في الانتخابات القادمة.. التصويت بورقة بيضاء مضرّ أم مفيد؟
في اي إستحقاق إنتخابي، عادة ما يلجأ بعض المواطنين الى إستخدام الورقة البيضاء في التصويت.لكن هذا لا يعني أنها لا تعبّر عن رأي ما، لأن الورقة البيضاء هي طريقة يحتفظ من خلالها المقترع بممارسة حقه الانتخابي معبراً في الوقت نفسه عن رفضه وعدم رضاه إما عن ايّ من المرشحين في الدائرة حيث ينتخب، وإما للقانون المعتمد ، وإما بسبب تشكيكه بمشروعية الإنتخابات، خصوصاً بعد إهتزاز ثقة المواطن بالسلطة.
بداية لا بد من معرفة أنه في القانون الإنتخابي الجديد الذي أقره مجلس النواب في العام ٢٠١٧ والذي يعتمد النظام النسبي، تعتبر الورقة البيضاء تصويتاً صحيحاً، وهذا ما نصت عليه المادة 103 من قانون الإنتخابات الجديد الذي يحمل رقم 44/2017، والتي تقول: “تعتبر الاوراق التي لم تتضمن اي إقتراع للائحة او للأصوات التفضيلية، أوراقاً بيضاء، تحتسب من ضمن عدد أصوات المقترعين المحتسبين”، وذلك خلافاً القوانين الإنتخابية السابقة والتي تعود لقبل العام 2008، حيث كانت تُحتسب الورقة البيضاء من ضمن الأوراق الباطلة والملغاة مثلها مثل الأوراق التي كانت تتضمن أخطاء.
إحتساب الورقة البيضاء كتصويت صحيح، يرى فيها الخبير الدستوري زياد بارود خطوة مهمة لأنها تظهّر الرأي المعارض لدى الناخب،إضافة الى ان إحتسابها مرتبط مباشرةً بتحديد الحاصل الإنتخابي في القانون الحالي.
فالحاصل الإنتخابي الذي من المفترض ان تؤمنه اي لائحة للتأهل، يحتسب على الشكل التالي: الحاصل الانتخابي =عدد الأصوات الصحيحة + عدد الأوراق البيضاء (اي عدد المقترعين ككل، كون الورقة البيضاء تعتبر صوتاً حقيقياً)/ عدد المقاعد في الدائرة الكبرى.
لذلك فعدد الأوراق البيضاء ممكن ان يؤثر على إنخفاض او إرتفاع الحاصل الإنتخابي لكل لائحة.
لكن ما مدى فعالية الأوراق البيضاء؟ وهل مساهمتها في رفع الحاصل الإنتخابي لها تأثير عملي في سير العملية الإنتخابية وفي النتائج؟وبالتالي هل يكفي ان تكون تعبيرا عن رأي رافض فقط، خصوصاً في الإنتخابات المقبلة التي يؤمَل أن تحرز من خلالها القوى التغييرية خرقاً كبيراً؟
الاستاذ الجامعي والمتخصص بالانتخابات الدكتور علي مراد، يؤكد ان في ظل القانون الحالي المبني على النسبية، الذي يمنح قوى المعارضة فرصة الخرق في وجه لوائح السلطة، وفي ظل رغبة أكثرية المواطنين بإحراز هذا التغيير، فحملة الأوراق البيضاء غير ناجحة خصوصا في الإنتخابات المقبلة، وذلك لسببين:
ثانياً، لأنه وفي حال حصلت مثلا ً لوائح قوى المعارضة على الحاصل وتأهلت الى المرحلة الرابعة التي يتم فيها تحديد عدد المقاعد لكل لائحة انطلاقا من الحاصل الإنتخابي(عدد أصوات اللائحة/الحاصل الإنتخابي) ممكن ان تُخسّر الأوراق البيضاء لوائح المعارضة بعض الاصوات التي ربما تكون بحاجة اليها للحصول على مقعد إضافي عند إحتساب الكسور.
لذلك يعتبر مراد، انه اذا كان هناك مجموعات ترغب في تنظيم حملة للأوراق البيضاء للتعبير عن رفضها وعدم إقتناعها باللوائح الموجودة، ان كانت لوائح السلطة او لوائح القوى التغييرية، ان يوجّهوا هذه الحالة الإعتراضية من خلال العمل على تشكيل لوائح أخرى تشبههم،والإستفادة من أصواتهم، واما الإمتناع عن التصويت او الحضور، لئلا يؤثر صوتهم بورقة بيضاء سلبياً على اللوائح الأخرى، وخصوصا لوائح قوى المعارضة، وذلك لعدم المساهمة في تشتيت الأصوات والإنزلاق مجدداً نحو مجلس نيابي لا يستجيب لتطلعات أكثرية الشعب اللبناني.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook