رسائل الراعي الداخلية والخارجية: إمساك ببكركي… والرئاسة

وهنا يتحوّل الملف الرئاسي إلى واحد من ملفات يريد الراعي أن تكون بكركي رأس حربة فيها. وهو لا يزال متمسكاً بالدور الذي أدّاه في جمع القيادات المارونية الأربع ووضع مواصفات الرئيس القوي. وفي صياغته الجديدة لدوره، بعد تحديده أخيراً مواصفات الرئيس، يحاول الإفادة من الوقت الضائع مسيحياً ومارونياً للتقدم رئاسياً. ويوجّه رسالة الى الفاتيكان وفرنسا التي تحاول التأثير في الكرسي الرسولي في ملف الرئاسة أو في خلق أدوار رديفة في الداخل، بأنه موجود، وبقوّة، بعد سعي الى تحييده. ولأن ثمة أجواء تتحدث عن باب مفتوح للتسوية في الرئاسيات، يحاول حفظ موقعه، على غرار موقع بكركي السابق، ولا سيما مع الكلام عن احتمالات حوار سعودي – إيراني. وهنا يصبح دوره أكثر تقدماً في موازاة القوى المسيحية. لكن، مرة أخرى، كيف يمكن لهذه القوى أن تتخلى عن دورها في وقت بدأت فيه تدوير الزوايا. إذ بخلاف الاعتقاد السائد، فإن هذه القوى – رغم النبرة العالية – ظلّت حركتها مدروسة في توجيه معركة التضامن مع بكركي، وكل من يعلم كيفية صياغة هذه التحركات، يعرف أن ما حصل مرسوم بدقة، كما اختيار عنوان المعركة.
تتصرف القوى السياسية على قاعدة «ما لقيصر لقيصر وما لله لله». فإذا كان باب التسويات مفتوحاً، فإن للقوى السياسية دورها في أثمان التسويات. وإذا كانت المواجهة حتمية، فإن هذه القوى هي التي يفترض أن تتصدّر المشهد وتفرض شروطها. في حين أن الراعي يريد قلب الآية، فتكون لبكركي اليوم صدارة المشهد والكلمة الفصل لها، مع رسم أسئلة عن إمكان نجاحه وسط كمّ من الاستحقاقات التي تحيط به وبالرئاسيات.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook