مشهد جديد إفتتح في لبنان.. مَنْ أصاب الحريري فعلياً في مرمى المقاطعة؟!
هذه الصفحة عكسها الاستشراس الواضح من بعض القوى السياسية في حض ناخبيها على ضرورة الاقتراع والمجاهرة بخياراتها فداء وبالدم، حيث لا برنامج انتخابيا وانما تناتش لارداة الناس عبر من يدعو للانتخاب تحت عناوين التغيير ومواجهة الطبقة السياسية، ومن يدعو للانتخاب حفاظا على وجوده وخوفا من رسم كيان جديد للبنان لا يناسبه.
بالطبع، قراءات عديدة تحدثت عن خرق بسيط لقوى التغيير في المشهد السياسي في ظل تمسك واضح لقواعد الاحزاب والتيارات بعباءة قيادتها، ولو كلف ذلك لقمة عيشها لان في لبنان مازال الانتماء للزعامة والطائفة يتقدم على الانتماء الوطني.
على ذلك بدت لوحة الفسيفساء اللبنانية بمكوناتها الطائفية ناقصة حيث بدت الطائفة السنيّة الوحيدة خارج قائمة المهرجانات الانتخابية الكبيرة التي قادها رؤساء التيارات والاحزاب، التي حاولوا من خلالها توجيه رسائل بأنهم مازالوا متماسكين وصناع قرار وانهم مازالوا في صلب اللعبة السياسية ولا قوة ولا قدرة على الغائهم. قد يرى البعض ان عزوف الرئيس سعد الحريري الاخير ودعوته للمقاطعة وعدم قيام تياره عبر مدار السنوات السابقة من انتاج قيادات سنيّة ومعارضتهم لقيادات سنيّة خارج صفوفهم كبّل الطائفة السنيّة حتى وصل بها الحال الى ما هي عليه اليوم.
لكن، لا بد من القول ايضا اقله في ما يتعلق باعلانه المقاطعة على ما حملته من دوافع تتعلق بحزب الله وسياسته الا انها في الحقيقة صبت بشكل اكبر في مرمى حليفه السابق حزب القوات اللبنانية الذي اتكل على اصوات ناخبيه في انتخابات العام 2018 في عدد من الدوائر بما يحمل ذلك من دلائل ومؤشرات.
لاشك ان التنبؤ بمدى الالتزام بالمقاطعة السنيّة في غير محله لاعتبارات عدة مرتبطة بدعوات عدة من دار الافتاء ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشخصيات وقيادات سنيّة لضرورة الانتخاب ترجم ذلك عبر عدد المرشحين السنّة على لوائح الانتخاب لاسيما في مراكز الثقل السنيّ والحماسة السنيّة على الاقتراع الذي ظهر في عدد من دول الاغتراب. من هنا ربما التغيير المنشود قد يكون افتتح من بوابة الطائفة السنيّة بخلاف كل الرهانات التي وصل بعضها الى حد السعي لتعطيل دورها في صنع القرار السياسي.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook