“الرئاسة” تفرض نفسها على لقاء الثلثاء.. الانفصال بين “التغييريين” مسألة وقت
وتتلخص المشكلة في غياب آلية تنسيق واضحة في شأن المواقف والخيارات حيال القضايا المطروحة، وغياب آلية اتخاذ القرارات بشكل جماعي. ورغم أن عمر هذه الإشكالية من عمر وصولهم إلى البرلمان، إلا أنها باتت تنعكس بشكل واضح وسلبي على أدائهم وعلاقاتهم «العملانية» في ما بينهم ومع «محيطهم».
غياب الآلية أدى إلى إرجاء متواصل لـ «الخلوة» العتيدة التي كان هؤلاء يُخطّطون لعقدها الصيف الجاري، قبل استحقاق رئاسة الجمهورية، والخروج بـ«هيئة قيادية» لتنسيق المواقف وتوحيدها، بما يجعل من كتلة النواب الـ 13 «بيضة قبّان» المجلس. هذا العجز يعزوه عدد من «التغييريين» إلى عدد لا بأس به من «الزملاء» الذين تربطهم «علاقات مع أطراف سياسية ترغب في إبقاء التنافر قائماً بين التغييريين للحفاظ على موقعها المؤثر.
عملياً، هذه المرة الأولى التي ينتقل فيها النقاش الساخن بين «التغييريين» إلى خارج الغرف بما يعبر عن «أزمة ثقة» حقيقية. ورغم أن «لقاء ساحة النجمة» عزز الاشتباك الداخلي المحموم، إلا أن هذا لا يلغي فرضية وجود أمور «أكبر حجماً».غير أن مصادر النواب المشاركين تنفي فرضية «الخلافات» مفضلة توصيف «النقاشات الطبيعية». وهي تحصر اللقاء في إطار «التنسيق المتبادل والعادي في سبيل تطوير العمل التشريعي، وخلق مساحة وآلية عمل في مجلس النواب». غير أن المأخذ على هؤلاء هو أنهم يطرحون فكرة «الآلية» على نواب من خارج «السرب التغييري» في وقت يصرون على تجاهل وجود هذه الآلية بين «التغييريين» أنفسهم. وهذا ما يراه زملاء لهم «مقصوداً من البعض للاستمرار في سياسة التفرّد في اتخاذ المواقف وعدم التقيد بموقف جامع». علماً أن مسألة «توحيد الموقف» مطروحة على النقاش منذ مدة، «لكن المؤشرات كثيرة على عدم رغبة بعض النواب في خلق إطار تغييري شامل يخرج عنه موقف موحد».كل ذلك، يؤدي إلى تعميق الفجوة بين النواب، أو على الأقل بين فئة منهم. لذلك صار الحديث عن «شقاق» بين «التغييريين» فرضية قابلة للنقاش، بما يطيح بالكتلة الكبيرة لمصلحة «تكتلات» صغيرة… وهذا ما يراه البعض «مسألة وقت».
وكتب طوني كرم في” نداء الوطن”: اللقاء الذي تداعى إليه النواب الذين واكبوا ساحات «17 تشرين» والذي من الممكن أن يشكل تتويجاً أو ارتقاءً كما إستكمالاً لمطالبهم عبر الأطر المؤسساتية لم يشكل حدثاً بحدّ ذاته بقدر تعمّد النائبين إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور ولمآرب خاصة التشكيك في جدوى اللقاء لحجج واهية كغياب الأجندة المسبقة والشفافية ووضوح الأهداف ليستعد في الموازاة من تعذر عليهم المشاركة في اللقاء الأول للإرتقاء إلى مستوى التحديات والإستعداد للمشاركة في اللقاءات المرتقبة والتباحث في كيفية مقاربة الإستحقاق الرئاسي إلى جانب العديد من التشريعات الأخرى.
ومع الموقف الضبابي للنائب فراس حمدان، طرح بيان «الحزب الشيوعي»، الذي اعتبر أن مشاركة النائب الياس جرادة مع «قوى المنظومة الحاكمة اليمينية» تشويهاً لمضمون التغيير الحقيقي، العديد من التساؤلات حول العودة إلى استحضار لغة الحرب الأهلية والإنقسامات الطائفية والمناطقية، ما دفع النائب الياس جرادة إلى تجاهل ما أثير حول مشاركته، رافضاً التعليق بالمباشر على بيان الشيوعي الذي تنامى إليه مضمونه من دون تكفل عناء قراءته، مؤكداً أن الحوار مع جميع الأفرقاء يشكل أقصر الطرق إلى الحلّ.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook