آخر الأخبارأخبار دولية

رئيس الوزراء الإيطالي يزور الجزائر ويوقع اتفاقا مع الرئيس تبون لرفع واردات الغاز


نشرت في: 11/04/2022 – 20:57

حل رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الإثنين في الجزائر حيث توصل إلى اتفاق مع الرئيس عبد المجيد تبون لزيادة واردات الغاز بهدف التقليص من التبعية لروسيا، التي تشهد أزمة مع كل شركائها الأوروبيين منذ غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط. وبعد روسيا، تعد الجزائر ثاني مزود للغاز لإيطاليا التي تستورد نحو 95 بالمئة من الغاز الذي تستهلكه، كما أنها من أكثر الدول الأوروبية اعتمادا على الغاز الروسي بنحو 45 بالمئة من احتياجاتها فيما تزودها الجزائر بنحو 30 بالمئة.

توصل رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في الجزائر الإثنين إلى اتفاق مع الرئيس عبد المجيد تبون لزيادة كميات الغاز التي تستوردها روما من الجزائر بهدف التقليص من التبعية للغاز الروسي.

وأجرى رئيس الوزراء الإيطالي مع الرئيس الجزائري “محادثات على انفراد” أكد على إثرها رئيس الوزراء الإيطالي للصحافيين: “لقد وقعت حكومتانا إعلان نوايا بشأن التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى الاتفاق بين -إيني- (المجموعة الإيطالية) و-سوناطراك- لزيادة صادرات الغاز إلى إيطاليا”.

من جهة أخرى، أوضح بيان لسوناطرك أنها وقعت مع “إيني”اتفاقية بغرض تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي (…) وزيادة حجم الغاز المصدر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز -ترانسمد-“. وتضمن البيان: “كما تسمح هذه الاتفاقية للشركتين بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيا مع معطيات السوق وذلك للسنة 2022-2023 وفقا للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار”.

الرئيس الجزائري سيزور إيطاليا

وبحسب بيان لمجموعة “إيني” فإن الإضافات في كميات الغاز “ستزيد تدريجيا لتبلغ 9 مليارات متر مكعب في 2023-2024”. وأضاف أن “إيطاليا مستعدة للعمل مع الجزائر لتطوير الطاقات المتجددة واستغلال الهيدروجين الأخضر (كما) نسعى لتسريع الانتقال في مجال الطاقة وخلق فرص للتنمية والتوظيف”. 

وأكد دراغي أنه “فور غزو أوكرانيا، أعلنت أن إيطاليا ستتحرك بسرعة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي. واتفاقيات اليوم هي استجابة مهمة لهذا الهدف الاستراتيجي”. وأعلن عن زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري إلى إيطاليا في نهاية مايو/أيار.

وكان في استقبال دراغي بمطار هواري بومدين رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبد الرحمان ووزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الطاقة محمد عرقاب والمدير التنفيذي لشركة المحروقات “سوناطراك” توفيق حكار.


هذا، وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية بأن الزيارة جاءت “تلبية لدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون (…) في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين”. وسيستقبل تبون دراغي على مائدة إفطار، بمناسبة شهر رمضان. 

وتعد الجزائر ثاني مزود للغاز لإيطاليا بعد روسيا، التي تشهد أزمة مع كل شركائها الأوروبيين منذ غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط. وتستورد إيطاليا نحو 95 بالمئة من الغاز الذي تستهلكه. وهي من أكثر الدول الأوروبية اعتمادا على الغاز الروسي بنحو 45 بالمئة من احتياجاتها، بينما تزودها الجزائر بنحو 30 بالمئة.

إنزال دبلوماسي إيطالي

دفعت الحرب في أوكرانيا وحزمة العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، إيطاليا إلى نشاط دبلوماسي مكثف للبحث عن موارد أخرى خاصة أن الغاز يمثل 42 بالمئة من استهلاك البلاد للطاقة.

وسبقت زيارة دراغي للجزائر زيارة كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لمجموعة “إيني” الإيطالية العملاقة للطاقة الناشطة للجزائر، بداية الشهر، حيث التقى الرئيس تبون لمناقشة “إمداد إيطاليا بالغاز”.

وكان وزير خارجيته لويجي دي مايو زار الجزائر أيضا في 28 فبراير/شباط حيث ناقش مع نظيره زيادة إمدادات الغاز لتعويض الخفض المحتمل للواردات من روسيا. وأكد دي مايو حينها أن “الحكومة الإيطالية ملتزمة زيادة إمدادات الطاقة، ولا سيما الغاز، من مختلف الشركاء الدوليين” ومن بينهم الجزائر “التي لطالما كانت موردا موثوقا”.

من جانبها، أعلنت مجموعة النفط والغاز الجزائرية العملاقة “سوناطراك” نهاية فبراير/شباط استعدادها لتزويد أوروبا بمزيد من الغاز خصوصا عبر خط الأنابيب الذي يربط الجزائر بإيطاليا. 

وأعلن المدير التنفيذي لسوناطراك توفيق حكار أن “للمجموعة قدرة غير مستخدمة على خط أنابيب ترانسميد” العابر لتونس والبحر المتوسط والتي يمكن استخدامها “لزيادة الإمدادات إلى السوق الأوروبية”. مؤكدا بأن أوروبا هي “السوق الطبيعية المفضلة” للجزائر التي تساهم حاليا بنسبة 11 بالمئة من وارداتها من الغاز.

وإلى جانب الجزائر، يمكن لإيطاليا أن تزيد واردات الغاز من أذربيجان وتونس وليبيا، وفق الحكومة.

دور مستقبلي للغاز الصخري

وكانت إيطاليا خلال سنة 2021 الوجهة الأولى لصادرات الغاز الجزائري بحجم إجمالي قدره 6,4 مليار متر مكعب، أي بزيادة قدرها 109 بالمئة مقارنة بسنة 2020، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية. وبعد إطلاق خط أنابيب الغاز العابر للمتوسط  بين البلدين في سنة 1981 والذي تشغله المجموعتان سوناطراك وإيني، بلغت طاقة التصدير 32 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. وتم تجديد عقد بيع الغاز بين البلدين في مايو/أيار 2019 لتزويد السوق الإيطالية لمدة ثماني سنوات حتى سنة 2027، بالإضافة إلى سنتين اختياريتين إضافيتين.

وأوضح وزير الطاقة السابق عبد المجيد عطار في تصريح سابق أن “الجزائر تصدر حوالي 22 مليار متر مكعب عبر أنبوب ترانسميد”، وهو يتسع لعشرة مليارات متر مكعب أخرى للتصدير. وأضاف عطار الذي سبق له إدارة مجموعة سوناطراك، أنه يمكن أيضا أن يتم تسييل الغاز وإرساله من خلال ناقلات الغاز الطبيعي، علما بأن “وحدات التسييل الموجودة في الجزائر يتم استغلالها فقط بنسبة  50إلى 60 بالمئة من قدراتها”. 

رغم ذلك، ليس بمقدور الجزائر أن تعوض لوحدها الانخفاض في إمداد الغاز الروسي” بحسب الوزير السابق. ولكن “على المدى المتوسط، في أربع أو خمس سنوات، ستكون قادرة على إرسال كميات أكبر” مشيرا إلى ضرورة “تطوير احتياطيات جديدة تتكون أساسا من الغاز غير التقليدي” (الغاز الصخري).

من جهة أخرى، تخطط الجزائر لاستثمار 40 مليار دولار بين 2022 و2026 في استكشافات النفط والإنتاج والتكرير وكذلك استكشاف الغاز واستخراجه.

فرانس24/ أ ف ب

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى