البطل الأولمبي السابق مو فرح يقول إنه قدم إلى بريطانيا في طفولته بشكل غير قانوني تحت اسم مستعار
نشرت في: 13/07/2022 – 13:56
أعلن البطل الأولمبي السابق “السير مو فرح” في مقال نشرته الإثنين شبكة “بي بي سي” عن أنه قد تم إحضاره حين كان طفلا إلى بريطانيا بشكل غير قانوني، تحت اسم مستعار للعمل في الخدمة المنزلية. وروى فرح في فيلم وثائقي سيبث الأربعاء كيف تحول مسار نقله من جيبوتي إلى المملكة المتحدة، حين كان في التاسعة من عمره إلى كابوس، بعد إجباره على الخدمة المنزلية ورعاية أطفال عائلة أخرى والتخلص من كافة التفاصيل الخاصة بأقاربه وتمزيقها.
كشف البطل الأولمبي السابق في ألعاب القوى “السير مو فرح” في مقال نشر الإثنين أنه أُحضر إلى بريطانيا بشكل غير قانوني، تحت اسم طفل آخر للعمل في الخدمة المنزلية.
وصرح فرح لشبكة “بي بي سي” بأن امرأة نقلته إلى المملكة المتحدة من جيبوتي حين كان في التاسعة من عمره وأطلقت عليه اسمه الحالي، كاشفا عن أن اسمه الحقيقي هو حسين عبدي كاهين وأنه أُجبر على رعاية أطفال عائلة أخرى في بريطانيا.
وأضاف ابن الـ39 عاما الذي الذي قُتل والده في الصومال حين كان في الرابعة من عمره، في جزء من فيلم وثائقي سيبث الأربعاء: “الحقيقة هي أني لست كما تعتقدون. معظم الناس يعرفونني باسم مو فرح لكن هذا ليس اسمي أو ليس الحقيقة”.
Mo Farah ? Non, Hussein Abdi Kahin en vrai.
Le coureur de fond de légende révèle qu’il arriva enfant au UK accompagné d’une femme qu’il n’avait jamais vu et qui lui donna ce faux nom de Mohamed Farah. Il fut obligé à travailler en tant que domestique.
🔽https://t.co/tySgWOZRXv— Nicolas Bamba (@nicobamba) July 11, 2022
وتابع الرياضي المتوج بذهبيتي سباقي 5 و10 آلأف متر في أولمبيادي لندن 2012 وريو 2016 والفائز خلال مسيرته بستة ألقاب عالمية في هاتين المسافتين: “القصة الحقيقية هي أني ولدت في صوماليلاند (جمهورية أرض الصومال غير المعترف بها دوليا)، شمال الصومال (بالقرن الأفريقي على شاطئ خليج عدن)، باسم حسين عبدي كاهين. وعلى الرغم مما قلته في الماضي، لم يعش والداي في المملكة المتحدة على الإطلاق”.
شجعه أطفاله كي يكون صادقا بشأن ماضيه
وردا على تصريحات فرح، طمأن متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية بأنه “لن يتم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق ضد السير مو والإيحاء بعكس ذلك في غير مكانه”، وذلك ردا على ما حذر منه محامون من إمكانية سحب الجنسية البريطانية منه بعد الذي كشف عنه.
كما قال فرح: “عندما كنت في الرابعة من عمري، قُتل والدي في الحرب الأهلية، كما تعلمون، تمزقنا كعائلة. انفصلت عن والدتي، وتم إحضاري إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني تحت اسم طفل آخر اسمه محمد فرح”.
وقرر فرح الذي أصبح أول رياضي بريطاني في سباقات المضمار والميدان يفوز بأربع ميداليات ذهبية أولمبية، الخروج إلى العلن للتحدث عن هويته الحقيقية بعدما شجعه أطفاله كي يكون صادقا بشأن ماضيه، موضحا ههنا: “هذا هو السبب الرئيس في سرد قصتي لأني أريد الشعور بأني طبيعي ولا أريد الشعور بأني أخفي شيئا ما”.
بدورها، قالت زوجة فرح، تانيا، إنه في العام الذي سبق زفافهما عام 2010 أدركت أنه “كان هناك الكثير من القطع المفقودة في قصته” لكن في النهاية “أجهدته في استجواباتي” وأخبرها الحقيقة.
وخلال البرنامج التلفزيوني، قال فرح إنه اعتقد بأنه ذاهب إلى أوروبا للعيش مع أقاربه، واستذكر أنه مر عبر نقاط تفتيش جوازات السفر في بريطانيا تحت اسم محمد وهو في التاسعة من عمره. وأوضح: “كانت لدي جميع تفاصيل الاتصال بأقاربي، وما إن وصلنا لمنزلها، انتزعتها (التفاصيل الخاصة بأقاربه) السيدة مني وقامت بتمزيقها أمامي ووضعها في سلة المهملات. في تلك اللحظة أدركت أني وقعت في مشكلة”.
أعمال منزلية ورعاية الأطفال
وقرر فرح في نهاية المطاف أن يكشف عن حقيقة ما حصل لمدرس التربية البدنية “آلن واتكينسون” وانتقل للعيش مع والدة صديقه، كينسي، التي “اهتمت كثيرا” به وانتهى به الأمر بالبقاء هناك لسبعة أعوام. وكان واتكينسون الشخص الذي تقدم نيابة عن فرح بطلب الحصول على الجنسية البريطانية والتي وصفها العداء بأنها كانت “عملية طويلة”، وفي 25 يوليو/تموز 2000 أصبح أخيرا مواطنا بريطانيا.
وقال فرح الذي أطلق على ابنه اسم حسين تيمنا باسمه الحقيقي: “كثيرا ما أفكر في محمد فرح الآخر، الصبي الذي صعدت مكانه على متن تلك الطائرة وآمل حقا أن يكون بخير. حيثما كان، أنا أحمل اسمه وقد يتسبب ذلك الآن بمشاكل لي ولعائلتي. الشيء المهم بالنسبة لي هو أن أكون قادرا فقط على النظر (في أعين الآخرين لاسيما أطفاله)… أن أكون صادقا حقا”.
وكشف أنه أجبر على القيام بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال “إذا أردت طعاما في فمي”، وقيل له +”إذا أردت رؤية أسرتك مرة أخرى، فلا تقل شيئا+. كنت أختبئ في الحمام وأبكي”.
ولاحظ واتكينسون كيف كان مزاج الشاب يتغير خلال تواجده على مضمار ألعاب القوى، قائلا: “اللغة الوحيدة التي بدا أنه يفهمها هي لغة التربية البدنية والرياضة”.
وأشار فرح إلى أن ألعاب القوى هي التي مكنته من الهروب من واقعه، موضحا: “الشيء الوحيد الذي كان بإمكاني فعله للابتعاد عن هذا (الوضع) هو الخروج والركض”. وأخبر فرح واتكينسون بالحقيقة وانتهى الأمر بإخبار السلطات المحلية أيضا.
“نحيي مو فرح على شجاعته”
وتمت الإشادة بفرح لإخباره قصته، وكتبت جمعية خيرية تابعة لمجلس اللاجئين البريطاني في حسابها على تويتر: “نحيي مو فرح على شجاعته في سرد قصته المفجعة”، مضيفة “أنه يسلط الضوء على الواقع الإنساني في قلب العديد من القصص مثل قصته والحاجة الماسة إلى طرق آمنة وإنسانية لطالبي اللجوء”.
من جانبه، أشاد وزير المالية ناظم الزهاوي الذي فر من العراق وهو طفل، بفرح قائلا: “أحيي مو فرح، يا له من إنسان رائع نجا من هذه الصدمة عندما كان طفلا وأصبح المثال الذي وصل إليه اليوم”.
كما قال رئيس بلدية لندن صديق خان”:”نحن بحاجة إلى بناء مستقبل لا وجود فيه لهذا النوع من الأمور”، وذلك في وقت تخطط فيه الحكومة البريطانية لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا كجزء من سياستها لمكافحة الهجرة.
فرانس24/ أ ف ب
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook