آخر الأخبارأخبار دولية

سكان المناطق المدنية في خاركيف يتعرضون لهجمات بالأسلحة الروسية العنقودية

نشرت في: 04/03/2022 – 18:04آخر تحديث: 07/03/2022 – 10:19

في 28 شباط/فبراير، قصف الجيش الروسي عدة مناطق مدنية في خاركيف الأوكرانية بصواريخ تحمل ذخائر عنقودية. هذا ما توصل إليه تحقيق أعده فريق تحرير مراقبون بالاستناد إلى تحاليل صور الأقمار الصناعية وفيديوهات التقطها هواة.

ينفذ الجيش الروسي ضربات جوية على مدينة خاركيف الأوكرانية منذ يوم 25 شباط/فبراير 2022 على الأقل. وفي يوم 28 من الشهر ذاته، تم استهداف هذه المدينة ثاني أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان بصواريخ تحمل ذخائر عنقودية التي تحرمها اتفاقية الأسلحة العنقودية لسنة 2008.

وتتيح هذه الأسلحة الوصول إلى منطقة واسعة من الأهداف في وقت واحد من خلال عدة انفجارات “صغيرة”. وعندما يتم إطلاق صاروخ من هذا النوع، تنفتح فوهته لإطلاق عدة انفجارات “صغيرة” فيما تواصل مؤخرة الصاروخ طريقها لتسط في مكان بعيد على الأرض.

Un modèle 9M55K, de fabrication russe. En jaune, la partie qui contient les sous-munitions. © Armament Research Service (ARES)

نموذج من صاروخ 9 أم 55 كي من صنع روسي، اللون الأصفر، الجزء الذي يحمل الذخائر العنقودية، صورة   Armament Research Service (ARES) 

النموذج الموجود أعلاه لصاروخ 9 أم 55 كي، تطلقه عربة عسكرية يطلق عليها “سميرش” والقادرة على إطلاق رشقة بـ12 صاروخا في الضربة الواحدة.

في مدينة خاركيف، يوم 28 شباط/فبراير الماضي، تمت مشاهدة كثير من هذه البقايا لهذه المقذوفات التي سقطت في مناطق مدنية على غرار ما يظهره هذا المقطع المصور الموجود أسفله حيث نرى صاروخا مغروسا في وسط طريق بشارع فاسيليا ستوسا (الإحداثيات الجغرافية 50°00’12.1شمالا , 36°19’58.7″شرقا)

لم نكن قادرين على التثبت بدقة من نوع الصاروخ الموجود في الفيديو أعلان وذلك لأنه تم التقاطه من مسافة تصل إلى عشرات الأمتار ولم يكن من الممكن التثبت في تفاصيله. وسقطت مقذوفة أخرى في نفس اليوم على بعد عدة أمتار وبالتحديد في شارع هفاريتسيف شرونينتسيف (إحداثيات الموقع 50°00’12.7″شمالا, 36°19’50.7″شرقا).

ولكن هذه المرة، بدا من الواضح أن الأمر يتعلق بصاروخ 9 أم 55 كي وهو طراز تم تطويره لنقل ذخائر عنقودية. وتتعلق الأذيال الثلاثة الموجودة في خلفية الصاروخ على مستوى أجنحته الصغيرة للنموذج المعروض أعلاه.

من المرجح أنها تظهر استخدام قنابل عنقودية من قبل سكان أوكرانيين. ويمكن أن نرى، على مقاطع الفيديو المنشورة أدناه، مستودعا تم استهدافه بعدة انفجارات في وسط مناطق مدنية.

محكمة العدل الدولية في 2 آذار/مارس فتحت تحقيقا في فرضية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا. وفي حوار مع فرانس24، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولي سي بي أي إنه “من الواضح جدا استخدام أسلحة واسعة التدمير أي أسلحة لا تميز أهدافها خصوصا عندما يتعلق الأمر بأسلحة مثل هذه يتم استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان ما يمكن أن ينجر عنه مسؤولية جزائية”.

وتحرم اتفاقية الأسلحة العنقودية الموقعة في سنة 2008 استخدام هذا الصنف من الأسلحة وقد صادقت عليها نحو مئة دولة لكن لا الولايات المتحدة ولا روسيا ولا الصين وقعتها.


Vidéo 2 : Cette vidéo, filmée à Karkiv le 28 février 2022, montre une frappe avec des sous-munitions. Sur Google, la zone visée est un regroupement de parkings et d’entrepôts.

هذا المقطع المصور في مدينة خاركيف يوم 28 شباط/فبراير 2022 يظهر ضربة جوية بأسلحة عنقودية. على موقع غوغل، يتبين أن القصف تم في مجمع لمواقف سيارات ومخازن.

وقمنا بعرض الصور التي تم التقاطها في خاركيف يوم 28 شباط/فبراير على ألان بارلوف وهو قائد وحدة تقنية في منظمة البحوث حول الأسلحة (سي أي أر). وبخصوص الفيديو الثاني يؤكد بارلوف أنه يظهر “بوضوح سلسلة من الانفجارات الصغيرة على مقربة من بعضها البعض، يمكن لي أن أقول إن الأمر يتعلق بنتيجة لاستخدام ذخائر عنقودية” قبل أن يردف “بالنظر إلى عناصر الأدلة التي شاهدتها في مقطع الفيديو الثاني، يمكن لي أن أقول إن الأمر يتعلق بضربة بأسلحة عنقودية”.


Vidéo 3 : même scène et lieu que la vidéo 2, sous un autre angle. Prise à Kharkiv, le 28 février 2022.

نفس المشهد الذي تم التقاطه في الفيديو الثاني من زاوية أخرى، وقد تم التقاطه في خاركيف في 28 شباط/فبراير 2022.

مسار الصاروخ يؤكد أنه قادم من روسيا

فيما بعد، قمنا بالبحث لمعرفة مصدر هذه الضربات. وقد حددنا موقع تصوير الفيديو الثاني الذي يظهر انفجارات في مستودع والفيديو الذي يظهر مؤخرة مقذوفة انغرست في الأرض (الفيديو الأول) في شارع فاسيليا ستوسا. فيما بعد، قمنا بوضعها على خريطة ورسمنا خطا مستقيما بين الموقعين مع وضع مكان سقوط المقذوفة كنقطة وصول، وتبين أن هذه المقذوفة كانت متوجه إلى الأراضي الروسية على بعد نحو ثلاثين كيلو مترا من مكان الإطلاق.

Trajectoire recréée par notre équipe, en prenant le point d'impact de la roquette et le lieu de la frappe.

Trajectoire recréée par notre équipe, en prenant le point d’impact de la roquette et le lieu de la frappe. © Google Earth Pro

مسار المقذوفة تمت إعادة رسمه من قبل فريق تحرير مراقبون من خلال اعتبار نقطة هبوط الصاروخ ونقطة حدوث الضربات.

وتمكن مايكل شيلدون الباحث في مخبر دي أف أر التابع للمجلس الأطلسي (أتلانتيك كونسيل) من التوصل إلى نفس الاستنتاج فيما يتعلق بمقطعي الفيديو (فيديو 1 هنا وفيديو2 هنا) الذين قمنا بتحليلهما.

وقام هذا الباحث فيما بعد برسم خط مستقيم مع تحليل مقاطع فيديو لضربة أخرى استهدفت مدينة خاركيف في نفس اليوم. وتوصل شيلدون إلى أن الخطين المستقيمين يلتقيان في نقطة ما على بعد نحو أربعين كيلو مترا شمال شرق المدينة أي في عمق 8 كيلو مترات داخل التراب الروسي. وفي النهاية، حصل الباحث على صورة من الأقمار الصناعية للمنطقة التي يلتقي فيها المساران. وفي صورة بتاريخ 27 شباط/فبراير 2022 (أي عشية القصف بالذخائر العنقودية في مدينة خاركيف)، تم رصد عربات روسية في مجموعات بصدد إطلاق النار في اتجاه المدينة. وكان دخان الصواريخ ظاهرا على صور الأقمار الصناعية.


Localisation du point de départ d’un tir en territoire russe le 27 février 2022. La fumée est encore visible, ainsi que les véhicules qui ont réalisé le tir.

 تحديد موقع انطلاق الضربة في الأراضي الروسي في 27 شباط/فبراير 2022. ومازال الدخان ظاهرا بالإضافة إلى العربات التي أطلقت النار.

بدورها، بدأت منظمة هيومان رايتس ووتش غير الحكومية بالتحقيق في هذا الحوادث. وتتحدث هذه المنظمة عن استخدام صواريخ عنقودية من طراز 9 أم 55 كي في خاركيف يوم 28 شباط/فبراير الماضي والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 9 مدنيين. ومن جانبها، أعلنت منظمة العفو الدولية عن مقتل نفس العدد من الأشخاص مؤكدة أنها أطلقت تحقيقا مستقلا.

استخدام أسلحة عنقودية في أوكرانيا منذ سنة 2014

وكانت وسيلة الإعلام المستقلة بيلنغ كات المتخصصة في المصادر المفتوحة قد قامت بدورها بتوثيق استخدام قنابل عنقودية في أوكرانيا منذ يوم 25 شباط/فبراير.


وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف أوكرانيا بأسلحة عنقودية. إذ منذ اندلاع حرب إقليم دونباس في سنة 2014، وثقت منظمة هيومان رايتس ووتش استخدام هذا النوع من الأسلحة.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى