فرنسا تنظم مناورات ضخمة بمشاركة ستة آلاف عسكري من ست دول حليفة قبالة كورسيكا
نشرت في: 28/11/2021 – 16:02
تنظم القوات البحرية الفرنسية مناورات بحرية ضخمة قبالة كورسيكا يشارك فيها ستة آلاف عسكري من ست دول حليفة، ضمن تمرين “بولاريس21” الذي يستمر حتى بداية ديسمبر/كانون الأول. وهدف التدريبات التي تحاكي معركة بحرية واسعة غرب المتوسط، ضمان جاهزية القوات على زمن عودة الحروب التقليدية بين الجيوش المتكافئة على عدة مستويات عسكرية ودبلوماسية وفضائية وتجارية ومعلوماتية، بعد عقود من الانخراط في نزاعات ضد وحدات جهادية متقلبة ومرنة.
حلت سفن حربية محل اليخوت الفاخرة قبالة سواحل جزيرة كورسيكا جنوب فرنسا، حيث يتدرب ستة آلاف عسكري من ست دول حليفة على القتال حتى بداية ديسمبر/كانون الأول، في معركة بحرية واسعة غرب البحر الأبيض المتوسط.
ويهدف تمرين “بولاريس21” الذي تنظمه البحرية الفرنسية إلى تحقيق “التكامل مع البيئة الدولية الحالية التي تطبعها توترات دولية” خصوصا على طول السواحل السورية شرق المتوسط، أو شمال شرق أوروبا على جانب بيلاروسيا”، على حد قول الأدميرال إيمانويل سالار من حاملة المروحيات البرمائية “تونير” التابعة للبحرية الفرنسية التي يقود منها العمليات. وأوضح الأدميرال سالار أن الهدف هو “إعداد القوات البحرية والجوية والبرية للاشتباكات الكثيفة”.
حروب بين قوى متشابهة
وبعد عقود من الانخراط في ما يسمى بنزاعات توصف بغير المتكافئة في مواجهة وحدات جهادية متقلبة ومرنة، تستعد الدول الغربية الآن أيضا لعودة الحروب بين الدول مع قتال بين قوى متشابهة على مستويات متعددة، عسكرية ودبلوماسية وفضائية وتجارية ومعلوماتية…
وتابع المسؤول العسكري الفرنسي أن التحدي في هذا التدريب يتمثل في “تأمين تزامن” تدخلات “تحت سطح البحر وعلى السطح وفي الجو”، مع دمج “تفاعلات مع الوسط الفضائي” الذي يتدخل “في مجال الاستخبارات”، وكذلك تدخلات في الإنترنت مثل معلومات أو مزاعم كاذبة يمكن أن تدعم أو تعرقل العمل العسكري. موضحا أنه بهذه المناسبة تم إنشاء “نظام تويتر وهمي”. وأشار إلى أن القوات المشاركة في “بولاريس21” يجب أن تأخذ في الاعتبار “التفويضات التي يمنحها لها مجلس الأمن الدولي”.
مناورات ضخمة
وتشارك في هذه المناورات التي بدأت في 18 نوفمبر/تشرين الثاني وستنتهي في الثالث من كانون الأول/ديسمبر، وحدات عسكرية كبيرة من ست دول حليفة هي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا واليونان.
وتم تقسيم 25 سفينة و65 طائرة على معسكرين يتواجهان في غرب المتوسط من السواحل الفرنسية إلى جنوب سردينيا (إيطاليا) وسواحل جزر الباليار (إسبانيا) غربا. فيما تمركزت سفينتان أيضا في المحيط الأطلسي. وتشارك أفضل السفن الحربية الفرنسية في التدريب، تتقدمها حاملة الطائرات شارل ديغول إضافة إلى 20 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” وطائرتي استطلاع جوي من طراز “إي-2سي هوكيي” وغواصة هجومية نووية و”تونير”.
قناة القوات البحرية الفرنسية في يوتيوب
تضاف إلى هذه القوة 13 فرقاطة خمس منها أجنبية، وست سفن دورية وثلاث سفن إمداد لخلف ظروف معركة “بشكل واقعي” وإن لم يكن الموت حاضرا فيها.
“القوة الزرقاء” تواجه “عطارد”
وفي منطقة مقر حاملة المروحيات “تونير” يبدو التركيز واضحا على وجوه الضباط الذين يثبتون أعينهم على الخرائط أو الرادارات أو غيرها من وثائق “الأسرار الدفاعية”. وتمثل القوة التي اختير لها اللون الأحمر جيش بلد وهمي يسمى “عطارد”. في مواجهته قوة “زرقاء” ملتفة حول شارل ديغول وتشكل تحالفا بقيادة فرنسا.
وفي منتصف الليل غادرت القوات “الحمراء” تونير شمال باستيا على متن سفن برمائية لتصل سرا على طول السواحل إلى مدينة بورتو فيكيو بجنوب كورسيكا حيث شنت هجومها عند الساعة السادسة.
وهدف الهجوم هو تثبيت “بطارية دفاع أرض-جو” من أجل تعقيد “مناورة حاملة الطائرات شارل ديغول في مضيق بونيفاسيو”، حسب غيوم تاندونيه قائد “تونير”. والذي أوضح هنا “لدينا قوارب من القوة الزرقاء تدور حولنا وتحاول اختبارنا أو حتى إغراقنا، لذلك هناك حتما بعض التوتر”، مع أنه يختلف بشكل واضح عما هو عليه عادة خلال نزاع حقيقي.
بولاريس21.. دليل تضامن الحلفاء
وسيسمح “بولاريس 21” بصقل القدرات العملياتية للجيوش لكنه يهدف أيضا إلى “إثبات أن فرنسا وحلفاءها مرتبطون بشكل خاص بالحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأبيض المتوسط”، حسب سالار.
هذا، وأوضح ضابط مشارك في التدريب أنها طريقة واحدة لإظهار “القدرة الرادعة للبحرية الفرنسية” للعامة والأعداء المحتملين.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook