مقاربة “حزب الله” للرئيس العتيد: جامع ومقبول وطنياً ودولياً؟
صحيح ان الاستحقاق الرئاسي “على الأبواب” وثمة أسماء مطروحة بشكل طبيعي، إلا أن عملية البحث عن رئيس مستمرة خارجياً وداخلياً.
بين “الأقوياء”، لا شك ان سمير جعجع خارج المعادلة بسبب حدة الاصطفاف الذي يعتمده. سليمان فرنجية بدأ تحرّكه من الديمان واستكمله في عين التينة، ومن غير المعروف أين ستكون المحطة المقبلة. أما جبران باسيل فمن الواضح أنه أصبح أيضاً خارج المعادلة، إذ إنه هو من أخرج نفسه من الترشح في مقابلته الأخيرة على شاشة “المنار” مع الزميل عماد مرمل، ووضع نفسه في موقع الناخب، علماً أنه لا يمكن أن ينجح في هذا الدور إلا في حال أجاد استعماله. “فورقة الناخب متاحة اذا ترافق استعمالها بواقعية وفعالية وحنكة، لا أن تتحوّل الى مجرّد اختيار أشخاص يعيدون تكريس وضعية رئيس الظلّ لباسيل كما كان ايام الرئيس ميشال عون”، وفق مصادر سياسية. والا فسيفقد ايضاً باسيل هذه الورقة خصوصاً أن أوضاع البلد وكل القوى السياسية، بمن فيهم حليفه “حزب الله”، لا تحتمل لعبة المماطلة وتضييع الوقت في بلد تتسارع فيه الانهيارات.
في السياق، تفيد المصادر أن “حزب الله” لا يمكنه أن يقارب باسيل و”التيار الوطني الحر” من باب ترشيح سليمان فرنجية فقط، وهو العالم، أي الحزب، ان هذا يعتبر بمثابة تسليم مفاتيح السلطة بالكامل الى “فرنجية-بري-ميقاتي”، مما تعتبر هزيمة كاملة للثنائي عون-باسيل الذي جهد طوال العهد لمواجهة هذه “المنظومة” كما يسميها. لذلك يجب أن تتحلّى مقاربة “حزب الله” الرئاسية بالكثير من الواقعية ايضاً، وان تكون شبيهة بمقاربته لخيار رئيس الحكومة، أي غير تابع لمحور بل خيار جامع يضمّ طبعاً “التيار الوطني الحر” ويتخطّاه الى قوى أخرى.
فإذا كان خيار فرنجية أو باسيل صعباً جداً ان لم يكن مستحيلاً لأسباب متعددة، فإن الخيارات تبقى متوافرة ضمن الفريق غير المعادي لـ”حزب الله” من شخصيات مقبولة وطنياً ودولياً بما فيها حتى ضمن تكتل “لبنان القوي” نفسه، يمكنها أن تلعب دوراً محورياً وتنسيقياً وجامعاً بين مختلف الأطراف.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook