تباين ردود الفعل بعد الكشف عن تشكيلة حكومة إليزابيث بورن وباب ندياي في مرمى نيران اليمين المتطرف
نشرت في: 21/05/2022 – 17:05
كيف تفاعلت أحزاب المعارضة في فرنسا بعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة وما هي الانتقادات التي طالت تشكيلة إليزابيث بورن؟ ردود فعل متباينة ومنقسمة بين من يرى أن الطاقم الحكومي الجديد يملك القدرة على مواجهة التحديات التي تنتظر فرنسا وبين من يقول بألّا “جديد في كوكب ماكرون”. فيما طالت الانتقادات بشكل خاص وزير التربية الجديد باب ندياي بسبب مواقفه السياسية والاجتماعية السابقة.
توالت ردود الفعل المرحبة منها والمنتقدة بعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية الفرنسية الجديدة أمس الجمعة من قبل ألكسي كوهلير الأمين العام لقصر الإليزيه.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون انتظر ستة وعشرين يوما بعد انتخابه لعهدة رئاسية ثانية لكي يكشف عن الحكومة الجديدة التي ستسير شؤون فرنسا في السنوات القليلة المقبلة في حال فاز حزب الرئيس بأغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية.
فيما شكل اختيار إليزابيث بورن وزيرة العمل سابقا في حكومة جان كاستكس مفاجأة أولى. لكن انتمائها إلى معسكر اليسار ونجاحها في إصلاح نظام التأمين ضد البطالة كان من بين العناصر التي جعلت ماكرون يختارها من بين الأسماء الثلاثة التي طرحت أمامه.
وإضافة إلى الرهانات الكبيرة التي تنتظر حكومة بورن، فهذه الأخيرة لم تفلت من الانتقادات السياسية التي استهدفتها فور الإعلان عن تشكيلتها.
ووصفها جان لوك ميلنشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية” بأنها حكومة ” ليبرالية تفتقد إلى الجرأة وإلى التجديد”. وأضاف في تغريدة على حسابه على تويتر: “عهدة ماكرون الثانية بدأت على أصبع القدم. لكن كل شيء سيتغير في غضون شهر واحد”.
وأضاف ميلنشون أن “الجولة الثالثة من الانتخابات الرئاسية ستدور رحاها خلال الانتخابات التشريعية المقبلة”. فزعيم حزب “فرنسا الأبية” يطمح أن يصبح رئيسا جديدا للحكومة في حال فاز حزبه وحلفاؤه بأغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية.
“التغيير الحكومي يرمز إلى عدم كفاءة وغرور ماكرون” تقول مارين لوبان
أما زعيمة حزب “التجمع الوطني” (اليمين المتطرف) مارين لوبان فاعتبرت أن “التغيير الحكومي يرمز إلى عدم كفاءة وغرور ماكرون” وشددت على أنه “ينبغي أكثر من أي وقت مضى أن تكون هناك معارضة مباشرة وقوية في الجمعية الوطنية”. وواصلت: “تعيين باب ندياي كوزير للتربية بالرغم من أنه يدافع عن نظرية السكان الأصلين، ما هي إلا حجرة أخيرة في عملية تفكيك بلدنا وقيمه ومستقبله”.
وأنهت لوبان التي وصلت للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الأخيرة: “سواء كان في مجال الاقتصاد أو الأمن أو العدالة، فكل الوزراء الذين فشلوا في مهامهم خلال العهدة الأولى أعيد اختيارهم. هذا ازدراء واستخفاف بالفرنسيين”.
من ناحيتها، وصفت فلورانس بورتالي، نائبة رئيس حزب “الجمهوريون” في المجلس الجهوي لمنطقة “إيل دو فرانس” التعيينات الوزارية الجديدة بـ “المثيرة للاهتمام، وفي مقدمتها سيلفي روتايو وزيرة التعليم العالي”.
وعلقت: “بشكل عام، الأهم ليس شخصية الوزراء، بل الإمكانيات المالية التي يملكونها لتسيير قطاعاتهم ومدى قربهم من الرئيس إيمانويل ماكرون”. كما حيت أيضا تعيين كاترين كولونا وزيرة للشؤون الخارجية معتبرة إياها “إحدى النساء المحترفات في مجال الدبلوماسية وستعمل على طمأنة الجميع”. بالمقابل، لم تجد تعيين ريما عبدو المالك في منصب وزيرة الثقافة في “مكانه” بحسبها.
هجمات مرتدة ضد باب ندياي وزير التربية
وجدير بالذكر أن من بين الوزراء الجدد الذين كانوا محل انتقادات كثيرة، وزير التربية باب ندياي. فبالنسبة لسيبستيان شينو، المتحدث باسم حزب “التجمع الوطني” (اليمين المتطرف) “تعيين شخص يدافع عن نظرية سكان الأصليين وعلى نظرية الانغلاق على الآخرين أمر يعاكس تماما مبادئ الجمهورية المثالية التي نسعى إليها”.
وتابع: “نحن لا ننتقد باب ندياي كإنسان، بل ننتقد أفكاره التي تبدو بأنها معاكسة تماما لروح جمهوريتنا الفرنسية”، موضحا أن “إيمانويل ماكرون تعامل بمنطق ليبرالي وطائفي وعلى الطريقة الأنغولوسكسونية”.
من ناحيته، أكد جوليان بايو، الأمين الوطني لحزب الخضر الفرنسي أن “إيمانويل ماكرون لم يرسل أية إشارة بيئية” من خلال تعيينه الحكومة الجديدة.
وأردف:” لم نكن ننتظر أشياء كثيرة”، واصفا حكومة إليزابيث بورن بـ”حكومة الاستمرارية والتقاعس في مجال البيئة”. وأضاف: “انتظرنا شهرا كاملا من أجل الإعلان عن مثل هذه التشكيلة الحكومية التي تميل كثيرا إلى اليمين”.
أما إريك زمور من حركة “الاسترداد” اليمينية المتطرفة، فلقد كتب في تغريدة: “قال إيمانويل ماكرون إنه يجب تفكيك تاريخ فرنسا، باب ندياي سيتكلف بهذه المهمة”.
أسماء قديمة تعود إلى الواجهة الوزارية
من ناحيته، غرد أولفييه فرو السكرتير الوطني للحزب الاشتراكي بسخرية كاتبا: “إيمانويل ماكرون كان محقا في تشويقنا بخصوص تشكيلة الحكومة الجديدة. الآن ننتظر المشروع وإذا كان الممكن قبل 12 يونيو/تموز”.
هذا، وانتقد إريك بيول، رئيس بلدية غرونوبل والذي قرر السماح للنساء المسلمات بارتداء لباس البوركيني في مسابح المدينة التشكيلة الحكومية الجديدة مصرحا: “لقد تم تعيين جيرالد درمانان لكي يستمر في عدم مكافحة العنف الذي يستهدف النساء، وبرونو لومير لكي يواصل تطبيق سياسة اقتصادية ليبرالية، وصياد في وزارة الزراعة ورئيسة وزراء دمرت قطاع السكك الحديدية وقطاع التأمين ضد البطالة. لا يوجد جديد في عالم ماكرون”.
أما فابيان روسيل، زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي، فقد أكد أن الرئيس انتظر شهرا كاملا لكي يعلن في النهاية عن نفس الأسماء، على غرار برونو لومير. لكن وراء الكلمات العذبة والجميلة، ماذا سيعمل لومير لكي ينقذ شركة “فالوريك” التي سيتم نقلها من فرنسا إلى البرازيل والصين؟
فرانس24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook