ما سرّ موقف الراعي أمس وماذا أبلغه بري؟
أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، عبر أصدقاء مشتركين، حرصه على دعوة النواب في النصف الأول من أيلول لعقد أول جلسة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، يُفترض أن تليها دعوات أخرى إلى حين تأمين انتخاب خلف للرئيس ميشال عون.
ولم تستبعد مصادر نيابية أن تشهد الجلسة الأولى تكرارًا لمشهدية أول جلسة عُقدت في 23 نيسان من العام 2014، أي قبل نحو شهر من إنتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار.
ومن الطبيعي أن تُخصص الجلسة الأولى لإختبار مواقف الكتل النيابية، وتحديدًا الكتلة التي تضم النواب المنتمين إلى القوى التغييرية.
وفي سياق متصل ، وخلال عظة الأحد، يوم أمس، كسر البطريرك الماروني الجمود السياسي القائم، طارحاً مواصفات صريحة وأساسيّة لرئيس الجمهورية المُقبل بكل تجرّد ووضوح.
في كلامه، شدد الراعي على وجوب أن يكون رئيس الجمهورية “فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب ولا يشكل تحدياً لأحد”، كما أكد على أهمية إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده وعدم التلاعب به أبداً.
هنا، ما يمكن استنتاجه بشكل واضح هو أنّ رسالة الراعي قد تتجاوزُ بعض الشخصيات السياسية المطروحة لرئاسة الجمهورية، باعتبار أنها لا تستوفي تلك الشروط، مثل النائب جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
في الواقع، شكّل كلام الراعي تحدياً للطرفين المذكورين وإحراجاً لهما. فمن جهة، كانت رسالة البطريرك قاعدة أساسية يجب الإنطلاق منها لاختيار رئيس، ومن جهة أخرى، بات لزاماً على باسيل وجعجع إثبات أنهما “لا يشكلان تحدياً لأحد”، وهو أمرٌ في بالغ الصعوبة حالياً وحتى خلال المراحل المقبلة.
من وجهة نظر مختلف الأفرقاء، فإن باسيل وجعجع لا يحظيان بقبول كاملٍ في الأوساط السياسية، ما يعني أنّهما قد يكونا خارج حسابات الرّاعي تماماً. وهنا، طُرحت تساؤلات عمّا إذا كان كلام الراعي سيثيرُ استفزازاً لتلك الأطراف، باعتبار أن الشروط التي أرساها لا تشملها. في المقابل، فسرت أوساط أخرى إنّ مضمون رسالة البطريرك بأنها بعيدة كل البعد عن دهاليز السياسة، وقد أعطت نموذجاً واضحاً “غير مستفزّ” لأي طرف من الأطراف لاسيما “حزب الله”، إذ لم يأتِ الراعي على توجيه سهامه باتجاه المحور الذي ينتمي إليه الأخير، بل كان واضحاً في التأكيد على أهمية وطنية الرئيس مهما كان انتماؤه.
ما يتبين أيضاً هو أنّ الراعي أراد استباقَ الجميع في طرحِ المواصفات الفعليّة والدقيقة لرئيس الجمهورية، وما يتضح في رسالته هو أنّه أراد تقديم الإستحقاق الرئاسيّ إلى الواجهة بكل قوة وتفعيل الكلام بشأنه في وقتٍ مبكر استباقاً للفراغ الذي يلوح في الأفق.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook