غامبيا تنتخب رئيسا جديدا لطي صفحة العبودية ودعم الاقتصاد الذي ازداد هشاشة جراء فيروس كورونا
نشرت في: 04/12/2021 – 11:16
يدلي الناخبون في غامبيا بأصواتهم السبت لاختيار رئيسهم الجديد من بين ستة مرشحين ومنهم أداما بارو الرئيس المنتهية ولايته في واحدة من أصغر الدول الأفريقية وأكثرها فقرا في العالم. وتعد هذه الانتخابات حاسمة بالنسبة للغامبيين لأنها تواصل مسار ديمقراطية فتية تسعى للتغلب على ماضيها الديكتاتوري في ظل حكم يحيى جامع وعلى الاقتصاد الهش خصوصا بعد الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا.
يصوت الناخبون الغامبيون السبت لاختيار رئيسهم الجديد الذي سيحكم البلاد لمدة خمس سنوات فيما يتنافس ستة مرشحين بينهم الرئيس المنتهية ولايته أداما بارو.
وتعول غامبيا على نجاح هذه الانتخابات التي تعد حاسمة لديمقراطيتها الفتية التي تسعى للتغلب على ماضيها الديكتاتوري وتأثير جائحة فيروس كورونا على اقتصادها الهش.
وفتحت مراكز التصويت أبوابها عند الساعة الثامنة (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) بينما تشكلت طوابير طويلة قبل الفجر للتصويت في بنجول والمناطق المحيطة بها.
تصويت بوضع الكرات بسبب انتشار الأمية
ويجري التصويت من الساعة الثامنة إلى الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش ليختار الناخبون رئيس دولتهم المقبل عبر وضع كرة في واحدة من العلب التي تحمل ألوان المرشحين، في عملية اعتمدت منذ فترة طويلة بسبب انتشار الأمية.
ويتنافس أداما بارو الرئيس المنتهية ولايته مع خمسة مرشحين آخرين، جميعهم رجال على أقل بقليل من مليون صوت، لتولي رئاسة أصغر دولة في القارة الأفريقية وتعد واحدة من أفقر دول العالم، لولاية مدتها خمس سنوات.
وتجري الانتخابات في دورة واحدة فقط. ويمكن أن تُعرف النتائج الأولى في وقت مبكر من الأحد.
وكان أداما بارو وهو متعهد عقارات يبلغ من العمر اليوم 56 عاما، ضرب قبل خمس سنوات كل التوقعات وفاز على الديكتاتور يحيى جامع الذي أمضى أكثر من عشرين عاما في السلطة شهدت فظائع ارتكبتها الدولة وعملاؤها من اغتيالات إلى حالات اختفاء قسري وجرائم اغتصاب وتعذيب.
ورفض جامع حينذاك الاعتراف بهزيمته واضطر في نهاية المطاف لمغادرة البلاد إلى غينيا الاستوائية تحت ضغط تدخل عسكري من قبل دول غرب أفريقيا.
وتشهد غامبيا بذلك أول انتخابات لم يترشح جامع فيها منذ 1966. وتشكل إمكانية محاسبته أحد رهانين أساسيين للانتخابات، إلى جانب الأزمة الاقتصادية.
ويشدد أداما بارو على إنجازاته في إعادة الحريات وبناء طرق وأسواق وتهدئة العلاقات مع المجتمع الدولي. ويدعو حزبه إلى “مواصلة التطورات غير المسبوقة”.
“أوقات صعبة”
أهم منافس له هو أوساينو دربو (73 عاما) وهو محامٍ في مجال حقوق الإنسان، يتهم الرئيس المنتهية ولايته بـ”فشل ذريع” وعدم الالتزام بكل التزاماته للبقاء في السلطة. وهو يدعو للتغيير.
وقال “أؤمن بذلك بالتأكيد”، ردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية عما إذا كان حان الوقت بعد أن كان الرجل الثاني في نظام جامع أربع مرات، ليتولى الرئاسة خلفا لبارو بعدما كان وزيرا أيضا.
وتراجع بارو عن وعده الأول بالبقاء في منصبه لثلاث سنوات فقط خلال الفترة الانتقالية. كما خفف من التزاماته السابقة لتحقيق العدالة للمسؤولين عن الجرائم في عهد جامع.
وما حدث هو العكس تماما إذ تحالف حزبه مع حزب الرئيس المستبد السابق.
ويتساءل الضحايا عما إذا كان بارو سينفذ، إذا أعيد انتخابه، توصيات لجنة التحقيق في عهد جامع.
وقد قدمت له اللجنة في تشرين الثاني/نوفمبر تقريرها ليقرر خلال مهلة ستة أشهر، هو أو من يخلفه على رأس البلاد ما يجب فعله بعد ذلك.
ومن منفاه يواصل جامع التأثير على سياسة بلاده حيث ما زال لديه عدد كبير من المؤيدين.
لكن العديد من الغامبيين أعربوا عن مخاوف في قضايا أكثر إلحاحا. فنحو نصفهم يعيشون تحت خط الفقر في بلد تضرر بشدة من انتشار فيروس كورونا.
وبغض النظر عن الزراعة والتحويلات المالية من الخارج، تعيش البلاد بشواطئها المطلة على المحيط الأطلسي، على عائدات السياحة التي جفت. وبدأ السياح بالعودة، لكن العديد من الوظائف اختفت.
وكانت غامبيا إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عن طريق زوارق.
يعاني الغامبيون من ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت، ومن انقطاع المياه والتيار الكهربائي، وعدم الوصول إلى الرعاية الصحية.
فرنس24/أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook