لماذا تبرّع ميقاتي بموقف ضد المقاومة؟
أشارت صحيفة “الأخبار” إلى أن الموقف المستغرب لرئيس الحكومة ووزير خارجيته أتى ضمن سياق بدأ مع إعلان المقاومة الإسلامية، السبت الماضي، إطلاقها ثلاث مسيّرات فوق حقل كاريش، بعدما أعلن العدو إسقاطها. إذ سرعان ما اندلعت معركة ديبلوماسية في بيروت، قادتها السفيرة الأميركية دوروثي شيا وديبلوماسيون أوروبيون عملوا على إشاعة أجواء تهويل على أكثر من صعيد، مطالبين الحكومة بإصدار موقف يستنكر العملية. وهو ما يبدو أن ميقاتي خضع له أمس، وعلى الأرجح من دون وضع رئيس الجمهورية ميشال عون في أجوائه. علماً أن أوساطاً مطلعة قرأت في صمت بعبدا «استغراباً لهذا الموقف. إذ إن ميقاتي وبو حبيب لم يسألا أحداً عن الأمر، علماً أنه في صميم صلاحيات رئيس الجمهورية المكلّف التفاوض في هذا الملف».
وأكّدت أن رئيس الجمهورية لا يريد بالطبع أن تتعطل المفاوضات، لكنه لم يرَ في عملية المسيّرات ما يؤذي موقف لبنان طالما أنه يأتي في سياق الدفاع عن الحقوق اللبنانية. كما أن النائب جبران باسيل ليس بعيداً من هذا الجو، وقد يكون له موقف اليوم في هذا الشأن. فيما أكدت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر «أننا لا نقدم المقاومة على مذبح المفاوضات، خصوصاً أن الإسرائيلي يخترق سيادتنا كل يوم. وموقف ميقاتي هو نزع للشرعية عن المقاومة في حال قررت الدفاع عن الثروات اللبنانية».
وأكّد مصدر رسمي لـ«الأخبار» أن الجهات اللبنانية المعنية، في الدولة وخارجها، لم تتعامل مع عملية المسيرات بسلبية. وقال: «صحيح أن لبنان لن يصرح رسمياً بدعم هذه العملية، لكن الجميع، من دون استثناء، يعرفون أن العملية تعزّز موقع المفاوض اللبناني». ولفت إلى أن الرؤساء الثلاثة ومسؤولين آخرين «تواصلوا مع قيادة حزب الله في اليومين الماضيين، وتأكدوا أن المقاومة لا تريد حرباً أو جرّ لبنان إلى حرب، وهي ملتزمة بالقرار النهائي للحكومة حول ترسيم الحدود.
كما سمعوا تأكيداً بأن المقاومة لن تسكت على أي محاولة من جانب العدو للاعتداء على حقوق لبنان أو تركنا من دون أعمال تنقيب واستخراج».
حملة التهويل الأميركية والغربية شملت الاتصال بمرجع معني لـ«الاستفسار عما حصل، وهل الحكومة اللبنانية على علم مسبق بالعملية، وما هو موقفها منه»، والتلويح بأن «أي رد إسرائيلي على إرسال المسيرات سيقود إلى تصعيد وهذا سيعطل المفاوضات حول ترسيم الحدود»، لتنتهي الرواية بأن «الأميركيين استوعبوا الأمر، لكنهم يريدون ما يعطيهم دفعاً للتفاوض من أجل تحقيق تقدم سريع».
وأكّد وزير معني لـ«الأخبار» أن الأميركيين «قالوا صراحة إن ما قام به حزب الله استفزاز كبير، وعلى الحكومة أن تبادر إلى استنكاره والقيام بما يمنع تكراره، وتأخرها في اتخاذ مواقف وخطوات عملانية قد يؤدي إلى تعطيل المفاوضات أو توقفها».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook