قضية توقيف المطران لم تنته فصولها.. عون يستقبله اليوم ودعوات لتحرك شعبي بالديمان
وعلى وقع الدعوات التي وجهت لحشد شعبي كبير في مقر البطريركية المارونية في الديمان يوم الأحد المقبل الساعة التاسعة والنصف ودعوة كل اللبنانيين السياديين للتجمع هناك استنكاراً للتعدي على المطران موسى الحاج ودعما لمواقف بكركي، ذكرت معلومات أن بعض من أُرسلت المساعدات لهم تلقوا اتصالات من أجل التحقيق معهم. وفي ظل هذا الوضع بدا المطران مرتاحاً لسياق الأمور خصوصاً بعد الموقف الكبير الذي صدر من الديمان أمس الأول وهو يعتبر أنه يقوم بمهمة إنسانية، وهو ينتظر أن تعاد أغراضه الشخصية إليه والأموال المصادرة لأنها ليست له وأن يسقط قرار منعه من السفر ليتمكن من العودة إلى أبرشيته. وهو متمسك باستكمال الرسالة التي يقوم بها ومؤمن بأن الحق سينتصر في النهاية، وبأن هذه القضية ستنتهي.
وكتبت” الاخبار”: تراجع القضاء العسكري خطوة إلى الخلف، أمس، في قضية النائب البطريركي في القدس والأراضي المحتلة والمملكة الهاشمية وراعي أبرشية حيفا للموارنة المطران موسى الحاج، بالاكتفاء بمصادرة ما حمله من الأراضي الفلسطينية المحتلة من أموال وأدوية وأمور أخرى، من دون تحديد موعد لاستدعائه إلى التحقيق. وفي موازاة التراجع القضائي، علمت «الأخبار» أن نصائح وُجّهت إلى بكركي من مرجعيات سياسية كبيرة بالتراجع عن قرار «جمع التبرعات» من داخل الأراضي المحتلة وحصر مهمة الحاج بالرعوية، للمساهمة في محاولات حل الملف.
سبب التراجع في الإجراءات يعود، بحسب مصادر قضائية، إلى عدم اختصاص وصلاحية القضاء العسكري في ملاحقة الحاج سنداً للمادة 1060 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الصادرة عن الفاتيكان عام 1990 والتي أصبحت نافذة في لبنان منذ عام 1991. وبموجب هذا القانون، يُمنح بابا الفاتيكان حق محاكمة الأساقفة الملاحقين بقضايا جزائية، ويُمنع على القضاء المدني أو العسكري في الدول التي تعد القوانين نافذة فيها اتخاذ أي قرارات ذات طابع قضائي بحق الأساقفة.
مع ذلك، يبدو القضاء العسكري ماضياً في قراره استئناف التحريات حول المصادر التي كانت الأموال مرسلة إليها عبر المطران، خصوصاً أن ملفاً بالأسماء كان في حوزته يتضمن أسماء عملاء محكومين. وعلمت «الأخبار« أن الأجهزة الأمنية باشرت عمليات استقصاء وتحرٍ عن تلك الأسماء، للإجابة على مجموعة من الأسئلة حول طبيعة العلاقة بين الجهتين (المرسل والمستفيد) واحتمال وجود نقطة التقاء أمنية بينهما.
مصادر سياسية اعتبرت في حديث لـ”البناء”، أن قضية توقيف المطران جرى استغلالها وتضخيمها والنفخ بالفتنة عبرها ومحاولة حرف اتجاه الملف من قضية قانونية – قضائية الى قضية سياسية، من خلال اتهام حزب الله بالضغط على الأجهزة لتوقيف المطران الحاج وبالتالي وضع الحزب في مواجهة مع البطريركية المارونية وبالتالي مع الطائفة المسيحية. وتساءلت المصادر عن التوقيت المريب لإثارة هذه القضية وتضخيمها قبيل شهرين من الانتخابات الرئاسية؟ ولماذا تحويل أي ملف قضائي الى قضية استغلال سياسيّ؟
وكشف مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي النقاب عن الملف، وأشار الى أنّه “ليس على علم بما ورد إعلامياً عن دعوته المطران موسى الحاج للاستماع إلى أقواله اليوم (أمس) في المحكمة العسكرية، واشتراط المطران تسليمه ما جرى حجزه في الناقورة في المقرّ الأمني”. وقال عقيقي في تصريح: “الأموال التي كان ينقلها، والتي بلغت نحو 460 ألف دولار هي ليست ملك الكنيسة إنّما مصدرها من عملاء مقيمين في “إسرائيل” يعمل غالبيتهم لصالح العدو في الأراضي المحتلة وهي تخضع للأحكام القانونية اللبنانية المتعلّقة بكلّ ما يدخل لبنان من الأراضي المحتلة وتطبق على كلّ قادم منها”. وأضاف: “غير صحيح أنّه جرى توقيف المطران الحاج في الناقورة إنّما خضع لآلية التفتيش المعتمدة على هذا المعبر أسوة بكلّ العابرين بمن فيهم ضباط الأمم المتحدة”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook