اللبنانية تعمل بالسر.. في تنظيف المنازل!
ما سبق قوله لا يوصل إلى نتيجة أننا نمرّ ببدايات تحوّل إلى عمالة منزلية محلية. يجزم علي الأمين، عضو مجلس نقابة أصحاب مكاتب الاستقدام في لبنان أن “الطلب لا يقابله عرض أبداً”، مؤكدا أنه “إذا وجدت اليد العاملة، فأنا مستعد لاستقطابها”. صحيح أن العمالة المحلية، وخاصة الجزئية اليومية أو عالساعة، لا تحتاج إلى وسيط كالمكتب وتحصل بشكل سري بين الطرفين أحياناً، إلا أن الأمين يبدو متأكداً من غياب العرض في السوق لأنه “يومياً يتصلون بنا ويسألوننا عن عمل يومي أو عالساعة، فنجيب أننا لا نعمل بهذه الطريقة بل بعقود عمل”. وعن العمل غير الشرعي الذي تمارسه عاملات أجنبيات عالساعة فهو يراه “ظاهرة تثقل كاهل المكاتب”.
ظنّ البعض أن الفقر والعوز سيفتحان الطريق أمام العمل في الخدمة المنزلية، لدرجة أنه “تصل إلى مكاتب الاستقدام طلبات بين الحين والآخر لتأمين سيدة لبنانية للعمل في الخدمة المنزلية في الخارج مقابل مبالغ مالية عالية”، بحسب الأمين، لكن “طبعاً هذا مستحيل”. لماذا لا ترضى اللبنانية والسورية والفلسطينية بما ترضاه الأجنبيات الأسيويات والأفريقيات؟ تجيب أستاذة الأنتروبولوجيا في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية مهى كيال عن ذلك بالقول: “الموروثات الثقافية تمنع الوالد من تشغيل ابنته في المنازل خوفاً من ألّا يرضى أحد الزواج بها، أو حتى أن يقال للزوج إنه يشغّل زوجته عند الناس”. هكذا ينظرون “بدونيّة” إلى العمل في الخدمة المنزلية. إلى ذلك، لا تصمد عاملات محليات في الخدمة المنزلية، أصحاب العمل يصرفونهن نتيجة تقارب اللغة والثقافة بينهما، ما يجدونه تعدياً على خصوصية المنازل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook