معارضان سوريان ضمن تصنيف مجلة “تايم” للشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم في 2022
نشرت في: 26/05/2022 – 18:29
صنفت مجلة “تايم” الأمريكية السوريين مازن درويش وأنور البني، وهما معارضان لنظام بشار الأسد، من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم في العام 2022. ويعد درويش والبني الشخصيتين العربيتين الوحيدتين اللتين كانتا ضمن المئة شخصية عالمية الرائدة في مجالات عديدة، من بينها الدفاع عن حقوق الإنسان. ووصف مازن درويش هذا التتويج الرمزي “بالتحدي” من أجل الاستمرار في فضح جرائم النظام السوري.
صنفت مجلة “تايم” الأمريكية معارضين سوريين اثنين لنظام بشار الأسد، وهما مازن درويش وأنور البني، من بين الشخصيات العربية الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2022.
وهي الأسماء العربية الوحيدة التي اختارتها “تايم” هذه السنة رفقة شخصيات عالمية أخرى مؤثرة بدرجة عالية مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلنسكي…
ولقد تم تصنيف الشخصيتين السوريتين نظرا لدفاعهما عن حقوق الانسان في سوريا والجهود التي يبذلانها لتوثيق الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه إضافة إلى ما يقومان به من أجل تقديم المتورطين في هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.
يعمل مازن درويش كمحامي. وهو أيضا رئيس المعهد السوري للإعلام وحرية التعبير. تم توقيفه في 2012 رفقة معارضين آخرين من قبل المخابرات السورية التي زجته في السجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة “الترويج وتشجيع الهجمات الإرهابية”.
الاستمرار في الدفاع عن القضايا العادلة
لكن منظمة العفو الدولية بالشراكة مع أكثر من عشرين منظمة حقوقية أخرى اعتبرته معتقل رأي ووقعت رسالة مشتركة تطالب فيها بإطلاق سراحه بشكل “فوري”. وهذا ما وقع تحديدا في 2015 بعد أن عان الأمرين في سجون بشار الأسد.
وفي اتصال هاتفي، عبر مازن درويش لفرانس 24 عن “سعادته” بهذا التصنيف، معتبرا إياه “اعترافًا بالعمل الذي يقوم به المجتمع السوري بأكمله وليس أنا فقط من أجل كشف الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد“. لكن بالمقابل، تأسف لغياب أسماء عربية أخرى في تصنيف مجلة “تايم” بسبب، حسب رأيه، “انشغال العالم العربي بالصراعات الداخلية وحالة عدم الاستقرار التي تسمه”.
وتابع درويش:” هذا التصنيف هو شكل من أشكال السعادة بالنسبة لي لكن في نفس الوقت هو ضغط وتحدٍ من أجل الاستمرار في الدفاع عن القضايا العادلة، خاصة وأننا كنا نحن أيضا ضحايا هذا النظام”. فيما تمنى أن يشجع هذا التتويج الرمزي “ضحايا سوريين آخرين للاستمرار في النضال والبحث عن العدالة”.
النظام السوري يمكن أن يضحي ببعض الشخصيات منها بشار الأسد
وفي سؤال، هل سيتأثر النظام السوري ولو قليلا بهذا التصنيف، أجاب مازن درويش قائلا:” للأسف هذا لن يغير من موقفه (النظام السوري) لأنه لا يكترث إلا بالاستمرار في الحكم”، منوها بالمقابل أن “النظام السوري بدأ ينظر بشكل جدي إزاء عمليات المحاسبة التي يمكن أن تطاله في يوم من الأيام. ولهذا السبب مثل هذه التصنيفات أصبحت تثير حفيظته”.
ويعتقد هذا الناشط الحقوقي بأنه “ستكون هناك محاسبة بعد عشر سنوات أو عشرين سنة وأن النظام السوري سيقدم بعض التنازلات إذا أراد أن يستقر الوضع”. وفي سؤال هل يمكن أن نرى في يوم من الأيام بشار الأسد وراء القضبان، فقال: “هذا ممكن. لغاية اليوم الحماية الروسية حالت دون ذلك لكن يمكن أن تكون هناك متغيرات سياسية تؤدي في نهاية المطاف إلى محاسبة بشار الأسد. النظام السوري سيضحي ببعض الشخصيات ويمكن أن يكون بشار الأسد من بين هذه الشخصيات”.
أما أنور البني، فهو من بين المحامين الذين دافعوا عن بعض وجوه المعارضة السورية، أمثال رياض الترك ورياض سيف اللذين كانا يملكان جريدة مناهضة لنظام الأسد والتي تم غلقها من قبل السلطات.
اعتقل في 2006 ولمدة خمس سنوات بتهمة التوقيع على إعلان بيروت ودمشق الذي كان يطالب بالحرية والديمقراطية في سوريا. أطلق سراحه في 2008 حيث وصف بسجين الرأي من قبل منظمة العفو الدولية.
محاكمة ضابط سوري سابق في ألمانيا
وخلال المحاكمة التاريخية لأنور أرسلان، وهو ضابط استخبارات سوري سابق حتى 2012 ولاجئ سياسي في ألمانيا منذ 2014 أصدر الادعاء العام الألماني في شباط / فبراير 2019 أمراً بالقبض عليه، قام المحاميان (مازن درويش وأنور البني) بتزويد المحكمة بأدلة تثبت تورط هذا الضابط في جرائم حرب وجمعا شهادات حية من قبل الضحايا. وأدانت المحاكمة الضابط السوري السابق أنور أرسلان بالسجن المؤبد في بداية هذه السنة بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية وعمليات التعذيب في حق الموقوفين والسجناء المعارضين.
طاهر هاني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook