توقيف العشرات في أصفهان إثر احتجاجات تخللتها أعمال عنف على خلفية الجفاف
نشرت في: 27/11/2021 – 22:40
أوقفت الشرطة الإيرانية مدعومة بالحرس الثوري والاستخبارات السبت، عشرات المتظاهرين في أصفهان إثر احتجاجات تخللتها أعمال عنف على خلفية جفاف نهر شهير في ثالث كبرى مدن البلاد. ومنذ أكثر من أسبوعين ينظم السكان احتجاجات للتنديد بالجفاف الحاد في المنطقة منذ سنوات، متهمين السلطات بتحويل المياه من مدينتهم لإمداد محافظة يزد المجاورة.
قالت الشرطة الإيرانية السبت إنه قد تم توقيف ما يقرب من 70 شخصا إثر احتجاجات تخللتها أعمال عنف، على خلفية جفاف نهر شهير في أصفهان، ثالث أكبر مدينة في البلاد.
ومنذ أكثر من أسبوعين، ينظم سكان أصفهان مظاهرات للاحتجاج على الجفاف الحاد الذي تعانيه المنطقة منذ سنوات. وإلى جانب الجفاف بسبب الاحترار المناخي، يتهم السكان السلطات بتحويل المياه من المدينة لإمداد محافظة يزد المجاورة التي تعاني أيضا نقصا شديدا في المياه.
والجمعة ولأول مرة شهدت المظاهرة اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين. ونقلت وكالة الأنباء مهر عن نور الدين سلطانيان الناطق باسم مستشفى جامعة أصفهان السبت قوله إن “من بين المحتجين الجرحى اثنين في حالة خطرة”. ولم يشر إلى وقوع قتلى.
من جهته، قال الجنرال في الشرطة حسن كرامي لوكالة أنباء فارس “أوقفنا 67 من العناصر الرئيسية والمحرضين الذين يقفون وراء الاضطرابات”. مضيفا أنه قد كان “ألفان وثلاثة آلاف من مثيري الشغب في الاضطرابات الجمعة”. ونفذت عمليات التوقيف الشرطة والحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات.
قلق أمريكي
في المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” حيال حملة السلطات الإيرانية الأمنية في أصفهان، حسبما ذكرت الخارجية الأمريكية السبت. وأفاد نيد برايس الناطق باسمها في تغريدة على تويتر عن “قلق عميق حيال الحملة الأمنية العنيفة ضد المتظاهرين السلميين.. يحق للشعب الإيراني التعبير عن شعوره بالإحباط ومحاسبة حكومته”.
تغريدة نيد برايس
Deeply concerned about the violent crackdown against peaceful protestors in Isfahan. The people of Iran have a right to voice their frustrations and hold their government accountable.
— Ned Price (@StateDeptSpox) November 27, 2021
وساد الهدوء مدينة أصفهان السبت، وفق شهود فيما انتشرت شرطة مكافحة الشغب. وقالت امرأة خمسينية في اتصال هاتفي “أنا معتادة على السير في مجرى النهر مع أصدقاء لكن شرطة مكافحة الشغب تنتشر اليوم بأعداد كبيرة قرب جسر خاجو وتطلب من السكان تجنب هذه المنطقة”.
وأصبح نهر زايندة رود الجاف منذ 2000 والذي يمر عبر ثالث أكبر مدينة في البلاد، مكان التجمع الرئيسي للمتظاهرين. وروى أحد سكان المنطقة السبت للتلفزيون الحكومي أن “الوضع كان هادئا في مجرى نهر زايندة رود والشوارع خالية لكنني سمعت عن انتشار شرطة مكافحة الشغب على جسر خاجو” الذي يمر عبر هذا النهر.
30 إلى 40 ألف متظاهر
وبحسب كرامي، فإن “30 إلى 40 ألفا من المزارعين ومن سكان أصفهان شاركوا في المظاهرات الأسبوع الماضي”. بدوره، قال قائد شرطة أصفهان محمد رضا ميرحيدري للتلفزيون مساء الجمعة “بعد مغادرة المزارعين، بقي الانتهازيون ما أتاح للأجهزة الأمنية التعرف بسهولة على الأشخاص الذين دمروا الممتلكات العامة وتوقيفهم”.
والجمعة وقعت اشتباكات في أصفهان بين الشرطة والمتظاهرين الذين أضرموا النار في دراجة نارية تابعة للشرطة وبعض الأشجار خلال احتجاج ضد جفاف النهر بحسب وكالتي فارس وإسنا للأنباء. وأوضح ميرحيدري أنه “نتيجة إلقاء الحجارة واستخدام المفرقعات والقنابل الصوتية، أصيب بعض زملائنا فيما أصيب آخرون برصاص بنادق صيد”. وتابع أن “شرطيا طعن أيضا لكن حالته مستقرة”.
والخميس تم التوصل إلى اتفاق بين المزارعين في منطقة أصفهان والسلطات يقضي بتوزيع 50 مليون متر مكعب من المياه، بحسب وكالة فارس. ووفقا للوكالة نفسها، تم تدمير أنبوب ينقل المياه من محافظة أصفهان إلى يزد ليل الخميس الماضي بجرافة، كما تم تدمير ثلاثة خزانات مياه. ونتيجة لذلك، انقطعت مياه الشرب في بعض المناطق في محافظة يزد.
الصحافة منقسمة
وانقسمت الصحافة السبت حول الأحداث. فبينما اتهمت صحيفة “كيهان” المحافظة المتشددة “بلطجية مرتزقة ببدء أعمال شغب وإشاعة جو من الرعب بين المارة”، كتبت صحيفة اعتماد الإصلاحية أن “سبب الموجة الجديدة من الاحتجاجات هو عدم ثقة المتظاهرين بالحكومة لحل المشكلات”.
وتعاني إيران جفافا مزمنا منذ سنوات ما أدى إلى فيضانات متكررة ناتجة عن مزيج من تصلب التربة وهطول أمطار غزيرة إلى حد كبير.
فرانس24/ أ ف ب
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook