آخر الأخبارأخبار محلية

رغم الخلافات بينهما… هذا الأمر قد يُوحّد “القوّات” و”التيّار”!

تقترب ولاية رئيس الجمهوريّة ميشال عون من نهايتها، فيما لم يُعلن أي فريقٍ عن مرشّحه الرئاسيّ رسميّاً، وخصوصاً “التيّار الوطنيّ الحرّ” و”القوّات اللبنانيّة”، اللذين يشكّلان أكبر كتلتين مسيحيتين في مجلس النواب الحاليّ، فهما ينتظران ما ستقرّره الكتل الحليفة في هذا الشأن، لاتّخاذ القرار المناسب، علماً أنّ أصوات نيابيّة من تكتّل “لبنان القويّ” بدأت بترشّيح النائب جبران باسيل، بشكل غير رسميّ في الإعلام، في المقابل، خرج نوّاب من “الجمهوريّة القويّة” في اليومين الأخيرين، وأعلنوا أيضاً عن ترشّيح سمير جعجع.

 

ويرى مراقبون أنّ تريّث جعجع وباسيل في الإعلان عن ترشّحهما، رغم أنّ الأوّل قال في عدّة مناسبات إنّه مرشّحٌ طبيعيٌّ للرئاسة، مراده أنّهما يُدركان جيّداً تركيبة المجلس النيابيّ “الهجينة”، التي أُنتجت بعد 15 أيّار. ويُشيرون إلى أنّ إعتبار جعجع أنّ “المعارضة” لديها 67 نائباً، أيّ الأكثريّة النيابيّة، لن يدفع جميعهم، إذا كان الرقم دقيقاً، إلى الإتّفاق حكماً حول إنتخابه، أو دعم غيره، فالخلافات بينهم واضحة جدّاً، بينما هناك من اتّخذ منهم موقع الحياد في مجلس النواب، ولم يُشارك “المعارضة” في أيّ إستحقاق دستوريّ، وخصوصاً نواب صيدا – جزّين المستقلّين.

 

من هذا المنطلق، فإنّ تقارب نواب “المعارضة” من نواب “التغيير” والمستقلّين أمرٌ صعبٌ، فوضع النواب المحسوبون على “الثورة” مبادرة رئاسيّة، وبحسب النائب وضاح الصادق، فمن المتوقّع أنّ يتمّ الإعلان عن أسماء المرشّحين في 3 أو أيلول المقبل، بحسب ما كشفه في إحدى مقابلاته، فهل تسير معراب بأحدهم، حتّى لو لم يكن معروفاً، في وقتٍ تُطالب برئيسٍ “سياديٍّ” يضع حدّاً لممارسات “حزب الله” في الداخل والخارج؟ ويقول مراقبون إنّ جعجع يُريد رئيساً صداميّاً مع “حزب الله”، أمّا كتلة “التغيير”، فتبحث من الوجوه “المعارضة” النيابيّة ومن خارجها عن شخصيّة وسطيّة، قادرة على العمل إقتصاديّاً.

 

كذلك، فإنّ “القوّات” لم تبادر بترشّيح جعجع، بعدما أعلنت بكركي عن الصفات المطلوبة في الرئيس الجديد، محيّدةً أيّ شخصيّة مستفّزة قويّة، قد تُعيد إنتاج ولاية شبيهة بالـ2016 حتى 31 تشرين  الأول المقبل. ويلفت مراقبون إلى أنّ معراب تترقّب ما سيطرحه نواب كتلة “التغيير” من أسماء، لتبني على الشيء مقتضاه. فإذا كان المرشّحون وسطيّون من خارج الحياة السياسيّة، ربما ستعارض “القوّات” دعمهم، تماماً كما حصل في موضوع ترشّيح السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة. ويعتبر مراقبون أنّ جعجع يُعوّل على أنّ يكون أيّ مرشّح للرئاسة لديه تواصل أقلّه معه، ولديه مواقف “سياديّة” حول الملفات المصيريّة.

 

ويُشير مراقبون إلى أنّ بدء نواب “القوّات” بالإعلان عن ترشّيحهم لجعجع، إضافة إلى وعد الأخير عبر تغريدة في 23 آب، أيّ منذ ثلاثة أيّام، أنّ يتمّ إنتخاب شخصيّة تُشبه الرئيس الشهيد بشير الجميّل، الهدف منه فرض الشروط التي يجب أنّ تتوفّر في أيّ مرشّحِ رئاسيّ، على نواب “التغيير”، وأهمّها سلاح “حزب الله” وقرار الحرب والسلم. كذلك، تُحاول “القوّات” الفوز مع حلفائها بالإستحقاق الدستوريّ الأوّل، وخصوصاً بعدما نالت كتلة وازنة، وكان شعارها الإنتخابيّ “نحنا فينا ونحنا بدنا”، فإذا خسرت المعركة الرئاسيّة لصالح محوّر “الممانعة”، فيرى المراقبون أنّها تكون قد خسرت الرهان، وخذلت الناخبين الذين صوّتوا لنوابها.

 

في السيّاق عينه، فإنّ باسيل أبدى منذ تقارب “حزب الله” مع رئيس الحزب “التقدميّ الإشتراكيّ” وليد جنبلاط إمتعاضه، ليس فقط بسبب البحث عن رئيسِ وسطيٍّ، غير ممثّل نيابيّاً وشعبيّاً، وإنّما بسبب إستبعاده كما “القوّات” عن إختيار المرشّح وفرضه على حلفائه، إضافة إلى أنّه أصبح يُدرك أنّ “الحزب” يُعارض وصوله لبعبدا، ويُفضّل رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة عليه.

 

وصحيحٌ أنّ المحادثات بين المختارة والضاحيّة تفرّملت، وصعّد السيّد حسن نصرالله من خطابه تجاه إسرائيل، من ناحيّة الذهاب للحرب، خلافاً لما طلبه جنبلاط من مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا، والمعاون السياسيّ لنصرالله، حسين الخليل، إلّا أنّ مراقبين يرون أنّ “الحزب” لم يدفع بعد بحليفه، رئيس مجلس النواب نبيه برّي، للعب دور الوساطة مع المختارة، وإقناع جنبلاط بدعم فرنجيّة أو أيّ شخصيّة وسطيّة أخرى.

 

من هنا، أتى كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي دعا المسيحيين للتوحّد واختيار شخصيّة رئاسيّة، قائلاً إنّ برّي “يملك من سعة الخيارات الوطنيّة ما يلاقي الجميع لتأمين الخلاص الوطنيّ”. ويقول مراقبون إنّ برّي لم يلعب أوراقه بعد مع حلفائه في جهّة “المعارضة”، ودخوله على الخطّ سيكون عاملاً أسياسيّاً في تبديل رأيّ جنبلاط، والنواب السنّة المحسوبين سابقاً على “تيّار المستقبل”.

 

ويختم مراقبون أنّ دور المسيحيين في اختيار الرئيس المقبل يتحجّم، و”حزب الله” يبحث من فريق الثامن من آذار عن المرشّح، عوضاً عن “الوطنيّ الحرّ” الممثل الأكبر للمسيحيين في جهّة “الممانعة”، فيما نواب “التغيير” يفرضون على “القوّات” الممثلة الأكبر للمسيحيين شعبيّاً، أسماء المرشّحين. ويُضيفون أنّ باسيل وجعجع قد يُعبّران عن إعتراضهما وإنزعاجهما من الطريقة التي يتمّ فيها إختيار الممثّل المسيحيّ الأوّل في السلطة، من خلال تطيير جلسات إنتخاب رئيس الجمهوريّة إنّ لم يكن يتحلّى المرشّحون بالصفات التي وضعاها، والدخول بفراغ دستوريّ جديدٍ، ريثما ربما يقتنع “الثنائيّ الشيعيّ” بباسيل، والكتل “المعارضة” بجعجع، رغم صعوبة إنتخابهما من دون تسويّة سياسيّة تشمل أغلبيّة الكتل النيابيّة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى