن المماطلة الحاصلة وقد يتجه خلال الايام المقبلة الى خطوات ميدانية تصعيدية. قد يكون خطاب بري احدى الرصاصات الاخيرة قبل التصعيد لانها قد تؤدي الى استعادة هوكشتاين لحركته بسرعة اكبر.

 

تصعيد بري شمل “التيار الوطني الحر” ايضا، اذ قطع الطريق بشكل غير مباشر على ترشح رئيسه جبران باسيل للانتخابات الرئاسية، وأعلن انه سيؤيد من يعتقد اعتقادا راسخا ان اسرائيل تشكل تهديدا وجوديا للبنان، وهذا ما يتناقض مع عبارة باسيل الشهيرة “ليس لدينا مشكلة ايديولوجية مع اسرائيل”، ما قد يشكل فيتو شبه معلن من حركة امل على وصول باسيل الى الرئاسة.

 

لم يهادن بري العهد في ايامه الاخيرة بل فتح باب التصعيد الكبير معه، رافضا الصيغ الحكومية التي يطرحها الرئيس ميشال عون، ما يوحي بأن الاسابيع المقبلة ستشهد كباشا جديدا بين حلفاء” حزب الله” ما سيؤثر على كامل المشهد السياسي الداخلي وستكون له تداعيات على الانتخابات الرئاسية ايضا.

 

أوصل بري رسائل كثيرة في اطلالته السنوية، لكنها كانت بغالبيتها رسائل تصعيدية تنبئ بإمكان استمرار التوتر السياسي في لبنان الى فترة بعيدة مقبلة تلي انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ومعيدا احتمالات السلبية الى ملف ترسيم الحدود بعد ان كانت الايجابية هي السائدة خلال الاسابيع الماضية


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى