البابا فرنسيس يعتذر ويدعو إلى فتح تحقيق في العنف ضد آلاف أطفال السكان الأصليين
نشرت في: 26/07/2022 – 12:18
اعتذر البابا فرنسيس ثلاث مرات في خاطب له أمام السكان الأصليين لكندا، على العنف الذي تعرض له آلاف الأطفال من قبل أعضاء الكنيسة والجماعات الرهبانية لأكثر من قرن. ودعا في الآن ذاته إلى فتح تحقيق جاد فيما حدث بالمدارس لمساعدة الناجين وأحفادهم.
اعتذر البابا فرنسيس الإثنين عن تعامل المسيحيين مع الشعوب الأصلية في كندا وعن “الطرق التي تعامل بها العديد من أعضاء الكنيسة” في “المشاريع المدمّرة للثقافات”. ووصف الدمج الثقافي القسري بأنه “شر مؤسف” و”خطأ كارثي”.
وألقى البابا فرنسيس خطابا بالقرب من موقع مدرستين سابقتين في بلدة ماسكواتشيز في ألبرتا معتذرا عن الدعم المسيحي “للعقلية الاستعمارية” الشاملة في ذلك العصر ودعا إلى “تحقيق جاد” فيما حدث بتلك المدارس لمساعدة الناجين وأحفادهم.
وقال البابا فرنسيس في البلدة، التي يعني اسمها “تلال الدب” في اللغة الكيرية، وهي لغة الهنود الحمر الأصليين في كندا، “بكل خجل وبشكل لا لبس فيه، أتضرع من أجل الصفح عن الشر الذي ارتكبه كثير من المسيحيين بحق السكان الأصليين”.
واستقبل البابا زعماء السكان الأصليين الذين كانوا يرتدون أغطية رأس من ريش النسور، ورحبوا به بالترانيم وقرع الطبول والرقص وأناشيد الحرب.
وجدد البابا اعتذاره ثلاث مرات قائلا: “أنا هنا لأن الخطوة الأولى في رحلة التوبة بينكم هي طلب المغفرة مرة أخرى، وإبلاغكم مجددا بأنني آسف جدا. أمام هذا الشر المؤسف تجثو الكنيسة أمام الله وتتضرع له من أجل المغفرة عن خطاياها تجاه أطفالها”.
مشاريع مدمرة للثقافات
بين عامي 1881 و1996، تم فصل أكثر من 150 ألفا من الأطفال من أبناء الشعوب الأصلية عن عائلاتهم وإحضارهم إلى مدارس داخلية، حيث تعرض كثير من الأطفال للتجويع والضرب والاعتداء الجنسي في نظام أطلقت عليه لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية وصف “إبادة ثقافية”.
وأدى اكتشاف رفات 215 طفلا في إحدى تلك المدارس السابقة في كولومبيا البريطانية العام الماضي إلى إعادة هذه القضية إلى الواجهة مرة أخرى. ومنذ ذلك الحين، اكتُشف رفات مئات الأطفال المشتبه بأنهم كانوا في تلك المدارس في جميع أنحاء البلاد.
الناجون يريدون تعويضا ماليا
يقول الناجون وقادة مجتمعات السكان الأصليين إنهم يريدون أكثر من مجرد اعتذار، إذ يريدون أيضا تعويضا ماليا وعودة القطع الأثرية التي أرسلها المبشرون إلى الفاتيكان ودعم تقديم أحد المشتبه بأنهم من المعتدين، ويعيش الآن في فرنسا، إلى العدالة والإفراج عن السجلات التي تحتفظ بها الطوائف الدينية التي أدارت المدارس. كما دعا البعض الكنيسة الكاثوليكية إلى التخلي عن مراسيم بابوية تعود إلى القرن الخامس عشر بررت استيلاء القوى الاستعمارية على أراضي السكان الأصليين.
ودعا البابا فرنسيس إلى إجراء “تحقيق جدي في وقائع ما حدث في الماضي ومساعدة الناجين من المدارس الداخلية على التعافي من الصدمات التي تعرضوا لها”.
وفي يناير/ كانون الثاني، وافقت الحكومة الكندية على دفع 40 مليار دولار كندي (31.5 مليار دولار) لتعويض أطفال السكان الأصليين ممن أُخذوا من أسرهم. ووعد المؤتمر الكندي للأساقفة الكاثوليك بجمع 30 مليون دولار كندي للتعافي وتنشيط الثقافة واللغة ومبادرات أخرى. وجمع الصندوق 4.6 مليون دولار كندي حتى الآن.
فرانس24/ رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook