آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – يوسف سلامه في مؤتمر بيت عنيا: الحياة للبنان بحياده الكامل

وطنية – ألقى رئيس “لقاء الهوية والسيادة” الوزير السابق يوسف سلامه مداخلة في “مؤتمر الحياد والمؤتمر الدولي الخاص بلبنان” المنعقد في بيت عنيا حريصا، برعاية البطريرك الماروني الكارينال مار بشارة بطرس الراعي، وتنظيم لجنة متابعة تنفيذ قرارات الامم المتحدة الخاصة بلبنان والاتحاد المسيحي العالمي.
 
استهل سلامه مداخلته بالقول: “لبنان مساحة حرية تقف حدوده عند تخوم الحرية، مع ولادة دولة لبنان الكبير، كبر التحدي، وبدأ التساؤل، هل لبنان الرسالة قابل للحياة؟ وهل الحياة المشتركة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين والملحدين ممكنة بندية وتكامل واحترام فيه؟ غاب عن ذهن الرعاة والآباء المؤسسين أن التعددية الطائفية والمناطقية تتطلب نظاما سياسيا يلاقي تنوعها، ففرضوا دولة مركزية قابضة، مستقاة من دستور فرنسا التي لم تكن تعرف التنوع آنذاك. وسنة 1943 تفاهمت قيادات لبنانية في ما بينها على هوية الوطن رافعة شعار لبنان ذو وجه عربي وحققت من خلالها الوحدة الوطنية بعد تبنيه ونالت الاستقلال، لكن فاتها أن هذا الشعار سيكون مصدر نزاع داخلي بين اللبنانيين على مدى عقود”.
 
ورأى أن “عبارة لبنان ذو وجه عربي ما هي إلا رشوة لإرضاء الفريق الذي لم يقبل بلبنان وطنا له سنة 1920، ولجذب هذا الفريق للانضمام إلى وطن الارز”.
 
وقال: “تجاهل اباؤنا المؤسسون حقيقة أن الاوطان لا تبنى بالرشاوى بل بالمعاناة والألم، فجعلونا، نحن الأبناء، نعيش ازدواجية الولاء للبنان إذ تدرجنا في ازدواجية الولاء من لبنان ذو وجه عربي مطلع الاستقلال إلى لبنان عربي مع الطائف وفي الحالتين لم نحترم المعايير. فيوم ارتضينا أن يكون لبنان ذو وجه عربي لم يكتف البعض بذلك وراحوا يتآمرون على خصوصيته لمصلحة عروبة كاملة لم تكن تشبهه في ذلك الزمن فانفجر من الداخل بدءا من ثورة 1958 مرورا باتفاق الطائف الذي أسس للدويلة داخل الدولة وصولا إلى حرب 1975. ويوم فرضت الحروب المتلونة التي خاضها لبنان عروبته التي تكرست كاملة في اتفاق الطائف، لم تحترم العلاقات الطبيعية التي قامت بين العرب وإسرائيل بعدما استبيح العالم العربي لها ولبلاد  فارس ولتركيا المتسللة من جديد”.
 
واستخلص سلامه أن “أحد أسباب الازمات التي عانى ويعاني منها لبنان هي هويتنا المركبة وأن هويتنا الطائفية تبقى الهوية العميقة التي تختزل ترددات الهوية اللبنانية ومفاعيلها وأنه أمام الدول الصغيرة، ولبنان واحد منها، حلان لا ثالث لهما: إما أن تكون الدولة ملحقة بدولة إقليمية كبيرة فتخسر سيادتها الذاتية وتفقد مبرر وجودها، أو أن تلتزم الحياد الكامل وتحمي سيادتها ورسالتها ومصالح أبنائها”.
 
وتابع: “إن الحياد له جذور عميقة في تاريخنا كدولة وكمجتمع، وهو أساسي في بناء عقدنا الاجتماعي انطلاقا من ميثاقنا الوطني. أما الخروج عن الحياد فهو ليس القاعدة، بل هو انحراف تاريخي يجب تصحيحه. نحن شعب ناضج وشجاع نجح في مواجهة عقبات العصور الماضية من أجل احتياجات واضحة وحاضرة، فلنتحد آلان ولنواجه كل العقبات القديمة المستجدة. وكي لا نقع مجددا بمنطق الرشوة الذي وقعنا فيه يوم قلنا لبنان ذو وجه عربي، أدعو المطالبين بالحياد، وأنا منهم، أن يمتلكوا الشجاعة ويطالبوا بالحياد الكامل وليس بالحياد الايجابي، وبالتأسيس لثقافة سلام بين شعوب المنطقة تواكب التفاهمات الإقليمية بجرأة وتجرد وتحمي مصلحة الانسان اللبناني أينما كان، فأنصاف الحلول موت لها، وقد تعلمنا ذلك من الأدب الميثاقي الذي لم يحم الوطن بل أوصلنا إلى الحرب التي أطاحت بكل المقومات وكادت أن تلغي وجه لبنان”.
 
وختم سلامه: “الحياة للبنان بحياده الكامل، عاش لبنان”.

                        ========== ل.خ


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى