آخر الأخبارأخبار محلية

جلسة انتخاب اللجان.. ٨ اذار تستعرض قوتها

مر اليوم الأول من ايام انتخاب اللجان النيابية حيث انجزت اغلبية العملية لتبقى عدة لجان اساسية وهامشية سيتم اختيار اعضائها يوم الجمعة المقبل من خلال استكمال الانتخابات. اليوم الانتخابي الطويل في مجلس النواب، والذي فرضته عملية الترشح لنواب التغيير الذي رفضوا في اللحظة الاخيرة التوافق مع القوى السياسية على التوازنات في المطبخ التشريعي، حمل الكثير من المؤشرات السياسية التي يمكن البناء عليها لاستشراف الواقع السياسي في المرحلة المقبلة.

 

اثبتت قوى الثامن من اذار والتيار الوطني الحر انها فريق سياسي متماسك وان تماسكه في انتخابات نائب رئيس المجلس وامناء السر لم يكن صدفة، بل انه يمسك باللعبة النيابية بشكل شبه كامل وينسق خطواته بدقة عالية تصل الى حد الاتفاق على طريقة التصويت من دون تسرب اي صوت بطريقة غير محسوبة. استعرضت قوى الثامن من اذار قوتها داخل المجلس النيابي حتى اعتبرها البعض اكثر فاعلية مما كانت عليه عندما فازت بالاكثرية النيابية عام ٢٠١٨.

 

كرست الثامن من اذار امكانية تشكيل اكثر من اكثرية نيابية لصالحها، فإما الاتفاق مع النائب وليد جنبلاط او مع كتلة نواب المستقبل او مع بعض المستقلين غير معادين، وكل هذه الاحتمالات تؤمن لها الاكثرية داخل المجلس النيابي وتعطيها هامشا واسعا من الحركة، خصوصا اذا استمر التلاحم بين قواها السياسية وتحديدا بين التيار الوطني الحر وحركة امل.

 

اوصلت هذه القوى مرشحيها الى اللجان وحصلت على كل ما تريد من دون خوض اي معركة جدية بعد ان تقاسمت المناصب في ما بينها، في حين تركت المقاعد الاخرى للقوى التي تخاصمها، والتي اثبتت للمرة الثانية عدم قدرتها على التوحد او التنسيق، فالحزب التقدمي الاشتراكي ينخرط في التسويات مع قوى ٨ اذار في حين ان كتلة نواب المستقبل لديها حسابات مع اكثر من طرف حليف لسوريا مثل المردة والرئيس نبيه بري، اما قوى التغيير فلم تستطع الاتفاق مع المستقلين او مع قوى الرابع عشر من اذار وتحديدا القوات اللبنانية.

 

كذلك ظهرت القوات وحيدة نسبيا، فبإستثناء التسوية مع قوى الثامن من اذار في لجنة الادارة والعدل لم تظهر اي قدرة تأثيرية للقوات اللبنانية بالرغم من امتلاكها كتلة نيابية كبيرة، اذ انها باتت اليوم غير قادرة على التحالف مع قوى الثورة لدخولها بتسويات مع الاحزاب التقليدية وغير قادرة على عقد تحالفات متينة مع خصومها السياسيين لاسباب شعبوية.

 

اما نواب التغيير فقد تم اخراجهم من الغالبية العظمى من اللجان حيث لم يتمثلوا بالرغم من خوضهم معارك انتخابية اظهرت عجزهم على عقد التحالفات، وبعض الاستثناءات التي حصلت كانت نتيجة تفاهمات واضحة مع قوى السلطة او تفاهمات فردية بين احد نواب التغيير وفريق سياسي وازن.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى