وَجدنا العصا السّحريّة الّتي أفرحت قلوب اللّبنانيّين!
لم يسبق على اللّبنانيّين أن عاشوا سنةً صعبةً كالعام 2021، فلبنان الّذي يمرّ بأزمةٍ اقتصاديّةٍ وصفها البنك الدّولي بأنّها “الأكثر حدّة وقساوة في العالم”، وصنّفها ضمن أصعب ثلاث أزماتٍ سُجّلت في التّاريخ منذ أواسط القرن التّاسع عشر، بحاجة فعلًا إلى العصا السّحريّة، الّتي قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنّه لا يملكها.
لكن يبدو أنّ عيد الميلاد، امتلك هذه العصا. فخلال ليلة الجمعة، ليلة ولادة طفل المغارة، ورغم كلّ المصاعب الاقتصاديّة والمعيشيّة، اجتمع أفراد الأسرة، كبارًا وصغارًا، واضعين همومهم ومشاكلهم جانبًا، ولو لم تخل الجلسات من الحديث عن الأوضاع السّياسيّة والدّولار، الّذي يتأرجح بين ساعة وأخرى.
وأجمع الكثير من اللّبنانيّين على عبارة “أهلنا حدنا بخير، وما بدنا شي تاني”، كما امتلأت مواقع التّواصل الاجتماعي بصور للعائلات أمام شجرة عيد الميلاد، لتبقى العائلة هي الأساس.
بالنّسبة إلى المائدة، ورغم ارتفاع أسعار السّلع الغذائيّة بشكل جنوني، إلّا أنّ سفرة العيد لم تفرغ من المأكولات المعتادة خلال هذه المناسبة، كالمعجّنات والسّلطات وبعض ثمار البحر، وبدا واضحًا استبدال الطّبق الرّئيسي أي “الحبشة”، بالأرز والدّجاج.
لم يتخلّ اللّبنانيّون عن عادة تصوير الموائد ومشاركتها على مواقع التّواصل، متمنّين أن يعود العيد السّنة المقبلة بظروف أفضل ممّا هي عليه اليوم.
ماذا عن الهدايا؟ صحيح أنّ كثيرين لم يتمكّنوا من شراء الهدايا الثّمينة لأحبّائهم، كما فعلوا في الأعوام السّابقة، إلّا أنّ هذا الأمر لم يمنعهم من تقديم هدايا ولو رمزيّة، زارعين الفرح في قلوب الآخرين.
نصل إلى الفقرة الأهم خلال هذا العيد، وهي الفقرة الرّوحيّة، فقد امتلأت الكنائس بالمؤمنين ليلة العيد ويومه، مستقبلين طفل المغارة وممجّدينه، وطالبين منه إعادة السّلام والمحبّة إلى لبنان الّذي يحتاج إلى ولادة جديدة، وهذا ما تركّزت عليه مختلف العظات.
كما زَيّنت الكنائس الرّسيتالات الميلاديّة، الّتي أضفت أجواءً رائعةً في العديد من البلدات والمناطق.
حتّى إنّ الكهرباء لم تنقطع خلال أيّام العيد، وهنا لا نقصد كهرباء الدولة، بل المولّدات الكهربائية التي لم تلجأ إلى التّقنين يومي الجمعة والسّبت، لكي تسهّل على المواطن عمله في المنزل.
لا يحتاج اللّبناني اليوم، سوى إلى القليل من الرّاحة النفسيّة والاستقرار والسّلام، ويبدو فعلًا أنّ عيد الميلاد حقّق له هذه الأمنية ولو لليلة واحدة فقط، آملين أن يمنحنا هذه العصا؛ لعلّه تحصل أعجوبة في بلدنا القابع في غرفة العناية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook