بدء محاكمة أربعة متهمين بالضلوع في قتل كاهن داخل كنيسته بمنطقة النورماندي عام 2016
نشرت في: 14/02/2022 – 17:18
يستمع القضاء الفرنسي الإثنين لثلاثة متهمين بالضلوع بقتل الكاهن الفرنسي جاك هامل بسكين في هجوم على كنيسته بمنطقة النورماندي قبل ستة أعوام. واتهم في القضية أربعة رجال يحاكم أحدهم غيابيا وهو رشيد قاسم الذي يتهمه الادعاء بأنه تواصل مع المهاجمين من سوريا وشجعهم على قتل الكاهن. وأثار هذا الاعتداء الذي استهدف لأول مرة في أوروبا كاهنا في كنيسته غضبا تخطى الحدود الفرنسية.
بعد هجوم هز فرنسا قبل نحو ست سنوات، مثل أربعة رجال للمحاكمة الإثنين بتهمة الضلوع في قتل كاهن مسن طعنا بسكين عند مذبح كنيسته.
وكان الأب جاك هامل يقود قداس الصباح في بلدة سانت إتيان دو روفراي بمنطقة نورماندي في يوليو/ تموز 2016 عندما اقتحم مهاجمان المكان وأجبرا الكاهن البالغ من العمر 85 عاما على الركوع ثم ذبحاه. وقُتل كلاهما لاحقا برصاص الشرطة.
والقاتلان البالغ عمرهما 19 عاما، عادل كرميش وعبد الملك بيتيجان واللذان يتبعان تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلا أيضا برصاص الشرطة عند مغادرتهما الكنيسة الصغيرة الواقعة في ضواحي روان بشمال غرب فرنسا في 26 تموز/يوليو 2016.
وكانا قد ذبحا للتو الأب جاك هامل (85 عاما) عند انتهاء القداس أمام ثلاث راهبات وزوجين أصيب أحدهما بجروح وهو ثمانيني. ووجهت للمتهمين الأربعة تهمتي الضلوع في الهجوم “وتشكيل مجموعة إرهابية إجرامية”.
علاقة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”
وقال ممثلو الادعاء إن الرجال الأربعة الذين ولدوا جميعا في فرنسا كانوا على تواصل مع المهاجمين. ووقف ثلاثة من الرجال في قفص الاتهام في محكمة قصر العدل التاريخية في باريس.
ويفترض أن تبدأ الجلسة بدرس شخصيات جان فيليب جان لوي وفريد خليل وياسين صبيحية الذين يشتبه في أنهم كانوا على علم بمخططات الشابين وبأنهم يشاركونهما عقيدتهما أو حاولوا الانضمام إلى الجماعات الإرهابية في سوريا.
وذكرت إذاعة فرانس أنفو أن محاميهم قالوا قبل الجلسة إنهم أبرياء. ويحاكم المتهم الرابع، ويدعى رشيد قاسم، غيابيا، ويتهمه ممثلو الادعاء بأنه تواصل مع المهاجمين من سوريا وشجعهم على قتل الكاهن.
وقال الجيش الأمريكي إنه استهدف قاسم، الذي وصفه بأنه قائد بارز في تنظيم “الدولة الإسلامية”، في غارة قرب مدينة الموصل العراقية في فبراير/ شباط 2017، لكنه لم يذكر إذا كان قُتل في الغارة أم لا.
ويعد مقتل هامل أول هجوم لإسلاميين متشددين على كنيسة في أوروبا الغربية، وجاء بعد 12 يوما فقط من تنفيذ تونسي بايع تنظيم “الدولة الإسلامية” لهجوم دهس بشاحنته استهدف حشدا من المحتفلين بيوم الباستيل في نيس مما أسفر عن مقتل 84 شخصا وبعد عام 2015 الدموي الذي شهد هجوما جهاديا على صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة ومتجر لبيع منتجات يهودية في كانون الثاني/يناير (17 قتيلا) ثم اعتداءات في باريس وقربها في تشرين الثاني/نوفمبر أوقعت 130 قتيلا.
ووصف البابا فرنسيس هامل بأنه شهيد. وقُتل أكثر من 230 شخصا في سلسلة هجمات لمتشددين إسلاميين بين عامي 2015 و2017 في فرنسا.
ويحاكم جان فيليب جان لوي وفريد خليل وياسين صبيحية بتهمة “تشكيل عصابة إرهابية”.
وأثر هذا الاعتداء الذي استهدف لأول مرة في أوروبا كاهنا في كنيسته غضبا تخطى الحدود الفرنسية.
“فهم الدوافع”
وستستمع المحكمة الخميس إلى غي كوبونيه، ابن الرعية الذي أصيب في الهجوم ويبلغ من العمر الآن 92 عاما. وسيحضر هذا الأرمل الإثنين افتتاح المحاكمة وهو يأمل على وجه الخصوص أن “يمكن للمسؤولين أن يطلبوا الصفح من كل أولئك الذين أساءوا إليهم”.
تريد شقيقتا الأب هامل روزلين وشانتال “فهم من كان منفذو هذا العمل ودوافعهم” خلال هذه المحاكمة التي يرتقب أن تستمر حوالى أربعة أسابيع بحسب محاميهما.
كما تريدان معرفة ما إذا كانت هناك “عيوب في إجراءات منع” الهجمات إذ إن أحد القتلة كان يضع سوارا إلكترونيا بعد محاولة فاشلة قام بها للتوجه إلى سوريا.
وينتظر رئيس أساقفة روان المونسنيور دومينيك ليبرون الذي قدم في عام 2019 ملف تطويب للأب هامل إلى الفاتيكان، “تحقيق العدالة” للضحايا والمتهمين الثلاثة “المحتجزين منذ خمس سنوات”. وتساءل “هل هم مذنبون؟ وبماذا؟”.
ويرى بيرانجيه تورنيه محامي جان فيليب جان لوي أن الرد واضح: “هم ليسوا سوى ثلاثة أشخاص نسبت إليهم مسؤولية الأفعال”.
ويصف الادعاء المتهم البالغ من العمر 25 عاما، بأنه “نشط جدا في الحركة الجهادية” عبر إدارة قناة على شبكة تلغرام مؤيدة لتنظيم “الدولة الإسلامية” وجمع تبرعات عبر الإنترنت لدعم أفراد “التيار الإسلامي المتشدد”.
وقبل أسابيع على الاعتداء، توجه إلى تركيا برفقة عبد المالك بيتيجان بهدف الوصول إلى سوريا، بحسب الادعاء.
وفريد خليل الذي كان أيضا على اتصال مع رشيد قاسم قد يكون ساند نوايا العمل العنيف لدى عبد المالك بيتيجان، ابن عمه.
وخليل البالغ من العمر 36 عاما، “ليس على علم على الإطلاق بالخطة الإجرامية لابن عمه” و”ينكر أن يكون يشاطره عقيدته” كما قال محاميه سيمون كليمنصو.
أما ياسين صبيحية (27 عاما) فقد انضم لفترة قصيرة إلى الإرهابيين الاثنين في سان تتيان دو روفراي في 24 تموز/يوليو قبل مغادرته و”لم يكن يعرف ما الذي يتم التحضير له”، كما تقول محاميته كاتي ميرا.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook