هل بكت مذيعة قطرية على الهواء بسبب تدهور حرية المعتقد في الهند؟
نشرت في: 17/06/2022 – 17:08
تناقل مستخدمو الإنترنت في الهند وباكستان صورة لامرأة ترتدي النقاب وتبكي على الهواء زاعمين أنها إعلامية قطرية تعبر عن أسفها من تدهور الحريات الدينية في الهند، على خلفية التوترات الطائفية في السنوات الأخيرة بين المسلمين والهندوس.
عملية التحقق في سطور
- أرسل قارئ لفريق تحرير فريق مراقبون هذه الصورة التي نرى فيها امرأة ترتدي الشادور الأسود في ستوديو قناة تلفزيونية تحني رأسها متأسفة، وطلب منا التحقق من سياقها الفعلي. وكان المنشور مرفق بالتعليق التالي باللغة الإنكليزية: “المذيعة القطرية فاطمة الشيخ، من القناة الوطنية، تعرب عن قلقها إزاء الحريات الدينية في الهند.”
- انتشرت الصورة بغزارة على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند وباكستان على خلفية التصريحات الأخيرة لأحد مسؤولي حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند، والتي اعتبرها الهنود المسلمون مسيئة للنبي محمد ولدين الإسلام.
- هذه الصورة في الواقع تظهر مذيعة أخبار أفغانية من قناة “طلوع” في كابل، ولا علاقة لها بقطر ولا بالهند.
التحقق بالتفصيل
تزعم المنشورات المصاحبة لهذه الصورة أنها تظهر مذيعة قطرية اسمها “فاطمة الشيخ” وأنها تتحسر مباشرة على القناة الحكومية القطرية من تأزم وضع الحريات الدينية في الهند في السنوات الأخيرة.
كما تتهكم بعض المنشورات من هذا “الخبر” مثل هذا المنشور باللغة الهندية الذي يسخر من “المذيعة التي لا تستطيع حتى كشف وجهها [فريق التحرير: بسبب التقاليد الإسلامية الصارمة بحسبه] وتهتم بالشؤون الدينية في الهند”.
بفضل بحث عكسي للصورة (انظر هنا كيف قمنا بذلك) على أداة INVID، نجد نفس الصورة منشورة ضمن مقالات صحفية في شهر أيار/مايو 2022، وتتناول خبر فرض حركة طالبان البرقع على مذيعات القنوات التلفزيونية، وحملة “تحرير وجههن” التي أطلقها مستخدمون أفغان على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعلان هذا القرار.
وكانت الصورة التي نشرتها صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية مرفقة بتعليق يفيد بأنه للمصور الإيراني ابراهیم نوروزی، ونشرتها وكالة أسوشييتد برس الإعلامية.
وبالرجوع إلى موقع وكالة أسوشييتد برس، نجد أن السيدة التي تبكي على الهواء اسمها في الواقع خاطره أحمدي وهي مذيعة أخبار أفغانية من قناة “طلوع” في كابل، وليست الصحافية “فاطمة الشيخ” التي تحقق فريق مراقبون من عدم وجودها أصلا.
وتذكر هذه الصورة المعبرة بمقاومة الإعلاميات الأفغان لسياسة فرض البرقع عليهن منذ آخر شهر أيار/مايو، وروين لنا كيف اضطررن للتأقلم مع هذا القرار، خصوصا وأنهن معرضات للطرد من عملهن في حال ظهورهن على الشاشة من دون تغطية وجوههن.
تقرؤون على موقع مراقبون >> حركة طالبان تفرض ارتداء البرقع على مذيعات التلفزيون: “نحن آخر من يقاوم”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook