أمريكيات يتدفقن إلى ولاية فلوريدا لإجراء عمليات إجهاض
نشرت في: 16/08/2022 – 23:19
أضحت عيادة الطبيبة “دي” للإجهاض بمدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا الأمريكية تعج بالنساء اللواتي جئن من ولايات مجاورة بسبب إجراءات جديدة على العملية فرضها قرار المحكمة العليا بشأن تقييد الحق في الإجهاض في حزيران/يونيو 2022.
تضاعف عدد النساء اللواتي يتوافدن على عيادة الطبيبة “دي” للإجهاض الواقعة في جاكسونفيل في ولاية فلوريدا الأمريكية. وتقول الطبيبة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها لدواع أمنية “كنت أرى نحو 25 مريضة في يوم عادي في العيادة، أما الآن فأرى نحو 45. الطلب مرتفع جدا”. ولا زال يتلقى عدد من مقدمي خدمات الإجهاض تهديدات بالقتل في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتبقى قوانين ولاية فلوريدا بشأن الإجهاض -الذي أصبح قانونيا حتى الأسبوع الخامس عشر من الحمل بعدما كان يسمح به القانون إلى غاية الأسبوع الرابع والعشرين- من أكثر القوانين تساهلًا في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة.
وقد حظرت ولايات محافظة أخرى، مثل لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وجورجيا، هذه الممارسة بشكل كامل تقريبًا أو قلّصت الفترة القانونية للإجهاض إلى ستة أسابيع من الحمل كحد أقصى، مستغلّة بذلك القرار الصادم للمحكمة العليا بشأن تقييد الحقّ في الإجهاض على المستوى الوطني.
وسافرت العديد من النساء منذ القرار إلى فلوريدا لزيارة عيادات مثل العيادة التي تعمل فيها الطبيبة “دي” والتي تملكها منظمة تنظيم الأسرة “بلاند بارنتهود” Planned Parenthood التي تنفّذ أكثر من ثلث عمليات الإجهاض البالغ عددها 850 ألفا سنويًا في الولايات المتحدة.
وأفصحت لورا غودهيو، المديرة التنفيذية لتجمّع عيادات “بلاند بارنتهود” في فلوريدا، عن الوضع قائلة “نحن في حال يرثى لها حاليًا”، مضيفة “أودّ أن أسمّيها حالة طوارئ صحة عامة”.
وتم فتح أبواب عيادات “بلاند بارنتهود” في فلوريدا خلال عطل نهاية الأسبوع، ومددت ساعات عملها حتى أصبحت بعضها تعمل طيلة 12 ساعة يوميًا، من أجل استيعاب تدفّق المريضات اللواتي جئن من خارج الولاية ومعظمهنّ من جورجيا وألاباما وتكساس.
وتعمل المنظمة على توظيف تسعة أطباء إضافيين، بعضهم قد يأتي بضعة أيام في الأسبوع من ولايات مجاورة حيث لم يعد بإمكانهم مزاولة وظيفتهم، وفق غودهيو.
وفي مطبخ عيادتها في مدينة جاكسونفيل، تأخذ الطبيبة “دي” (33 عامًا) استراحة قصيرة، توضح خلالها كيف تتيح لها وظيفتها بأن تكون شاهدة على التداعيات الأولى للقوانين الصارمة في الولايات المجاورة. وتتابع “رؤية كل ذلك محبطة جدًا”.
“الكثير من البكاء والتوتر”
وتشير الطبيبة إلى أن القانون الجديد في فلوريدا يقضي بحصول المريضات على موعديْن، بفاصل 24 ساعة على الأقل، قبل إجراء عملية الإجهاض. الأمر الذي يتطلب من المريضات اللواتي قدمن من خارج الولاية، أخذ إجازة والغياب عن العمل لعدة ايام، بالإضافة إلى تحمّل تكاليف السفر والإقامة، وفي بعض الحالات إيجاد من يهتمّ بأطفالهن خلال فترة غيابهنّ.
ويأتي هذا الحظر الجديد على عمليات الإجهاض بعد انقطاع 15 أسبوعًا على بداية الحمل على رأس هذه التحديات.
وتضيف الطبيبة “للأسف، إذا جئن إلى هنا بحلول الوقت الذي ظهر فيه على صورة الموجات فوق الصوتية أن حملهنّ تخطّى الـ15 أسبوعًا، لا يمكننا مساعدتهنّ هنا وعلينا توجيههن إلى ولايات أخرى. وهذا يطيل رحلتهنّ”.
وعلى بعد نحو 450 كيلومترًا جنوب جاكسونفيل، في عيادة تابعة لـ”بلاند بارنتهود” في مدينة ويست بالم بيتش، تستعدّ جازمين (اسم مستعار) للخضوع لعملية إجهاض جراحية.
وكانت حملت المرأة البالغة من العمر 23 عامًا بعدما انكسر الواقي الذكري الذي كان يستخدمه الرجل الذي كانت تواعده منذ ثلاثة أشهر. طلبت بعدها حبة منع الحمل يتم تناولها في الصباح التالي، لكن وصلتها حين فوات الأوان.
وعانت جازمين خلال اتخاذها قرار الإجهاض، لكنها قررت المضي به لكي تتمكّن من إنهاء دراستها الجامعية.
وتقول “أعلم ما هو أفضل لي، حتى لو كان ذلك يجبرني على اتخاذ قرار صعب. لا يجب أن يتسبب خطأ حصل ذات ليلة في تغيير دائم مدى الحياة”.
وتشير جازمين، التي تقطن في فلوريدا، إلى أنها لا تستطيع تصور الصعوبات التي تمر بها النساء اللواتي يسافرن من ولاية إلى أخرى من أجل عملية إجهاض.
وتعتبر أن قرار المحكمة العليا والتعديلات القانونية التي نجمت عنه على مستوى الولايات، تسبب في الكثير من المعاناة والضغوط التي لا توصف.
وتوضح “في فلوريدا، لديك حتى 15 أسبوعًا (من بداية الحمل)، وقد تتغيّر هذه المدة في أي وقت، مثلما هو الحال في الولايات الأخرى”. وتضيف “يتسبب ذلك في الكثير من البكاء والتوتر”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook