مقطع فيديو يظهر تعرض طلبة أفارقة للمعاملة كـ”قردة” يوزع عليهم الموز
نشرت في: 09/02/2022 – 18:23آخر تحديث: 14/02/2022 – 13:51
يظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي منذ نهاية شهر كانون الثاني/ يناير طلبة أفارقة كانوا ضحية للتمييز العنصري. وأدت هذه الصور إلى حالة تأثر شديد وسط الجالية الأفريقية في روسيا بالوقت الذي لا تعتبر فيه حوادث العنصرية “أمرا جديدا” في تلك البلاد التي يدرس في جامعاتها آلاف الطلبة الأفارقة. ويتحدث مراقبنا عن التمييز والإهانات التي يتعرض لها كل يوم.
حررت هذا المقال: باريسا يونغ
بدأ تداول مقطع الفيديو على منصة “ريديت” وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الروسية ويتعلق الأمر في الواقع بتركيب لعدة مقاطع فيديو. ووراء الكاميرا، نستمع إلى رجال يتحدثون اللغة الروسية يتهكمون على طلبة من أصحاب البشرة السمراء ووصفوا أحدهم بأنه “قرد” (في الثانية التاسعة عشرة) وقدموا الموز للطلبة وهم بصدد الضحك عليهم.
تم التقاط مقطع الفيديو في 20 كانون الثاني/ يناير في وسط الجامعة العامة للبناء في موسكو حيث يدرس أكثر من 200 طالب أجنبي ينحدرون من 35 دولة. “بعض الإهانات شديدة جدا ولا يمكنني حتى إعادة ذكرها”.
“عندما يراني الناس، فإن أول رد فعل منهم هو الضحك علي”
كريست دينغا 27 عاما هو طالب أصيل جمهورية الكونغو – برازافيل ويعيش في روسيا منذ سنة 2015. وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، يتحدث عن حياته كشخص من أصحاب البشرة السمراء في موسكو:
كنت شخصيا ضحية للعنصرية مرات عدة في روسيا. عندما يراني الناس، فإن أول رد فعل منهم هو الضحك علي حيث يقولون: انظروا هذا رجل أسود، ما الذي يفعله هنا” نتعرض للسخرية كل يوم. هناك مجموعات ناشطة على منصة “في كونتاكت” [فريق التحرير: وسيلة تواصل اجتماعي روسية] وهي مليئة بخطاب الكراهية. أقوم بدخول هذه المنصة فقط من أجل الاطلاع على المعلومات المتعلقة بالطلبة. مع ذلك ليس كل الناس عنصريين في روسيا لكن لا يمنع ذلك من أن العنصرية موجودة في البلاد.
ولكن في المقابل، لم أكن شاهدا على كم العنصرية الذي رأيناه في مقطع الفيديو. هناك شخصان روسيان واحد يقوم بالتصوير والثاني يمسك بالموز ويقوم بإلقاء كرات الثلج على الطلبة الأفارقة واصفا إياهم بـ”القردة”. بعض الإهانات كانت موغلة في الوقاحة إلى درجة أنه لا يمكن لي إعادة ذكرها. الشخص الأول الظاهر في مقطع الفيديو ينحدر من أنغولا ويدافع عن نفسه من خلال ترديد بعض الشتائم بدوره. أما الشخص الثاني فهو من نيجيريا ويقبل أخذ الموز بدون أن يعلم أنه كان بصدد التعرض للإهانة. أمام الشخص الثالث فهو أنغولي أيضا وينحدر الرابع من غينيا ويبدأ الطرفان بالعراك لكن هذا القسم من الفيديو تم قطعه.
يمكن لي أن أقول أن الطلبة الأفارقة يتعرضون للعنصرية والتمييز. حتى أنه وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 تم العثور على جثة طالب من بورندي في مكان غير بعيد عن المركز الجامعي في نفس المكان الذي تم فيه تصوير الفيديو. توجد جمعية داخل الجامعة تحمل اسم “إنتر كلوب” وتعنى بمكافحة التمييز، ولكن على الأرض لا تبذل هذه الجمعية أي مجهود. حيث أن هدفها في الواقع هو حماية صورة الجامعة.
جوليفات موروكا هو طالب من بورندي بالغ من العمر 31 عاما ويدرس في الجامعة العامة للهندسة المدنية في موسكو وقد اختفى عن الأنظار في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 قبل أن يتم العثور عليه جثة هامدة بعد مرور ثلاثة أيام وقد تعرضت جمجمته للكسر. وقد تم الرمي بجثته بين الأشجار.
شراكات جامعية بين القارة الأفريقية وروسيا
خلال الأعوام العشرة الأخيرة، ندد طلبة أفارقة في مرات كثيرة بتعرضهم للشتائم والضرب وحوادث التحرش. وبصفة عامة، يؤكد أصحاب البشرة السمراء المتواجدون في روسيا تعرضهم لحوادث متكررة تتمثل في رفض ولوجهم إلى المطاعم أو الركوب في سيارات الأجرة أو رفض تمكينهم من استئجار بيوت من قبل أصحابها.
في سنة 2013، تعرض أحد مواطني إسواتيني إلى هجوم على خلفية عداء للمثلية الجنسية. وقد تم تصوير الاعتداء قبل أن تقوم الجامعة بطرده بعد تقديمه شكوى.
يدرس ما يقرب من 27 ألف طالب أفريقي في الجامعات الروسية في إطار شراكات متنوعة. ويتمتع مراقبنا نفسه بمنحة من الدولة الكونغولية لإتمام دراسته في موسكو. غير أن مراقبنا يعتبر أنه لا روسيا ولا الكونغو وفرتا له الإمكانات للعيش في فترة دراسته. ودائما حسب مراقبنا، فقد اضطر لتقديم دروس لطلبة روس حتى يتمكن من كسب بعض المال.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook