آخر الأخبارأخبار دولية

ستيفان رافاكلي…”خبّاز إنساني” يخوض الانتخابات التشريعية للدفاع عن المهاجرين القصّر والبيئة


نشرت في: 16/05/2022 – 15:37آخر تحديث: 16/05/2022 – 15:40

ذاع اسمه في الإعلام الفرنسي إثر إضرابه عن الطعام من أجل منع طرد مهاجر غيني متدرب في محله التجاري. كما اشتهر بتنظيم قافلة إنسانية إلى أوكرانيا. إنه ستيفان رافاكلي الذي قرر خوض غمار الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في يونيو/ حزيران. ويعد هذا الخباز، الذي وصفه أحد النواب الأوروبيين بـ”الإنساني”، مرشحا من طينة خاصة، أولا لانتمائه الاجتماعي، وثانيا لأنه ينوي العمل من تحت قبة البرلمان من أجل دمج القصّر الأجانب غير المصحوبين بذويهم والدفاع عن البيئة.

منذ عدة أسابيع، يعيش ستيفان رافاكلي، 53 عاما، حياته بوجهين، الأول الخبّاز الذي يمارس مهنة لسنوات طوال بدءا من منتصف الليل، والثاني انطلاقا من نهاية فترة بعد منتصف النهار كمرشح للانتخابات التشريعية الذي يحاول إقناع الناخبين في الدائرة الثانية في دوبس شرق فرنسا للتصويت له.

“أنام حتى الساعة الخامسة، ثم أتوجه رفقة فريقي إلى اجتماع عام أو تنظيمي”، يوضح رافاكلي أكثر تقسيم أوقات يومه بين العمل والسياسة، التي دخلها عبر الانتخابات باسم التحالف اليساري الحديث العهد “الاتحاد الجديد الشعبي والبيئي والاجتماعي”.

وجد رافاكلي، وهو ابن مزارع نشأ في بلدة صغيرة قرب مدينة بيزانسون شرق فرنسا، نفسه منغمسا في قلب السياسة بعد أن تبنى قضية الشاب الغيني اليتيم لاي فودي تراوري، الذي كان مهددا بالطرد من فرنسا حينما كان يتعلم مهنة الخبازة لديه.

للمزيد – مفاتيح لفهم الانتخابات التشريعية الفرنسية

في يناير/ كانون الثاني 2021 دخل في إضراب عن الطعام مدة 11 يوما رغم وضعه الصحي الهش، فقد خلالها 8 كلغ، للمطالبة بتسوية وضع الشاب الغيني، ما أثار اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية بقضيته وأكسبه تعاطف جزء كبير من الرأي العام.

“لم أعد على الإطلاق كما كنت من ذي قبل”

“في الأيام الأولى من الإضراب اعتقدت أن المحافظة ستتصل بي لحل المشكلة، لكنهم انتظروا 11 يوما، وهذا الصمت الإداري هو الذي غيرني. لم أعد على الإطلاق كما كنت من ذي قبل”. هكذا يتحدث هذا الخبّاز عن التحول الذي طرأ في نظرته للأشياء مع قضية الشاب الغيني.

وتمت تسوية وضع لاي فودي تراوري في 14 يناير/ كانون الثاني. وفي خضم هذه القضية، أطلق رافاكلي “أرباب عمل متضامنين”، وهي منصة موجهة لأصحاب المقاولات الذين يواجهون أوضاعا مماثلة للمصاعب التي اعترضته أثناء طلبه تسوية وضع الشاب الغيني.

وكما هو معروف، تتكفل الدولة بالمهاجرين القصر غير المصحوبين بذويهم، لكن بمجرد بلوغهم سن الرشد يكونون مهددين بالطرد من فرنسا، لأنهم يصيرون تلقائيا في وضع غير قانوني.

وبدعم من عضو مجلس الشيوخ الاشتراكي جيروم دورين، عمل الخبّاز الناشط على مشروع قانون للسماح للمهاجرين المتدربين بالبقاء في فرنسا لمدة عام بعد عيد ميلادهم 18، إلا أن الاقتراح رفضه مجلس الشيوخ في أكتوبر/ تشرين الأول.

ويعلق رافاكلي على الرفض: “بعد ذلك فهمت أننا إذا لم ندخل المنظومة، فسنستمر في ضرب رؤوسنا بالجدار الإداري: لكي نتمكن من تحريك الأمور، يجب أن نكون قادرين على الدخول إليها”. ويقصد بذلك مؤسسات الدولة.

في حال انتخابه نائبا في يونيو/ حزيران المقبل، فإن أولويته ستكون تعزيز اندماج هؤلاء المهاجرين الشباب بدون أوراق إقامة الذين يرغبون في العمل. ويحتج المرشح على هذا الوضع: “نحميهم عندما يكونون قصر، ثم نرفضهم في سن 18 رغم أنهم يعملون في شركات تفتقر إلى اليد العاملة. إنه أمر بشع تماما!”. ويرغب في توسيع هذا الإجراء ليشمل أيضا الشباب الفرنسي حتى 25 عاما الذين تلقوا دعما خاصا خلال مرحلة الطفولة مما يعرف بـ”المساعدة الاجتماعية للطفولة ASE “.

وتبرع رافاكلي، الذي يصفه النائب الأوروبي رفايل غلوكسمان بـ”الخبّاز الإنساني”، بـ200 متر مكعب من المساعدات للشعب الأوكراني.

“معركتي الأخرى هي البيئة العملية والبراغماتية. أتيت من عالم قروي وأعرف صعوباته. أنا من أجل أوروبا، لكن يجب حماية مزارعينا”، يشرح بنوع من التفصيل نظرته للبيئة والقارة العجوز.

“أسفل السلم”

بهذا الترشح، يريد ستيفان رافاكلي تغيير وجه الجمعية الوطنية، الغرفة السفلى من البرلمان، التي لا تضم ​​بالمرة ممثلين عن الأوساط الشعبية. وتدعم هذا التوجه المقاولة الاجتماعية أليس باربي التي أنشأت “أكاديمية قادة المستقبل”، وهي مدرسة هدفها تدريب جيل جديد من السياسيين، ويجري فيها رافاكلي تدريبا منذ بداية العام.

وترى باربي، التي تصف ستيفان رافاكلي بأنه “مقاتل”، أن “هناك مشكلة في التمثيل وعدم الثقة في السياسة وحاجة كبيرة اليوم لمزيد من تمثيل المواطنين. هؤلاء الناشطون أو أصحاب المشاريع الاجتماعية هم الذين يتمكنون، بموارد قليلة جدا، من أن يكون لهم تأثير استثنائي على الميدان”.

ويتابع طلاب هذه الأكاديمية، التي يوجد ضمن فوجها الأول بريسيليا لودوسكي أحد الوجوه المعروفة في حركة السترات الصفراء، دروسا ثلاثة أيام في الأسبوع، يقدمها أساتذة من جامعة كولومبيا ومن مدرسة العلوم السياسية بباريس. ويتمحور المقرر الدراسي حول القانون، الجيوسياسة، المناخ، إدارة الأعمال والتطوير الذاتي.

وهي فرصة فريدة لخبّاز منطقة بيزانسون، الذي يؤكد أنه يريد “مواصلة التعلم” طوال حياته. وبحسب قوله، “هناك انفتاح استثنائي مع هذه الانتخابات التشريعية نحو المجتمع المدني. الكثير من الناس مثلي يأتون من أسفل السلم”.

ويواجه مرشح “الاتحاد الجديد الشعبي والبيئي والاجتماعي” بالدائرة الثانية لمدينة دوبس نائبا “محترفا للسياسية” منتهية ولايته، وهو إيريك ألاوزيه الذي يمثل حزب الرئيس “النهضة” بالمنطقة. لكن تبقى “هذه الدائرة الانتخابية قابلة للفوز رغم صعوبتها”، وفق تصريح لسيسيل برودوم الكاتبة العامة الجهوية لحزب الخضر.

بثقة كبيرة، يتوقع رافاكلي حجز مقعد له في البرلمان الفرنسي. ويقول: “سأُنتخب” قبل أن يشدد على أنه يفضل الحفاظ على “استقلاليته” في حال فوزه حتى وإن كان سينضم إلى فريق الخضر تحت قبة البرلمان.

النص بالفرنسية: غريغوار سوفاج

نقله للعربية بتصرف: بوعلام غبشي


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى