هل سياسة “تذويب الأجانب” في المجتمع الفرنسي قابلة للتطبيق؟
نشرت في: 08/02/2022 – 22:05
كلما تجدد موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا، برزت إلى الواجهة السياسية والإعلامية مواضيع ومصطلحات سواء جديدة أو كانت متداولة في حملات سابقة. خلال هذه الحملة تتوقف فرانس24 عند أهم المصطلحات وتتناول هنا نظرية “تذويب الأجانب في المجتمع الفرنسي”. فكرة يدافع عنها كل من إيريك زمور ومارين لوبان. لكن سياسيين فرنسيين يرون بأنها صعبة التطبيق على أرض الواقع بسبب استحالة تجريد أي شخص من هويته العميقة وعواطفه الذاتية.
يستخدم المرشح إيريك زمور بكثرة مصطلح “تذويب” الأجانب والفرنسيين من أصول أجنبية في المجتمع الفرنسي، مفسرا أن سياسية “الاندماج” فشلت.
فهو يريد أن يتخلى هؤلاء عن هويتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم ليتبنوا العيش على الطريقة الفرنسية. وذهب زمور بعيدا في اقتراحه عندما قال إنه في حال أصبح رئيسا لفرنسا، فسيمنع تلقيب أبناء المهاجرين بأسماء عربية كمحمد أو علي أو سفيان أو بأي اسم عربي آخر.
بعض السياسيين وصفوا اقتراحه بـ”العنصري” لكنه رد قائلا بأنها “وسيلة لمحاربة العنصرية التي يعاني منها أولاد المهاجرين وخطة محكمة تساعدهم على إيجاد مناصب عمل”.
وفي كتابه الذي يحمل عنوان “الانتحار الفرنسي” والصادر في 2014، كتب إيريك زمور “إن نظام الاندماج الجمهوري في فرنسا نجح بفضل تذويب الأجانب الذين جاؤوا إليها عبر السنين وبشكل كامل في المجتمع الفرنسي”.
أما في كتاب آخر صدر في 2021 بعنوان “فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة” فقال إيريك زمور “سياسة تذويب الأجانب داخل المجتمع الفرنسي تتطلب من كل أجنبي تجريد نفسه من أي انتماء ديني أو ثقافي أو اجتماعي سابق ليعيش فقط على الطريقة الفرنسية”.
ويعتبر نفسه مثالا يضرب به عن رؤيته فيقول “أنا يهودي من أصل جزائري. كبرت في ضواحي باريس لكن الإرث العائلي والتاريخ غيراني لكي أصبح اليوم فرنسيا بالكامل”.
ويرى مثقفون فرنسيون أن سياسة “تذويب” الأجانب في المجتمع الفرنسي وفق زمور تصطدم بعائقين أساسيين: أولا هذه السياسة يراد منها منع أي أجنبي من العيش والتمتع بحياته وفق ثقافته الخاصة وتقاليده بل وفرض العيش عليه وفق الثقافة الفرنسية فقط. ثانيا، هناك استحالة لأي شخص، مهما كانت أصوله وثقافته، بأن يجرد نفسه من عواطفه الذاتية والبدائية واعتقاداته العميقة لأنها جزء لا يتجزأ من شخصيته وكيانه.
مارين لوبان تدافع أيضا عن فكرة “تذويب” الأجانب في المجتمع الفرنسي لكنها لم تخض كثيرا في حيثيات هذا الموضوع.
طاهر هاني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook