أثداء صناعية من القطن للناجيات من سرطان الثدي
نشرت في: 23/08/2022 – 16:16
إثر وفاة والدتها بسبب إصابتها بسرطان الثدي، أسست كينية تقيم في الولايات المتحدة منظمة غير حكومية في بلدها الأم. ويتمثل هدف هذه الجمعية في التوعية بالمرض إذ تفسر كيفية التعرف على أعراضه أو حتى توزع أثداء اصطناعية من القطن على النساء اللاتي أجرين عمليات استئصال ثدي. وتمثل هذه الأثداء المصنوعة من القطن بديلا عن تلك المصنوعة من السيليكون الأعلى ثمنا وتعد طريقة لمساعدتهن على استعادة الثقة في أنفسهن.
نانسي غيوتويتو هي مواطنة كينية تعيش في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة. وقامت بتأسيس منظمة “Limau Cancer Connection” غير الحكومية في سنة 2017 وذلك بعد وفاة والدتها متأثرة بإصابتها بسرطان الثدي. وتعني عبارة “ليماو” الليمون بلغة السواحيلي، إحدى اللغات المحلية الرسمية في كينيا، واختارت غيتويتو اسم الجمعية غير الحكومية تيمنا بالمثل القائل: “عندما تعطيك الحياة الليمون، اصنع منه عصيرا”.
“من الضروري الحديث عن سرطان الثدي، والتواصل حول هذا المرض حتى يتم إنقاذ الأرواح”
في سنة 2016، قالت لي أمي إنها تشعر بألم في ثديها الأيسر. نصحتها بمراجعة طبيبة ولكنها قالت لي إنها بصدد أخذ مسكنات. وبعد عدة أشهر، زادت حدة الألم وهو ما جعلها تتوجه إلى الطبيب. وأعلمها أنها تعاني من سرطان الثدي وكان ذلك بطريقة فجة، كان الأمر وكأنه أعلمها بأنها محكوم عليها بالموت. وفي كينيا تفقد كثير من النساء الأمل بشكل فوري بسبب الطريقة التي نعلمهم بها بإصابتهم بالسرطان.
أجرت أمي فيما بعد عملية استئصال ثدي [فريق التحرير: عملية نزع جزئية أو كلية لأحد الثديين أو لكليهما] ثم تبعتها مرحلة العلاج. ولكن أمي لم ترغب في إجراء العلاج الكيماوي لأنها لم ترغب في سقوط شعرها.
وبعد ذلك، كان الأمر صعبا جدا عليها، على سبيل المثال، كان لديها متجر لبيع علب حفظ الطعام ولكن النساء توقفن عن شراء بضاعتها لأنهن اعتقدن أنهن سيصبن أيضا بسرطان في الثدي.
وذلك ما جعلني أشتري لها ثديا اصطناعيا من السيليكون من مواقع على الإنترنت وكان ثمنه 400 دولار. ولكن الثدي الاصطناعي لم يكن ثابتا كما أنه كان ثقيلا وبفعل ارتفاع درجات الحرارة تحلل جزء من السيليكون وأصبح المثبت يسيل على البشرة.
هذا الأمر جعل نانسي غيتويتو تبحث عن بديل لأمها. وهو ما جعلها تعثر على منظمة “نيتد نوكرز””“Knitted Knockers” وهي جمعية غير حكومية في الولايات المتحدة تعمل على توزيع أثداء اصطناعية حيكت من النسيج للنساء اللاتي أجرين عملية استئصال ثدي. وعكس الأثداء الاصطناعية التقليدية المصنوعة من السيلكون فإن “الأثداء المصنوعة من القطن” يمكن أن يتم وضعها سريا بعد عملية الاستئصال كما أن ثمنها أقل بكثير.
وتردف نانسي غيتويتو قائلة:
علمت أن هذه المنظمة غير الحكومية كانت تنظم ورشات في رواندا لتعليم النساء كيفية حياكة الأثداء الاصطناعية من النسيج. وهو ما جعلني أشتري تذكرة طيران لإحدى صديقات أمي، وذلك بنية المشاركة في هذه الورشات. ومن ثم، بعد العودة إلى كينيا، تولت بدورها تعليم مجموعة من النساء – كانت أمي واحدة منهن- طريقة صنع هذه الأثداء الاصطناعية.
ولكن أمي توفيت في وقت لاحق وبالتحديد بعد عام من علمها بإصابتها بالسرطان. ولكن الناس كانوا يقولون إنها توفيت بعد “فترة مرض طويلة”. ولم يكن أحد يقول إنها توفيت بسبب إصابتها بالسرطان.
ولكن في المقابل، أعتقد أنه يجب أن نتحدث عن المرض ونتواصل بشأنه وذلك حتى نتمكن من إنقاذ الأرواح. يجب أيضا استسهال هذا المرض، وذلك من خلال توضيح أنه لا يمكن أن نتغلب عليه من خلال شراء شيء ما للمرأة المصابة به على سبيل المثال. وخلال جنازة أمي، قلت إذًا إن أمي توفيت بسبب إصابتها بسرطان في الثدي كما كتبت ذلك على صفحتي في فيس بوك.
“دربنا أكثر من 300 امرأة على حياكة أثداء اصطناعية من النسيج”
بعد وفاة والدتي، أسست رسميا جميعة Limau Cancer Connection”. كما تعاونت مع “ليكي تندر هارتس” “Likii Tender Hearts” وهي منظمة غير حكومة ومقرها في مدينة نانيوكي وتقدم مساعدة إلى الأشخاص المصابين بفيروس السيدا بالخصوص. ومع هذه الجمعية، قمنا بتدريب النساء على حياكة الأثداء الاصطناعية من النسيج. والآن، أصبحت نساء أخريات يعرفن حياكتها في نيروبي ومومباسا وكيسومو ونيري. ومن بين تلك النسوة، توجد من أصبن بسرطان الثدي.
ورشة لتعليم خياطة الأثداء الاصطناعية من النسيج في ناروك إحدى قرى قبائل ماساي في كانون الأول/ديسمبر 2021. . © منظمة ليماو كانسر كونشكن.
نقوم بإرسال الأثداء الاصطناعية من القطن إلى المستشفيات أو حتى للنساء اللاتي تواصلنا معهن. عملية الإرسال لها كلفة مادية، وهو ما ينطبق أيضا على الأثداء الاصطناعية التي تصل كلفتها إلى 10 دولارات وهو ما يجعل الأمر معقدا من الجانب المالي… دفعت كثير من المصاريف من جيبي الخاص.
وإلى حد الآن، قمنا بتوزيع نحو 200 ألف ثدي اصطناعي قطني. والنساء اللاتي تلقينه سعيدات لأنه قابل للغسل ورطب. ذلك مهم لأنه سيتم وضعه في مكان إجراء عملية استئصال الثدي حيث تكون البشرة حساسة جدا. زد على ذلك أنه بإمكان النساء استخدامه مع أية حمالات صدر وهو ما يجلعهن يستعدن الثقة في أنفسهن. كما أن هذه الأثداء الاصطناعية مجانية فيما تكلف الأثداء الاصطناعية من مادة السيليكون ما بين 30 إلى 500 دولار. وهو ما يجعل النساء يضعن جوارب أو أشياء أخرى في حمالات الصدر بعد إجراء عملية استئصال ثدي….
“معظم الناس لا يملكون الإمكانات المالية لإجراء فحص ثدي”
في كينيا، تمثل كلفة إجراء فحص ثدي وعلاج السرطان في حالة المرض معضلة في حد ذاتها. ويكلف فحص ثدي ما بين 20 إلى 30 دولارا وهو ما يعني أن معظم النساء لا يملكون الإمكانات المادية لإجراء هذا الفحص [فريق التحرير: يبلغ متوسط الأجر الشهري نحو 124 يورو]. وبالتالي، فإن النساء يتوجهن إلى الطبيب عندما يكون الأوان قد فات. وعندما نعلمهم بأنهن يعانين من سرطان في الثدي، لن يكون بمقدور كثير منهن إجراء عملية استئصال ثدي أو متابعة علاج بسبب كلفته المادية إذ إنهن يفضلن الموت وترك بعض من المال لأطفالهن.
“كثير من الرجال يتخلون عن نسائهن بعد إصابتهن بسرطان الثدي”
في جمعية Limau Cancer Connection، نعمل أيضا على التواصل بشأن موضوع سرطان الثدي. ننتقل باستمرار لنعلم النساء بما تكون عليه أعراض المرض مع صور توضيحية إذ إنه في حال تمكنت النساء من التعرف على المرض يمكن التكفل بهن في مرحلة العلاج وهو ما يعني نجاة كثير منهن من الموت.
إضافة إلى ذلك، وخلال فترة جائحة فيروس كورونا، قمنا بنشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتوضيح الأعراض وكيف يمكن القيام بفحص ذاتي للأثداء. ونعمل أيضا على إعلام النساء والرجال على حد السواء لأن الذكور يمكن أن يصابوا بسرطان في الثدي كما أنه يوجد كثير من الرجال الذين يتخلون عن نسائهم بعد إصابتهن بسرطان في الثدي أو إجرائهن لعملية استئصاله. في كينيا، التشويه المرتبط بسرطان الثدي مازال قويا جدا.
في بداية هذا المقطع المصور، يتم تقديم توضيحات بشأن طرق إجراء فحص ذاتي للأثداء.. © منظمة ليماو كانسر كونشكن
ننشط أيضا عبر مجموعة على تطبيق واتساب تتمكن خلاله النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي من تبادل الحديث وتشجيع بعضهن البعض. أعتقد أنه كان يمكن أن تكون أمي ما تزال على قيد الحياة لو قدر لها تبادل الحديث مع نساء أخريات حول هذا المرض..
وفي الوقت الحاضر، ترغب نانسي غيتويتو أيضا في تركيز نشاطها حول التوعية بالمرض لفائدة السكان من أصول أفريقية في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة لأن النساء منهن هن الأكثر عرضة للوفاة بسبب الإصابة بسرطان الثدي.
إذا تريدون دعم جمعية “Limau Cancer Connection” بإمكانكم القيام بذلك عبر صفحتهم على فيس بوك.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook