حلف شمال الأطلسي يختتم قمته في مدريد مجددا دعمه لأوكرانيا وروسيا تحذر من “ستار حديدي”
نشرت في: 30/06/2022 – 21:06
جدد حلف شمال الأطلسي الخميس في ختام قمته بمدريد دعمه لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، فيما ردت موسكو بالتحذير من قيام “ستار حديدي” بين موسكو والغرب. واعتبر الناتو في خارطة طريق استراتيجية جديدة تم تبنيها خلال القمة التي استمرت يومين، أن روسيا هي “التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء”، كما ندد الأطلسي في وثيقته “بالشراكة الاستراتيجية العميقة” بين بكين وموسكو “ومحاولاتهما المتبادلة لزعزعة استقرار النظام العالمي”.
اختتم حلف شمال الأطلسي قمته في مدريد الخميس على وقع تحذير روسي من قيام “ستار حديدي” بين موسكو والغرب، فيما استعادت كييف التي جدد التحالف دعمه لها، من الروس جزيرة ذات رمزية كبيرة وأهمية استراتيجية للسيطرة على المسارات البحرية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي في مينسك مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي “الواقع أن الستار الحديدي هو في طور القيام” مستعيدا العبارة الشهيرة لونستون تشرشل الذي كان يشير من خلالها إلى فصل القارة الأوروبية بين دول رأسمالية والكتلة السوفياتية، ما أدى إلى الحرب الباردة. وأضاف لافروف: “فليكن (الغربيون) حذرين ولا تعلق (أصابعهم) فيه. العملية جارية”. وجاءت تصريحاته في إطار رد فعل موسكو ومينسك على قمة الناتو التي عقدت الأربعاء والخميس وجدد خلالها الحلفاء دعمهم القوي لأوكرانيا.
تهديدات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والساحل
وفي خارطة طريق استراتيجية جديدة تم تبنيها في قمة مدريد، صنف الحلف روسيا على أنها “التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء”. وتندد الوثيقة “بالشراكة الاستراتيجية العميقة” بين بكين وموسكو “ومحاولاتهما المتبادلة لزعزعة استقرار النظام العالمي”.
وأعرب الحلف عن قلقه من النفوذ الروسي والصيني المتزايد على جناحه الجنوبي، في أفريقيا خصوصا، محذرا من خطر زعزعة استقرار هذه المناطق. وتناولت الجلسة الأخيرة من قمة الحلف، “التهديدات والتحديات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل”. وأوضح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ مختتما الاجتماع، أن الدول الأعضاء تطرقت خصوصا إلى مسألة “سعي روسيا والصين إلى تحقيق تقدم سياسي واقتصادي وعسكري في جنوب” أراضي دول الناتو.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن ذلك يشكل “تحديا متزايدا” يريد الناتو التصدي له لاسيما “عبر تقديم مزيد من المساعدات” لشركائه في المنطقة، معلنا خصوصا خطة دعم لموريتانيا لمساعدة هذا البلد الأفريقي في ضمان أمن حدوده ومكافحة الهجرة غير القانونية والإرهاب. ونددت دول غربية عدة بالوجود المتزايد لمرتزقة روس من مجموعة فاغنر في مالي وأفريقيا الوسطى.
دعم عسكري أمريكي جديد لأوكرانيا
كما أعلن الحلفاء عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، إذ أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن مساعدات إضافية بمليار جنيه إسترليني (1,16 مليار يورو)، فيما أعلن بايدن أن واشنطن ستسلم أوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة “بأكثر من 800 مليون دولار” من مضادات للطائرات ومدفعية ومعدات أخرى. من جهته أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مراجعة للبرنامج العسكري للبلاد مشددا على ضرورة “تسريع وتفعيل إنتاج بعض أنواع المعدات”.
ألمانيا تبني أقوى جيش في أوروبا
من جهته ندد المستشار الألماني أولاف شولتز باتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحلف الأطلسي بأن لديه “طموحات امبريالية”، واصفا التوصيف بأنه “سخيف”. وقال شولتز “إن بوتين هو الذي جعل الامبريالية هدفا لسياسته” بقوله إن البلدان المجاورة هي “جزء من بلاده”. وقد تعهد شولتز بجعل الجيش الألماني أقوى جيش تقليدي في أوروبا، في قطيعة مع سياسة كبح الإنفاق العسكري التي اتبعتها البلاد مدى أكثر من ثلاثين عاما.
وردت الصين الخميس على توصيف بكين في خارطة الطريق الاستراتيجية للحلف “تحديا لمصالحه”. وقال جاو ليجيان الناطق باسم الخارجية الصينية “هذه الوثيقة المزعومة حول مفهوم استراتيجي لحلف شمال الأطلسي لا تمت للواقع بصلة وتعرض الوقائع بشكل معاكس. وتمعن (..) في تشويه صورة سياسة الصين الخارجية”.
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى “تكثيف” الجهود من أجل “وقف دائم لإطلاق النار” في أوكرانيا. ومنذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، تسعى أنقرة إلى الحفاظ على تواصل مع الجانبين كما عرضت التوسط بينهما. وقال الرئيس في ختام القمة “بالنسبة إلى تركيا لن يكون هناك خاسرون في السلام”.
الانفصاليون يصدرون الحبوب الأوكرانية
هذا، وأعلنت السلطات التي نصبتها قوات الاحتلال الروسية في جنوب أوكرانيا الخميس انطلاق أول سفينة محملة بسبعة آلاف طن من الحبوب الأوكرانية من مرفأ بيرديانسك، في أول عملية تصدير من نوعها. وتتهم كييف منذ أسابيع روسيا بسرقة محاصيلها من القمح في المناطق التي احتلتها في جنوب البلاد لإعادة بيعها بصورة غير مشروعة في العالم.
والخميس جدد الرئيس الروسي لدى استقباله في موسكو نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، التأكيد أن روسيا “لا تعوق تصدير القمح الأوكراني”، منددا بالعقوبات الغربية المفروضة على بلاده والقيود على الصادرات الروسية من أسمدة ومواد غذائية.من جهته، قال ويدودو إنه سلّم الرئيس الروسي رسالة نظيره الأوكراني.
تواصل المعارك في دونباس
على الجبهة تواصل القصف الخميس في منطقة دونباس (شرق) حيث تتركز غالبية المعارك. وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن مدينة ليسيتشانسك “تعيش تحت قصف متواصل بجميع أنواع الأسلحة”. وقدر عدد السكان الباقين في المدينة بنحو 15 ألف شخص. لكن نائب رئيس هيئة الأركان الأوكرانية أوليكسي غروموف قال الخميس للصحافيين إن القوات الأوكرانية لا تعتزم الانسحاب. وشدد على أن “التدابير المتخذة للدفاع عن المدينة لا تزال سارية. صباحا أطلق العدو عمليات هجومية من محاور عدة (لكن) المعركة مستمرة”.
وهذه هي آخر مدينة كبرى يريد الروس احتلالها في لوغانسك إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الصناعي تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل. ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن القوات الروسية والانفصاليين الموالين لروسيا صباح الخميس إعلانها الاستيلاء على مصفاة ليسيتشانسك. وبالقرب من دنيبرو في وسط شرق البلاد، أصاب القصف مؤسسة زراعية ما أدى إلى إتلاف 40 طنا من الذرة بحسب السلطات المحلية.
والخميس أعلنت روسيا أن لديها “أكثر من ستة آلاف” سجين حرب أوكرانيين، وذلك غداة إعلان أوكرانيا أنها استردت 144 جنديا من بينهم 95 من “المدافعين عن آزوفستال” في ماريوبول في إطار “أكبر تبادل (للأسرى مع موسكو) منذ بدء الغزو الروسي”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook